فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 293 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحج مجرد تفصيل من مسألة أكبر وهي توظيف الإسلام وإخضاعه للسلطة السياسية ممثلة في أحط نماذجها وهم آل سعود، فالموضوع إذن أكبر من "حكاية" "السديس"
الإسلام في حقيقته مركزية عقدية يجب ويفترض أن يضبط الواقع بكل دوائره، وتتحول الدائرة السياسية لمجرد مساحة خاضعة لتوجيهاته، مثلما تخضع الدوائر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للإسلام وتنصبغ به
وهو خضوع بمعنى الفكر والمجال المفاهيمي الكبير، وليس بالمعنى الفقهي الذي يمثل المستوى التقني الضيق من التأثير الإسلامي
بالتالي لايصح ولايعقل أن يقع إخضاع الإسلام لتحكمات سلطة فضلا أن تكون سلطة سياسية (*)
إذن الفعل الإسلامي يجب أن يكون مستقلا عن أي توجيه توظيفي، وبالتحديد المتحدثون في الاسلام يجب أن يكونوا مستقلين عن السلطة السياسية خاصة ماليا
ما يحصل حاليا هو جعل الاسلام فعلا ثقافيا يدور في أفق المجال الفردي، أي تحويل الإسلام لفرع ولمجال كغيره من فروع الحياة مثل التعليم والاقتصاد وله مختصون وأيام محدودة في الأسبوع والعام، بينما اسلام العقيدة ليس هذا الإسلام يجب أن يكون طبقة موازية وتعلو كل طبقات الواقع وتؤثر فيها وتُداخِلها كلها
مايحصل حاليا ليس هو الإسلام وليس خدمة له وإنما خدمة به وتوظيفا له، لتدعيم الواقع الفاسد، وكل سكوت عن هذا هي مساهمة في هذا السعي المذموم لضرب للاسلام واستبعاد لتأثيراته من خلال اختزاله في طقوس تعبدية فردية ثقافية
----------
لذلك الفعل الإسلامي يجب أن يستقل عن السلطة السياسية
بالمقابل كل من يتحدث في الإسلاميات من هؤلاء المفتين والشيوخ والأئمة ممن يدور في فلك السلطة السياسية أو يتلقى منها التمويل لايجب أن يُعتدّ به ويجب أن يُتعامل معه أنه موظف دعاية بل من أفسد موظفي الدعاية لأنه يستعمل الاسلام للتعمية عن حقيقة الواقع العفن ولتكريس سلطة أولئك الحكام، ولنتذكر أن بعض هؤلاء العلماء كانوا يروجون للمحتل الفرنسي في تونس والجزائر، والإيطالي بليبيا، بل روجوا للمحتل الأمريكي على أنه حاكم متغلب
هذه الملاحظة تنطبق حاليا، بصحة كبيرة على حكم آل سعود، إذ يجب أن تتحرر أنشطة الحج والعمرة من تحكمات آل سعود، وما داموا هم يشرفون عليها فإنهم يوظفونها لدعم سلطتهم السياسية والترويج لفعلهم واختياراتهم
إذن مايقع ليس حجّا وبالدقة ليس له من الحج إلا الشكل، وإنما هي طقوس تقرب للأنشطة السياحية الثقافية، تساهم في تتفيه الإسلام وإضعاف تأثيراته الإيجابية، بجعله أداة في أيادي من يعاديه وأولهم هؤلاء الحكام ومنهم آل سعود
--------------
(*) كتبت أكثر من مرة حول وجوب استقلال النشاط الاسلامي عن السلطة السياسية، وأن كل من يوظف من طرف السلطة من المتحدثين في الإسلاميات هو رجل دعاية يحمل لقب شيخ أو إمام
ينظر للمقالات التالية مثلا:
1- صلاة الجمعة هل ترتفع من مستوى فعل ثقافي لمستوى فعل عقدي
https://www.myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10653
2- الوعاظ وأئمة الجمعة، يوظفون الإسلام لخدمة السلطة والإقناع بصوابية الواقع
https://www.myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10726
3- صلاة الجمعة: مايوجد بتونس لا علاقة له ب"الجمعة" المقصودة في الاسلام
https://www.myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10961