لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 662 محور: الفرد التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تنتشر كتابات من نوع:
- أثبتت الأحداث براءة "النهضة" من التهم الموجهة إليها
- لقد تبين بعد الانقلاب أن "النهضة" لاتملك جهازا سريا مثلما كان يروج
- لقد أكدت التطورات بمرور الوقت نظافة قيادات "النهضة" من تهم الفساد المالي
ما يستنتج من هذه الكتابات هو التالي:
- أن أتباع "النهضة" (يمكن أن يكون غيرهم في حالات أخرى، فما النهضة إلا مجرد عينة للانكسار والتهتك الذهني)، كانوا مهمومين ومتأثرين بالتهم التي كان يرددها أعداؤهم، لذلك يسعون لردها، ولو كانوا يتجاهلونها ولا يعطون قيمة لمن أطلقها لما توقفوا عندها أصلا
- أن عدوهم شغلهم بكلامه وتحول قوله وتهمه لمسطرة تعتمد لإثبات الذات والمصداقية
- أنهم لايعتبرون مطلق تلك التهم التي تعتير تفصيلا من حرب متواصلة ضدهم، لايعتبرونه عدوا وإنما يرونه طرفا محترما يتوقف عند كلامه
في كل الحالات تحول المغالب في ذهن هؤلاء مسطرة ومرجعا، هذا يجعل فعلك بالضرورة تحت سيطرة ذلك الطرف المعادي، لأن صوابية أفعالك يتحكم فيها رأي ذلك المغالب، فهو من سيقرر مدى أحقيتها في الوجود مادمت أنت أساسا وافقته على ذلك وأعطيته تلك السلطة المعيارية عليك لذلك تسعى لطلب رضاه عنك
- ما يكتب حول براءة النهضة من طرف هؤلاء الأتباع، هي عينة لانتشار الهزيمة النفسية نتيجة اعتماد العدو المغالب مرجعا معياريا، وهذا يحصل حينما يقع التخلي عن المسطرة المعيارية الذاتية
سبب هذا الخلل أنه لا يوجد بناء تصوري لدى هؤلاء الأتباع ينبني على إدراك أنك والمغالب العقدي (في حالتنا منتسبو فرنسا وعموم من يتحكم في منظومات التشكيل الذهني ممن يسمى علمانيين بمختلف انتماءاتهم)، أنك وهذا العدو العقدي لستما سواء ولستما متجانسين، لذلك فلا يصح اعتماد نفس المسطرة المعيارية ولا ينتظر رضاء هؤلاء عنك مثلما لاينتظر رضاك عنهم
فإن رضي عنك مغالب عقدي فإن ذلك دليل على تخليك عن مرجعيتك، بالتالي لايوجد أي مبرر لأن تعتمد مسطرته القيمية مرجعا ولا أن تطلب رضاه ولا أن تتوقف عند تقييماته
-----------
المشكل الذي يجد أبناء الحركة الإسلامية أنفسهم فيه أنه لم يقع تكوينهم نفسيا وفكريا على حقيقة واقعنا، أي أنه وقع تضليلهم حيث قالوا لهم إننا في تونس متجانسون عقديا وأن التونسيين سواء، وهذا تصور غير سليم أدّى لما نراه من هزيمة نفسية مصاديقها الرضوخ لمنتسبي فرنسا واتخاذهم مسطرة وجعل تقييماتهم مرجعا يسعى للانضباط به
فكان نتيحة ذلك أن تمّ إضعاف البناء التصوري للحركة الإسلامية حول أنفسهم، وهدم دفاعاتها وجعلها مستباحة يوجهها الأعداء كلما أرادوا وكيفما أرادوا، ويحدث ذلك من خلال أي كلام ثم ترك أبناء التيار الإسلامي يبذرون طاقاتهم في دفع تلك التهم وإقناع هؤلاء أنهم أبرياء
بينما كان يفترض أن لا يتوقف أصلا عند تلك التهم وأن لا يعطى أصحابها أي قيمة فضلا أن تعطى قيمة لتهمهم