البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

لماذا لا يقع البحث في آثار تغيّر القناعات الفكرية لقادة "النهضة"

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 281
 محور:  تفكيك منظومة فرنسا

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عقود استقرار رموز الحركة الإسلامية بالغرب، انتهى بهم لضحايا عمليات تشكيل ذهني والتطبيع مع نمط الحياة الغربي ثم أخيرا أوصلهم للإقتناع بجدارة المركزية الغربية ووحدانيتها، لذلك يقول عموم قادة "النهضة" ب"الكونية وبالقيم الإنسانية" وهو خطاب المركزية الغربية ودعاتها، ويتلقون الجوائز من الدوائر الغربية المشبوهة المؤطرة لمجهودات التوسع الغربي على مواقفهم تلك، ويعتقد الأنصار المغيبون أن ذلك أمر جيد بينما هو دليل إدانة لو كانوا يعلمون

وتقلص الإسلام لدى عموم قادة "النهضة" لمستوى الثقافة والهوية، أي التعبدات الفردية والترميز التعييني داخل المجموعات الأخرى في الغرب، من مثل لبس الحجاب كرمز هوية أو فتح المساجد وصلوات الاعياد، من دون أن يعني ذلك بالضرورة التزاما عقديا

عمليا تحولت "النهضة" منذ ماقبل "الثورة"، لحزب مثل حزب "عبو" أو "أفاق" أو أي من الأحزاب الموجودة بالساحة، بل لا أبالغ إن قلت أن "النهضة" تحت تحكم قياداتها منذ استقرارهم بالخارج، كانت عموما أقل دفاعا عن الهوية والاستقلالية من حزب "التجمع" وحزب "الدستور"

هذا يعني أن أولئك القادة تحولوا لأدوات اقناع بالمركزية الغربية والتبعية لها، رغم عدم إعلانهم عن ذلك صراحة، وهذا هو الخطر

لم يرد قادة "النهضة" إعلان قناعاتهم الجديدة ولم يعلنوا تبرؤهم الواضح من خلفيتهم العقدية أي المشروع الإسلامي كمركزية عقدية، لذلك واصل أبناء التيار الاسلامي العريض المكافح الصادق، التعامل مع أولئك على أنهم هم من يعرفونهم قبل عقود واطمأنوا إليهم وسلموهم القيادة والتصرف في رصيدهم النضالي العظيم

هذا التغير الذي طرأ على قيادة الحركة الاسلامية عقود استقرارهم بالغرب، معطى لا يريد الكثير التوقف عنده، لكن بقليل من المتابعة يمكن استنتاجه من خلال الخلفية المؤطرة لمجمل القرارات الصادرة منهم وأهمها:

1 - تعاملهم مع الجهات الأجنبية، وقبولهم التمويلات منها في أشكال عديدة، مما حول الحركة الاسلامية لجسر يعبر من فوقه التدخل الأجنبي من بعد أن وقع تشريعه ضمنيا ثم قانونيا لما حكموا، عوض أن يكونوا صدا ضده

2 - جعلهم الانتماء الأجنبي والتعامل معه أمرا طبيعيا، لما سمحوا لبعض قادتهم أن يكونوا أجانبا (يلطّف ذلك ويقال جنسية مزدوجة)، وأما آخرون من القادة فأبناؤهم أجانب وسمحوا لهم بتحمل مسؤوليات وزارية
فهنا التأسيس بالفعل والتشريع للولاء للأجنبي، وهذا أمر خطير لمراحل بعيدة أن تتحول حركة سياسية أداة مشرعنة للانتماء الأجنبي، فضلا أن تكون حركة اسلامية، هذا التصرف الغريب يضرب ليس فقط الحركة الاسلامية في تونس وإنما يسيىء لأي عمل إسلامي في بلدان غير تونس، بينما المفترض أن تكون التنظيمات الحزبية حواجز تصدي للأجنبي

3 - تعاملهم مع فرنسا على أنها دولة طبيعية، مما جعلهم يتجاهلون قضايا التبعية اللغوية والثقافية معها، وتغاضوا لما حكموا عن فرض تدريس البرامج الفرنسية في المدراس الخاصة التونسية، بل إن بعض قادتها دافعوا عن ذلك (؟؟؟)
قد تفسر هذه المواقف بكون أن بعض قاة "النهضة" أساسا فرنسيون، وهذا أيضا حوّل "النهضة" لجهاز تبرير وتكريس التبعية لفرنسا عوض مقاومتها

--------------

الإشكال يوجد ومازال في كون العديد من أبناء التيار الاسلامي لم يستوعبوا بعدُ ما حصل مادام لم يقع الإعلان رسميا عن ذلك التحول، أي أن الأتباع ينتظرون من قادة الحركة أن يقولوا لهم أنهم تخلوا عن المشروع الاسلامي كمركزية عقدية، وهذا لن يقع ومستحبل أن يقع

سيبرر أولئك القادة دائما انحرافاتهم وتبعيتهم والترويج للغرب بأنها اجتهادات وإسلام ديموقراطي، لكي لايخسروا "شقف" الحركة الإسلامية وفوائده الكبيرة في أي عمل سياسي

***************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. لماذا لا يقع البحث في آثار تغيّر القناعات الفكرية لقادة "النهضة"


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-08-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء