منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5667
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من المفروض و من البديهيّ أن المؤسّسات الخدميّة تكون في الأصل مؤسّسات تُسدي خدمات إجتماعيّة أو إقتصاديّة أو إستهلاكيّة للمواطنين الذين ينضوون تحت ذات الرّاية و يتقاسمون ذات الوطن ،، بمعنى أن هذه المؤسّسات أوجدت للتسهّل حياة المواطنين و توفّر لهم شيئا من أسباب العيش الكريم كذلك من الطبيعي أن هذه الشركات أو المؤسّسات أن توظّف معاليم الإستهلاك لكن بقدر يكون متلائما و متماشيا مع دخل المواطنين عموما و بقدر لا يخرم جيوبهم و يثقل ميزانياتهم ،،،
و لكن ما يحدث مع الستاغ و الصوناد و تيليكوم في بلادنا أمر مغاير تماما لما يجب أن يكون عليه الحال ، فهذه المؤسّسات تعمل جاهدة و بكلّ إصرار على أن تكون مؤسّسات ربحيّة قبل كلّ شيء ، فلا يكفي أن خدماتها مجتمعة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب و لا تفي بحاجة المواطن و ربّما هي لا تضاهي الكُلفة التي يدفعها هذا المواطن صاغرا أمام التتبّع و الخطايا و التهديد بالحرمان من الخدمات، فالمعاليم الموظّفة على فواتير هذه المؤسّسات ( و إن كانت الصوناد بحدّة أقلّ ) هي معاليم باهضة جدّا و لا تتحمّلها مداخيل الطبقات المتوسّطة فضلا عن الطبقات الضعيفة و المعدمة و ما يدعّم هذا الكلام هو التراكم المستمرّ للفواتيرو عدم خلاصها في الآجال المعيّنة و الخطايا التي أصبحت ملازمة للفواتير....
كذلك ( هطول ) هذه الفواتير كثيرا ما يكون مجتمعا و لا يراعي حال المواطن و لا ارتباطه بمواعيد خلاصه الشهري و لا ما يمرّ به من أزمات المناسبات المتلاحقة ...
لكن بالمقابل نرى أن هذه المؤسّسات تتطاول في البنيان و تعدّ المقرّات الفارهة و تمدّها بالتجهيزات و المعدّات الباهضة و التكييف المركزي ( الذي يتجاوز حدّه أحيانا و هذا يلاحظه المواطن المرتاد لهذه المقرّات ) و أساطيل السيّارات بالإضافة إلى جرايات كوادرها ( الخيالية أحيانا ) و منحهم و امتيازتهم و مكاتبهم
أليس هذا من ملك المجموعة الوطنيّة و من استثمارات هذه المؤسّسات التي دوما تلجأ إلى تقييمات تريد من وراءها إظهار عجزها !!
هل فكّرت هذه المؤسّسات في حال المواطن العيّاش لتراجع أسعارها و تعدّل في مواقيت ارسال فواتيرها ، و هل فكّرت في ذوي الإحتياجات أرباب العائلات و المعوزين و سكّان المناطق البائسة أصلا لتجعل له امتيازا أو استثناء ً؟؟ هل فكّرت في مدّ العون و المشاركة في مواسم المدّ التضامني ؟؟
هذا و أكثر ما ننتظره من هذه المؤسّسات العملاقة في وطننا حتى تثبت أنّها وطنيّة فعلا قبل الإسم و أنها تحسّ بحال التونسيين و تراعي أحوالهم و تقدّم لهم خدمات أحسن بمقابل معقول و مقدور عليه ...
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: