المفكر الثوري الذي يستعمل نظارات غربية: الكمبرادور، قرامشي، الإمبريالية...
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 268 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
العديد من كتاب "الثورة"، يقدم لنا تصوراته الثورية فيذكرنا بما قال "ڨرامشي" حول الكتلة التاريخية ويعتبر ذلك هو الحل الآن للتونسيين، ويفسر الواقع التونسي من زاوية مصطلح "الكمبرادور" وخطر الإمبريالية العالمية
هذا النوع إنما يحمل نظارات غربية وتحديدا يسارية، يستعملها منظومة تأطير تصوري لديه يفهم من خلالها الواقع، ويقدم على ضوئها آراءه
فمثل هذا الكاتب ينطلق من زاوية بعض الغرب لرفض بعض الغرب الآخر، فهو إذن يفاضل في درجات التبعية ولا يرفضها، إذ هو يدور في مجال مفاهيمي متفرع من النموذجية الغربية في كل الحالات، لا يغير من هذه الحقيقة أنه كاتب إسلامي الهوى أو قومي عروبي
مثل هذه المقالات دليل على الأثر الإقتلاعي الخطير الذي أحدثته منظومات التشكيل والتحويل الذهني في التونسيين، خاصة في مستوى الجامعات شق الإنسانيات التي تحول بعضها لمقرات إقناع بوحدانية المركزية الغربية، منظومات جعلت عموم الفواعل التونسية بقطع النظر عن انتماءاتهم العقدية / الإيديولوجية، ضحايا تُبّعا يسلمون بالنموذجية الغربية فيتبنونها ويعتقدونها قيما كونية، ثم ينطلقون منها لتفسير الواقع وفهمه كما نرى في كتابات هؤلاء فضلا عن العلمانيين
علينا أن ندرك أن لاقيمة لأي طرح فكري ينطلق من زاوية فهم غربي، لأنه تكريس للتبعية للغرب ومحاولة ضمنية للإقناع بها وبعدم جدوى الخروج من تحت سقفها الذي يظلنا منذ عقود
ومن يلبس نظارات الغرب أو بعض الغرب ل"يقاوم" بعض الغرب الآخر فهو يتوهم ويريد أن ينقل وهمه إلينا، وليس لمثل هذا أن يعطينا دروسا في التحرر، دروسا هو أولى بتلقيها فيحرر نفسه ويخرج من الوصاية الغربية، حينما يفعل ذلك سنرى إن كانت لكتاباته قيمة