|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
قصة من الواقع: الفرد لايمكنه أن يغير لوحده فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 378 محور: الفرد التابع  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط كنت من قبل كتبت مرات عديدة أن واقعنا الان تحكمه منظومات هي التي تنتج التاثير وليس الأفراد، وهذا معطى جديد نشأ مع الدولة الحديثة، وعليه وجب أن نفهم الواقع في مستوى اللاماديات والتأثير فيه، من خلال محورية المنظومات وليس محورية الافراد ------ في نطاق عملي بدأت مشروع تطوير تطبيقة معلوماتية لفائدة أحد الحرفاء، وكنت أعرف الشخص المسؤول لدى ذاك الحريف الذي سيستعمل بدرجة أكثر تلك التطبيقة، وأعرف أنه فرد تقي، فتجرأت لاستعمال اللغة العربية لتطوير واجهة عربية للجزء الخاص من التطبيقة الذي سيكون من استعمالات المسؤول (الأدمن) أي هو بدرجة أولى، وافترضت أنه لن يعارض استعمال العربية، أما باقي التطبيقة فاستعملت الفرنسية حين اجتماعنا لمتابعة العمل، قال لي: أول ملاحظة هي وجوب استعمال الفرنسية ودعنا من العربية، مع لهجة تخلو من أي مفاضلة للعربية فهي بالنسبة له مجرد أداة تواصل وضمنيا أقل من الفرنسية، وحاول تبرير ذلك بأن الناس تعودوا على الفرنسية، وأن من نتعامل معهم يستعملون الفرنسية ------------ ماذا يمكن أن نستخلص من هذه الحادثة - التقوى والتدين الفردي لايعني بالضرورة وجود وعي بمسائل الواقع ومنها قضايا أهمية اللغة كمكون من الهوية، ومسائل الإلحاق بفرنسا والتبعية للمركزية الغربية لذلك أنا افرق بين إسلام الثقافة أي التدين الفردي من جهة وإسلام العقيدة من جهة أخرى الذي هو المستوى الأرقى من الاسلام الذي يبحث في التأثير في الواقع وأبعاده الجماعية فالاكثر صلاة وقراءة قرآن لايعني بالضرورة أنه ذو وعي بقضايا الواقع، لذلك فإن الانظمة المتسلطة بل حتى المحتل الفرنسي وغيره كان يوظف اناسا يتميزون بكثرة الصلاة وحفظ القرآن مع قبولهم بالدوران حول المركزية الغربية، وامثال هؤلاء موجودون بكثرة الان اي الذين يفهمون الاسلام انه صلاة فقط - هذا المسؤول قدم تبريرات لعدم استعمال العربية فيها بعض وجاهة، وهي أن عملهم مرتبط بغيرهم الذين يستعملون الفرنسية، وان زملاءه تعودوا على استعمال الفرنسية هذا يجعل استعمال العربية في مواجهة ذلك الموجود، فعلا بسيطا لا قيمة له ولن يغير الواقع حسب تصوره الضمني - احداث تغيير في الواقع كمجموعات في مستوى اللاماديات اي استعمال اللغة والعادات والتصورات عموما، يخضع لمنظومات توجيه ذهني تضخ المفاهيم والمعاني وتنتج العادات التي يصعب التخلي عنها لاحقا، وهذه العادات لا يغيرها فرد ولن يستطيع، وحدها منظومات تشكيل وتوجيه ذهني ونفسي هي التي يمكنها انتاج وعي وتصورات وهي من تستطيع احداث التغيير - لذلك فإن التغيير الفعال أي الذي يمس الجموع يكون من خلال التحكم في ادوات التشكيل الذهني الجماعية بمستوياتها الثلاثة وهي التعليم والتثقيف والاعلام اما التحرك الفردي فهو فعل هام وتكمن قوته في أنه يؤسس للوعي باهمية الفعل ويقدم القدوة في المحيط الذي يجهل ذلك الموضوع إذن التحرك الفردي هو فعل تأسيس بينما التحرك من خلال المنظومات هو فعل تغيير الواقع لذلك أنا اكتب دائما حول المنظومات وليس حول الأفراد، حتى في مستوى الفساد الاخلاقي والتهتك فان الفرد له مسؤولية لكن المسؤولية الاكبر تقع على المنظومات التي تعمل على اخضاع الفرد الفرد الحديث لم يعد له نفس القدر من المسؤولية كما كان منذ قرون سابقة، الان هناك طرف اخر مؤثر، لذلك علينا الالتفات اكثر نحو منظومات الإخضاع الذهني ثم تحريرها من تحكمات منتسبي المغالب العقدي أي فرنسا والغرب عموما ------------- فوزي مسعود #فوزي_مسعود الرابط على فايسبوك قصة من الواقع: الفرد لايمكنه أن يغير لوحده  11-07-2023
 |
|||||||||
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||