المسلمون الجدد والتغيير البطيء والسلمي لوجه أوروبا
يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4952
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
على الرغم من الحرب الشرسة التي يتلقاها الإسلام والمسلمون في أماكن عدة على الخريطة العالمية , وعلى الرغم من الاتهام الدائم للإسلام بأنه الدين الذي يرعى الإرهاب والاتهام للمسلمين بأنهم إرهابيون متخفون يبحثون عن فرصة لإخراج مكامن الشر داخلهم إلا أن كافة التقارير التي تتحدث عن تغيير الأديان في عدة دول مؤثرة في العالم تؤكد ان الاتجاه السائد هو الدخول في الإسلام وانه صاحب المركز الأول دوما وفي المقابل فان تغير المسلم من دينه إلى دين آخر هو اقل النسب واغلبها تتم عن الاستغلال المالي للفقراء المسلمين في الأماكن الأكثر جهلا وفقرا وحاجة.
ففي بريطانيا دلت إحصاءات رسمية قريبة على تضاعف أعداد الأقلية المسلمة واندماجها في المجتمع وذلك على الرغم من اختلافاتها الجذرية الدينية والعرقية .
فقد أعلن مكتب الإحصاءات الوطنية عن وجود 2.6 مليون مسلم بريطاني وتصاعد عددهم بنسبة 37 في المائة خلال السنوات السبع الماضية ، فيما أكدت تقارير أخرى عن وجود 2.8 مليون مسلم بريطاني.
ولعل أهم ما يلفت نظر المجتمع البريطاني لهذه الأرقام هو ذلك التغيير الديناميكي للمجتمع في نظرته للإسلام والمسلمين والذي يتطور ايجابيا وبسرعة باتجاه التعامل مع الفكرة الإسلامية ودرجة قبولها في المجتمع كديانة إلهية تقدم لمن لا يجد بغيته في النصرانية الآخذة في الذبول وذلك بعد هجر الكثيرين منهم للكنائس وتحولهم للإلحاد لعدم ثقتهم في المنهج النصراني .
فيقول هنري جاكسون المتحدث باسم مركز أبحاث مكتب الإحصاءات "إن الديناميكيات الأساسية للمجتمع البريطاني آخذة في التغير بتضاعف عدد المسلمين في مجتمع مسيحي محافظ" , ويؤكد " أن الكثير من المهاجرين وأبنائهم اندمجوا بشكل جيد في المجتمع البريطاني بعد أن استوعبوا التقاليد والقيم الجديدة .
وبنظرة أخرى للإحصاءات الرسمية نجد ان المسلمين يمثلون نسبة خمسين في المائة من عدد السكان في 38 منطقة في انجلترا وويلز وذلك بالمقارنة مع 20 منطقة عام 2001 , بينما توجد خمس مناطق يشكّل فيها المسلمون نسبة تفوق 75 في المائة من سكانها توجد ثلاث منها في شمال غرب البلاد , بينما تصل اكبر نسبة للمسلمين في حي باستويل بمدينة بلاكبيرن حيث بلغت نسبة المسلمين فيها 85 في المائة من مجموع السكان.
ومن اللافت للنظر وبقوة أن المسلمين في هذه المناطق ليسوا من المهاجرين فحسب , وحتى أبناء المهاجرين المسلمين هم من الجيل الثالث الذين ولد آباؤهم في بريطانيا حسبما أكدت جولي صديقي من الجمعية الإسلامية البريطانية, وبالتالي فهم ليسوا دخلاء الآن على بريطانيا وهم منها ومنتمون لثقافتها .
ومن الجدير بالذكر والنظر في الإحصائيات أيضا ان هؤلاء المسلمين يستخدمون اللغة الإنجليزية في معظم منازلهم فهي لغتهم الأم التي ولدوا وتكلموا بها , وهذا يشكل فارقا ضخما كان يقف عقبة أمام المهاجرين الأوائل في النظرة إليهم والتعامل معهم والاندماج بثقافتهم .
وفي دراسة جديدة حول الإسلام في بريطانيا تم تأكيد أن واحدا تقريبا من كل عشرة بريطانيين سيكون مسلماً بحلول العام 2030 , فيما سيصل عدد السكان المسلمين في بريطانيا إلى 5.5 ملايين خلال عشرين عاماً , وقالت الدراسة أنه " سيكون لدى المملكة المتحدة مسلمون أكثر من عدد سكان الكويت، وعدد يضاهي ما هو موجود منهم في الولايات المتحدة " .
ومن أهم النقاط التي جاءت في الدراسة وأخطرها على الإطلاق أن " البريطانيين غير الحاصلين على مؤهلات تعليمية يحملون مواقف سلبية تجاه المسلمين بمعدل مرتين أكثر من خريجي الجامعات " ومعناه أن الجيل غير المتعلم هو من يحمل الأفكار السلبية عن الإسلام بينما الجيل المتعلم يحمل أفكارا سلبية اقل وايجابية أكثر عن الإسلام والمسلمين .
وفي النهاية ذكرت عدة تقارير إحصائية وتحليلية أخرى للتصاعد المضطرد لأعداد المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي فوصفته بالقنبلة الديمغرافية الإسلامية الموقوتة. وتوقعت في نهاية التقرير أن تصبح خمس دول من الاتحاد الأوروبي دولا مسلمة في عام 2050.
--------------
المصدر مركز التاصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: