تفجيرات مركز التجارة العالمي الشيء بالشيء يُذكر، ونربط ما يصير في غزة والعراق وسوريا
رحاب أسعد بيوض التميمي - الأردن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4501
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لنرجع إلى الوراء .. ونربط ما يصير في غزة والعراق وسوريا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وكيف قامت الدنيا ولم تقعد من أجل ما حصل لبرجي التجارة العالمي،حتى أصبح من يريد التبرير لتلك التفجيرات الطائرية مُدان بالإرهاب،ولا يجوز لنا أن ننزلها منزل الثأر أو اعتبارها ردة فعل انتقامية من باب المعاملة بالمثل،أو حتى رد الصاع ﻷمريكا التي كانت وما زالت شوكة في حلق المسلمين،والتي نجاح أي رئيس لها موقوف على إعلان وﻻئه للكيان اليهودي على رأس برنامجه اﻹنتخابي،ومدى حرصه ودفاعه عن أمنها،وضع مئة علامة تحت أمنها !!!!!
الذي يعني أن تفقد كل الشعوب العربية واﻹسلامية أمنها واستقرارها من أجل أن ينعم الكيان الصهيوني باﻷمن والآمان !!!
وما تبع ذلك من تدخل أمريكا في شؤون المسلمين وتأييد مطلق لكيان يهود في كل المحافل الدولية،وما تبع ذلك من الدعم الكامل لما يُسمى(إسرائيل)في الانتفاضة اﻷولى والثانية واستخدام حق الفيتو لتعطيل أي استنكار ضد أعمالها الوحشية،وما فرضته على العراق من حصار خانق دفع ثمنه اﻷطفال قبل الكبار،وتفجير ملجأ العامرية في العراق الذي قضت فيه عائلات بأكملها فرت من القصف الأمريكي لتلاقي حتفها فيه من قبل طائراتها المعتدية
كل ذلك نتيجة معادة صدام للكيان اليهودي وإطلاق صواريخه على تل أبيب،وما قامت به من تفجيرات في السودان واليمن وغيرها بدعوى ملاحقة من يحمل في فكره الجهاد ضد الكيان اليهودي أسامة بن لادن رحمه الله،وما سبق ذلك من بسط وصاية واحتلال بريطاني وفرنسي على بلادنا،كل تلك اﻹنتهاكات التي نقف أمامها عاجزين، ﻷن الجيوش العربية جيوش المسيح الدجال متخاذلة،ليس من أهداف وجودها نصرة قضايانا وﻻ يحق لنا أصلا طلب النصرة منها،فهي المُؤتمرة بأمر أمريكا الداعم الرئيسي لكيان يهود،فخرج من باع نفسه ودنياه نصرة لقضايا أمته ونجدة لكرامتها وخطط ودبر للانتقام،حتى يُعطي الدرس ﻷمريكا ولكل ظالم،ولمن نسي أننا أمة الجهاد،أننا نستطيع الوصول إلى عقر دار الظالم رغم قلة الإمكانيات ورغم تخاذل تلك الجيوش,وبما أننا اعتدنا المذلة والمهانة فلا يجوز لنا أن نتعامل بالمثل ولا يجوز لنا أن ننتصر لقضايانا، فنحن العبيد درجة ثالثة أو رابعة أو سميها ما شئت،فيجب دائماً أن نتعامل مع الهدم والردم والقتل والذبح بالهدوء والحوار واللين حتى لا نُتهم بالإرهاب،ويجب أن نستنكر تلك الهجمة على البرجين !!
ومع ذلك لم نخفي فرحنا بتلك التفجيرات خاصة أنها طالت مركز التجارة العالمي رمز الاقتصاد الأمريكي ..
وبعد الفرحة العارمة التي عشناها نتيجة تلك التفجيرات،فرحة العاجز الذي ينتظر لحظة بلحظة النصر ليرى يوماً فيمن أذاقه وأذاق أهله الأمرين،ثم فجأة تغيرت النظرة لتلك التفجيرات وأصبحت سوداوية بعد أن كانت بيضاء نقية حتى انقلب عليها،وكفر بها اليوم من كان فرحاً بها باﻷمس،ﻷن أداة اﻹعلام جُندت لغسل اﻷدمغة،فقد تم إيقاف تلك الفرحة من قبل اﻹعلام الدجال الذي دفع له المليارات لتحسين وجه أمريكا من خلال إنتاج مسلسلات وبرامج تدين تلك التفجيرات،ومن خلال اتخاذ علماء يفتون بحرمة هذه التفجيرات وكأن المسلمين هم من بادر بالاعتداء،أو كأنهم اعتدوا على حرمة أمريكا المسالمة المهادنة الوديعة التي تصلح بين الشعوب ولم تكن في يوم من الأيام سبباً لمصائبهم وانتهاك حرماتهم وسلب لثرواتهم بل وكأنها دولة الحق والعدل،حتى استطاعوا بواسطة اﻹعلام ومن خلال اتخاذ علماء جُهالاً ممن ضلوا وأضلوا غسل عقول الناس بأن تلك جريمة ضد اﻷبرياء،وان هذا ليس من اﻷخلاق اﻹسلامية في شيء،ومع أن التفجيرات كانت موقوتة في الوقت الأقل ضرراً فهي لم تحصل في فترة الذروة التي يكتمل بها الدوام في البرجين وإنما في الصباح الباكر حرصا على عدم إزهاق كثير من اﻷرواح ﻷن الغاية منها ليس القتل وإنما هز كيان العدو في عقر داره خاصة أن هؤلاء المجاهدين كانوا محاصرين في إمكانياتهم وﻻ يملكون ما تملكه أمريكا من أسلحة فتاكة، حتى أخذ كثير من المحللين الذين يحللون بعيداً عن الواقع يقول أن تلك التفجيرات أعطت أمريكا الضوء اﻷخضر لتفعل ما فعلت في العراق وفي أفغانستان وغيرها وكأنها لم تتدخل بهما قبل ذلك،وكأنه لوﻻ تلك التفجيرات لما دخلت العراق حتى أصبح الكثير بعد أن أنهى اﻹعلام الفاجر بالتعاون مع اﻷمريكان مهمته،وبعد فتوى علماء السلاطين يتردد ويتراجع عن تأييده لتلك التفجيرات كثيرا خوفاً من أن يُتهم بأنه يدعو إلى التخريب أو أنه إرهابي،و خرج من يجادل هل تقبل أن تفجر تلك الناطحات لو كان ابنك فيها؟؟؟ وكأن أبناء المسلمين في أمن وأمان في بلادهم أصلاً،وكأن أمريكا تركت فرصة للتفاهم! الفارق العجيب أن ما فعلته أمريكا من خراب ودمار وهدم للبيوت على رأس ساكنيها في حربها في العراق وفي سوريا وما يفعله الكيان اليهودي في غزة كلما أرادت أن تحقق لها أهدافاً من خلال حربها لا يجوز أن يقع موقع القياس أو المعاملة بالمثل على تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر،وكان اﻷطفال والأبرياء الذين قتلوا في العراق وسوريا وفي غزة لا يجوز قياسهم على اﻷبرياء الذين قضوا في التفجيرات فهم جاؤوا من خارج الزمن،وما زلنا كلما لاحت لائحة يخرج من يقول حتى من المغيبين من أبناء جلدتنا أن تلك التفجيرات كانت عمل إجرامي ﻻ يجوز،يعني يجوز للكيان اليهودي أن يُجرب علينا كل اﻷسلحه هو وأمريكا دون أن تحسب حساب للخسائر البشرية،ونحن يجب أن نكبر عقلنا مع أسلحتهم و يجب أن نقابل العنف بالصبر وطول البال بدعوى الحرص على سلم العار ويجب أن نحافظ على هدوئنا لكي لا ننجر إلى القوة,حتى استبدلت مُصطلحاتنا وأصبحت كل عناوينها ضعف في ضعف حسابات فاقت العبودية، حسابات من تجرع العبودية حتى أصبح يعتقد أنه لا يحق أن ينتصر لنفسه آو لدينه أو لأمته حتى لا يُسمى همجي أو إرهابي ، لكن سيبقى في هذه الأمة من لا يقبل الذل والمهانة لدينه وعرضه،لا يضره من خالفه أو انقلب عليه حتى تقوم الساعة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: