د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4923
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
حقبة جديدة في تاريخ مصر تكتب الآن و تجربة يمر بها الوطن والتجارب دائما في الدول المستقرة تكون نتائجها أقل خطرا وتأثيرا أما الدول النامية فالوضع يختلف تماما خاصة في دولة بحجم مصر فتجربة المجهول أشبه بالرهان على عمارة شاهقة لا تعلم كيف سيتحمل أساسها بناء أدوار أخرى لأنك لا يمكن أن تهدم البنيان وتعيد بناءه من جديد فهل سيستقر البناء على ما كان قبله وتدور عجلة الحياة وتعطي لها التجربة روحا جديدة و دماءا متدفقة ونهرا للأمل أم ان التجربة ستجعلها متأرجحة صعودا و هبوطا و إهتزازا ثم نرى الحصاد في النهاية واحد و لم نتقدم خطوة لأن حجم الأمنيات والطموحات والوعود أكبر من حجم الواقع والقدرات والخبرات و الإمكانيات ,
شاء الله لمصر الآن ولشعبها أن يتحمل هذه المرحلة من تاريخه وهو مدفوعا لمستقبل مجهول يأمل أن يكون فيه الخير مع زيادة رهيبة في السكان ومن ثم المتطلبات و رغبة عارمة في التغيير إلى الأفضل في كل المجالات المرتبطة بحياة المواطن وجميع أفراد الأسرة فمن منا لا يحلم بشوارع نظيفة ومرور منظم وسيولة في الحركة على طرقات ممهدة معبدة تحترم آدمية الناس وتحمي حياتهم ومن منا لا يحلم بتعليم مناسب يفيد الوطن والمتعلم وفقا لقدرات الأسرة البسيطة وإحتياج سوق العمل الفعلي و من منا لا يحلم بمياة شربة صالحة فعلا للإستهلاك الآدمي و غير مختلطة بمياة المجاري كما هو الحال في مواقع عديدة و من منا لا يحلم بخدمة صحية جيدة ودواء وعلاج للجميع ونظام تأمين صحي يغطي جميع أبناء الشعب بلا إستثناء , ومن منا لا يحلم بسكن في متناول الشاب الذي يتخرج فلا يجد عملا فكيف له أن يحلم بمسكن مستقل وبناء أسرة جديدة , ومن منا لا يحلم برغيف عيش بلا منغصات في السعر والشكل والوزن ,
هي أساسيات لأبجديات الحياة وليست مطالب مترفة ولا أحلام غير مشروعة ولا أمنيات لا بد أن نموت قبل تحقيقها , هي مطالب الواقع والحال لكل من يعيش على أرض هذا الوطن ثقة في أن الخير الذي فيه يستطيع أن يؤمن هذه المتطلبات ,
ولكن نظام الحكم الجديد الحاكم حاليا مجهول لنا جميعا و لا خبرة عملية سابقة لديه و المجهول الذي يتولى زمام الأمور الآن هو المنوط به توفير كل هذه الإحتياجات و هو الواجب عليه أن يعي خطورة الوضع لا أن يعيش فقط على الثقة المفرطة والزائدة عن الحد بين من ينتمون للتيار السياسي الذي يحكم وبين غرور اليقين في عبقرية مشروع النهضة المجهول أيضا و من هي العقول الواجب عليها تنفيذه والفترة الزمنية التي يحتاجها لتؤتي ثماره شريطة أن يكون مشروعا واقعيا حقيقيا وليس مجرد أفكار على ورق تم صياغتها بعناية ضرورة الحاجة لمرحلة الإنتخابات ,
فمن وضع البرامج عليه أن يتولى تنفيذها بنفسه وتحقيق الأهداف المطلوبة منها للوفاء مع الشعب و الآن قد إختار الرئيس بمحض إرادتة رئيسا جديدا للوزراء أيا كانت خبراته و مؤهلاته القيادية و السياسية و العملية ليحقق له برنامجه فيجب أن يكون هناك توافق كامل وتناغم بين مؤسسة الرئاسة و الحكومة ولم يعد هناك من وسائل لأي إدعاءات للتأخير في تحقيق مصالح الناس والنهضة بالوطن ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل الشعب أي تقصير في حقه أيا من كان المتسبب أو الأسباب لأن رأس السلطة كانت أمامه كل الخيارات من الكفاءات الحقيقية التي تزخر بها مصر ليختار من يحقق له سياساته ولا يمكن للشعب أن ينتظر طويلا دون أن يلمس تغييرا واقعيا فعليا وحقيقيا بين مصر قبل 25 يناير 2011 وما بعدها ولا يمكن أن نقبل بحال من الأحوال أن نكون مجرد حقل تجارب للمجهول أو نكون مجرد مفعول به لأن الشعب عرف الآن كيف يكون فاعلا وكيف يعبر عن غضبه ولا يمكن أن يتحمل نتائج التجارب فمن تصدى لتحمل المسؤولية عليه أن يعي أين يقف وماذا عليه أن يفعل و أن يصدق فيما وعد وإلا فليتحمل وحده النتيجة و على المتضرر اللجوء للميدان و الله المستعان .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: