|
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك |
الواقع لا يغيره الأكثر تقوى وإنما الأكثر فاعلية فوزي مسعود - تونس
المشاهدات: 456 محور: التدين الشكلي  يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط الواقع في مستوى التغيير المباشر تؤثر فيه القوانين الموضوعية وليست القوانين المعيارية، أي أن الواقع تغيره الفاعلية وليست الأخلاق والتقييمات العقدية بعض أسباب عجزنا عن تغيير الواقع أو إحداث تأثير فيه، أننا نخلط بين مستويي المادة والغيب نحن نعتقد أن التقيّ الذي يؤمن بالغيب لأنه أفضل معياريا من المنحرف أخلاقيا، أقدر على إنجاز الفعل، أي أن التقي وحافظ القرآن مثلا أقدر على قيادة الحرب وأنجع في الفلاحة وأفضل في السياسة وأكثر قدرة في كفاءات التدريس وأحسن في ممارسة الطب إصرارنا على هذا الخلط يجعلنا لا نفهم كيف ينتصر علينا الأعداء الأقل تقوى وورعا منا نحن لا نفهم ذلك لأننا مازلنا لا نفهم القواعد التي يتحرك بها الواقع والشروط التي تتحكم فيه الواقع في مستوى بنائه المادي تنظمه قواعد الفاعلية أي شروط إنجاز الفعل وإتمام الفعل والنجاح فيه الواقع في مستوى الأفعال داخله، لا يهمه صفات من قام بالفعل معياريا فلذلك يفترض أن لا تهمنا أيضا تلك الصفات في مستوى إنجاز الفعل، لأن الفاعلية مسألة مادية بحتة لا علاقة لها بالتقييمات المعيارية لذلك فإن قيس سعيد نجح في انقلابه لأنه فعّال لكنه معياريا موضوع تقييم سلبي على مستويات عديدة، وبشار الاسد صمد في حكمه وانتصر لأنه فعّال رغم أنه معياريا موضوع تقييم سلبي في مستويات عديدة، والسيسي انتصر على الإخوان لأنه فعّال رغم أنه معياريا مجرم وخائن وغيرها من التقييمات المعيارية السيئة نحن علينا أن نستعمل الأدوات كلّ في مجالها، فتغيير الواقع يلزمه شروط فاعلية بينما التقييم المعياري يتحرك في مستويات أخرى التصنيف المعياري والمركزية العقدية والمجال المفاهيمي عموما ليسوا من دون فائدة بل هي أمور هامة توجد في ما قبل وما بعد الفعل، وإنما مشكلتنا معها أننا لا نحسن استعمالها، فنحن نستدعي المفاضلة المعيارية حيث لا يلزم ذلك، ونتجاهلها حينما يكون واجبا علينا استدعاؤها، وهذا هو معنى الخلط والفوضى المنهجية الغيب (1) وهو البعد الذي تتفرع منه المفاضلة المعيارية، لا يؤثر في بعد الواقع مباشرة كما يتصور البعض، هذا غير ممكن (2) الواقع يتحرك بقوانين أوجدها خالق الكون، لكن الغيب دوره أنه يخلق طاقات لفهم الواقع وتحمله وليس تعطيل فهم الواقع أو الإنسحاب من التعامل معه، لأن الغيب يُفهِمك أن الوجود ليس فقط الواقع والشهود وإنما هناك مستوى آخر لاحق ستحاسب فيه على مسؤوليتك ودورك في كل جزء من عالم الشهود، وهذا يؤثر في دورك الموضوعي في الواقع، فالغيب يؤثر في أفعالك بالواقع ولا يلغيها، أي أن الغيب يؤثر في الفعل قبليّا وبعديّا لكنه لا يعوضه ثم إن المركزية العقدية التي تنتج المجال المفاهيمي دورها في الواقع أنها تؤطر أفعالك معياريا، أي أنها تؤثر في اختيارك للفعل قبل وقوعه، فأنت كمسلم ستنجز الفعل بطريقة تنضبط بالمعيارية الاسلامية، فالمعيارية دورها إذن أنها تنتج تفضيلاتك وتؤطر نشاطك في الحياة، لكن المجال المفاهيمي هذا لا يعوض الفعل إذن المعيارية سواء ببُعد الغيب أو المجال المفاهيمي، تنتج الطاقة وتوضح الطريق، لكنها لا تعوض الفعل المادي بعض مشاكلنا أننا لا نستدعي المعيارية بهذين المعنيين وإنما نفترض أنها ستعوض الفعل المادي في الواقع -------------- (1) ينظر : المعنى والمفهوم وبُعد الغيب https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10851 مدى أهمية استدعاء القضاء والقدر حين التعامل مع الواقع https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10850 (2) الواقع يتحرك بسنن، وحتى المعجزات فإنها كما أرى ويرى غيري ذلك، ليست خرقا للقوانين كما نتصور، وإنما هي تمضي حسب قوانين أوجدها خالق الكون لكننا نجهلها، لايوجد شيئ من دون قواعد، لأن ذلك يقود للفوضى التي لاتصح في حق الله عز وجل *************************** فوزي مسعود #فوزي_مسعود الرابط على فايسبوك . الواقع لا يغيره الأكثر تقوى وإنما الأكثر فاعلية  12-06-2023
 |
|||||||||
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: |
|||||
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور |
|||||
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته |
|||||