فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 506 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
صاحب الحق ليس هو بالضرورة من يؤثر في الواقع ويغيره
وصاحب الأفكار الجيدة ليس هو بالضرورة من يحدث تغييرا في الواقع
مايهم هو قناعة الفرد بفكرته بقطع النظر عن صوابيتها معياريا
لذلك القاتل والمجرم والمنقلب، فعّال ينجز ويحدث أثرا في الواقع، لأنه مقتنع بفعله وله ثقة بالنفس وله جرأة غير عادية، وهو ينجح في تغيير الواقع رغم فساد فكرته معياريا
الواقع يغيره أصحاب الفاعلية، وبعض أبعادها القوة بمعانيها التي تحدثت عنها من قبل (*) والثقة بالنفس والإيمان بالفكرة بقطع النظر عن صوابيتها معياريا
وتفسير ذلك أن الواقع مستوى مادي موضوعي تغيره العوامل الموضوعية المادية وليس الحق والاخلاق والمعيارية عموما
وهذا ما تؤكده نماذج التاريخ
1 - منظومة فرنسا التي تحكم تونس منذ عقود نجحت في إخضاع التونسيين ذهنيا واقتلاعهم وتحويلهم نحو مركزية غربية مغالبة، وذلك إنما حدث بفضل فعاليتهم، وانظر كنموذج لذلك هؤلاء اليساريين ومدى إيمانهم بأفكارهم وعدم التراخي في نصرتها وتنفيذها
فذلك الاعتقاد العميق لديهم في تصوراتهم رغم غربتها ورفضهم المبدئي لمغالبيهم أي عموم التونسيين، أنتج لديهم قوة فعالية تحكموا من خلالها في التونسيين رغم قلتهم عدديا وأحدثوا تغييرات غلبوا بها غيرهم رغم كثرة هذا الغير الإسلامي عدديا
وليس لفعالية اليساريين علاقة لا بصحة أفكارهم معياريا ولا لأنهم أصحاب حق
2 - اليهود حاليا في إسرائيل يتمددون ويتحدّون العالم ولايظهرون إنكسارا ويغلبون غيرهم، بفعل أن لهم أسباب قوة، وليس بسبب صوابية أفكارهم معياريا وليس لأنهم أصحاب حق في فلسطين، وإنما لكونهم فعّالين، من ذلك أن لهم ثقة بأنفسهم وكفاءاتهم وتصوراتهم عن أنفسهم ولا يتوقفون عند كلام ولوم غيرهم لهم ولا يتخذون الآخر مسطرة لتقييم أفعالهم
3- هتلر وأصحابه ما نجحوا في وقت وجيز في بناء دولة غلبت العالم، إلا لفعاليتهم الموضوعية في تغيير الواقع المادي وليس لحقهم في غزو العالم أو لصوابية أفكارهم
ويمكن أن نجد نماذجا عديدة أخرى تؤكد هذه الفكرة
أي أننا حينما نريد تغيير الواقع لايجب أن نكتفي بكوننا أصحاب حق أو لأن أفكارنا جيدة، لأن تلك مستويات لا قيمة كبيرة لها موضوعيا وإنما دورها يوجد في مستوى انتاج طاقة الفعل لدى الفرد
مايهم هو قناعة الفرد بفكرته لأن ذلك هو ماسينتح طاقة الفعل لديه، وليس صوابية الفكرة نسبة لمسطرة خارجية، لذلك لامعنى لإقناع غيرك المغالب بفكرتك أو اتخاذه مسطرة تتوقف عندها وتنضبط بها
ملاحظة: أرجو أن لايعلق أحدهم خارج الموضوع ويقول لي كيف تعتبر يهود أو هتلر نماذجا جيدة، لأننا هنا نتحدث عن الفاعلية التي هي وصف مادي موضوعي وليس قيميا، وفي ذلك المستوى يمكن أن تتخذ عدوك العقدي نموذجا في كيفية النجاح في الإنجاز المادي
-----------
(*) ينظر للمقالات التالية:
1- القوة كعامل مفسر للسكوت عن الانقلاب
https://www.myportail.com/articles_myportail.php?id=10177
2 - أخلاق القوة وأخلاق الضعف: إذا لزم قول "لا" فقلها مباشرة وبوضوح
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=11293
3- القوة كمنهج حياة
https://www.facebook.com/share/p/g5Nktnm9BV3wBZyj/?mibextid=oFDknk