فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 307 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كتبت من قبل حول ما يلام عليه الغنوشي في مسار تحريفه المشروع الإسلامي (1)
فرد بعض الإخوة الجزائريين أن هذا تناول أشخاص وأن "التناول الجدي" الذي يعنينا هو تناول الفكرة فقط
وهذا كلام ينبني على خلط منهجي متعدد الأوجه سأوضحه في ما يلي:
كنت من قبل قدمت مفاهيما متعددة حول طرق التناول وهي : (2)
- محورية المنظومات عوض محورية الفرد
- محورية الفكرة عوض محورية الحدث
- الفعل كمسار زمني عوض الفعل كنقطة
هذه الأفكار يجب أن تستعمل وجوبا مجتمعة لكي تكوّن منهجية تناول وفهم للواقع
وهذا التصور يدور حول كون الواقع تحكمه الظواهر المتغيرة زمنيا وليست الأفعال النقطية السائبة
وأن الواقع الحديث تحكمه وتؤثر فيه منظومات الإخضاع والتوجيه الذهني وليس الأفراد مستقلين مثلما كان قبل الدولة الحديثة
وأن الفرد له دور باعتباره مكونا من مسار الفعل أو من منظومة ما وليس لذاته الذي يصبح تناولا بمحورية الفرد
أي أن الفرد يمكن تناوله باعتباره جزءا من محورية ما، لكن جعله محورا هذا هو التناول الفاسد
التناول من زاوية الفعل كنقطة، خلل منهجي لأنه يعني أن التناول لايتعامل مع ظواهر وإنما مع حالات منعزلة، لايمكنها تتبع تغيرات الواقع، فهو تناول نُقطي فاسد (3)
التناول النقطي في مستوى آخر هو ذاته التناول القاصر حينما يقع التعامل مع الواقع كأفكار سائبة مجردة
لذلك لايصح القول بتناول الفكرة حين التعامل مع الواقع وظواهره، وإنما يصح ذلك فقط في التجريدات الفكرية كالفلسفة والمعارف النظرية عموما، حيث تبحث الفكرة في مستوى مفهومها وليس معناها الذي يجب أن يرتبط بإطار واقعي (4)
لهذا السبب قدمت طرق التناول المتنوعة مقرونا بلفظ "محورية" مما يحيل لمسار زمني وليس نقطة
ف"محورية الفكرة" تعني أن هناك مسارا زمنيا أي أفعالا لكنه مسار يدور حول فكرة ضابطة
وهذا الكلام له دلالة غير دلالة "فكرة" لوحدها التي تحيل للدلالة المجردة خالية من بعدي الزمان والمكان
ف"محورية الفكرة" غير "الفكرة"، الأولى تحيل لتناول الظواهر والثانية تحيل لتناول تجريدات لاعلاقة لها بالواقع
لذلك لايصح فهم الواقع بالقول علينا أن نتناول "الفكرة" فقط في مسألة الحركة الإسلامية وانحرافاتها مثلا، هذا كلام فاسد لأننا إزاء ظواهر ومسارات زمنية، تتناول بمحوريات وليس من زاوية نقاط أي فكرة فقط
أي علينا أن نتناول الواقع بمحورية الفكرة وليس بالفكرة، ونتناولها بمحورية المنظومات أي الحركة الإسلامية كجهاز كامل وليس بمحورية الأشخاص، ونتناولها بالفعل كمسار زمني وليس بالفعل كنقطة وهو مدلول "تناول الأفكار"
القول أن تناول الغنوشي باعتباره فاعلا في منظومة وفي فكرة، لايعني أننا نتناول الواقع بمحورية الأفراد
إنما الغنوشي يقع تناوله لاعتباره فاعلا في مسار الأفعال أي أن المحورية هي الظاهرة أي الإنحراف، وتلك هي المحورية وإنما الغنوشي في حالتنا مجرد لاحق على تلك المحورية وذلك الموضوع، فهو ليس محورا للحديث
ولو تناولنا من زاوية محورية الفكرة وهي في حالتنا الإنضباط بالمشروع الإسلامي، فالغنوشي مجرد لاحق على تلك المحورية
ولو تناولنا من زاوية محورية المنظومات التي هي الحركة الإسلامية كتنظيم، فالغنوشي مجرد فاعل لاحق عن تلك المنظومة
إذن في كل الحالات تناول الغنوشي ليس تناولا بمحورية الفرد التي لا تصح منهجيا وإنما هو استدعاء لشخصه باعتاره فاعلا في مستوى محورية الفكرة أو محورية المنظومات
-------
(1) تدوينة: ماهو اللوم الموجه للغنوشي، وعموم كتاباتي الأخرى حول الغنوشي من غير تلك التدوينة
https://www.facebook.com/share/p/bbgUBxk6AGr5eiQe/?mibextid=oFDknk
(2) وقع شرح هذه المنهجية في مختلف كتاباتي، ينظر لموقع بوابتي في المحاور التالية: المفكر التابع، الفرد التابع، مقالات في المعنى
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php
(3) تناولت بالتفصيل طرق التناول وقدمت منهجية شاملة عوض التناول النتائجي النقطي مشتقة من الرياضيات
ينظر لكتابي: الربط اللامادي، والا لمقال:
الربط بفرنسا :الآليات الذهنية لصناعة الضحايا (2) – التفسير النتائجي
على الرابط التالي:
https://myportail.com/articles_myportail.php?id=9988
(4) حول الفرق بين المفهوم والمعنى، ينظر لمحور : مقالات في المعنى
أو تحديدا المقال التالي:
المفهوم والمعنى والفعل: جدلية الزمن وتغير المعنى
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10798