يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5073
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أستطيع أن أقول وبكل وضوح: لا يظن أحد أن الفترة الماضية بكل ما حملت من أخبار ومواقف سعيدة أحيانا وحزينة وكئيبة أحيانا أكثر
لا يظن احد أنها كانت نهاية المطاف، وان النتيجة التي ستخرج بعد جولة الإعادة في مصر ايا كانت نتيجتها – وأغلب ظني أنها لمرسي بإذن الله - أنها ستكون آخر مراحل العمل والتعب
فالجميع يعلم انه لو خرجت النتيجة بنجاح شفيق ستبدأ مرحلة جديدة من التعب والمعاناة على الشعب المصري كله وليس على الإخوان وحدهم ولا على كل من اظهر انه مضاد لتولية شفيق فقط , بل ستكون مرحلة صعبة جدا من مقاومة شعبية لوجوده ولاغتصابه الحكم بالتزوير وذلك مع ظهور محتمل لوجه آخر من المجلس العسكري في التعامل مع الشعب المصري .
فلا اعتقد أن مرشحا رئاسيا ضرب بالأحذية في أكثر من مكان في مصر ولم يستطع حتى أن يظهر في مكان عام في مصر ولا ان يقوم بجولة انتخابية بين الناس ولا حتى ان يدلي بصوته في الانتخابات سوى بالدخول من باب خلفي ..لا اعتقد انه ستعامل مع الشعب المصري بالتسامح والهوادة بل سيأتي لينتقم من شعب ما استطاع إقناعه ولا استطاع أن يكسب احترامه فسيفرضه بالقوة والقهر
ولا اعتقد أيضا انه في حالة نجاح الدكتور مرسي ان مرحلة التعب ستنتهي من لحظة إعلان النتيجة كما اتمنى ويتمنى كل مصري وعربي , فلا المجلس العسكري مستعد للتسليم بهذه البساطة بعد عقود من احتكارها , ولا اعتقد أن الحكومة والمحافظين وموظفي المحليات - المنتمي اغلبهم للحزب الوطني الفاسد المنحل - سيتعاونون معه بصدق , وأظن أنهم سيعرقلون عمله وسيحاولون تصدير الازمات له , وسيسلطون عليه الأبواق الإعلامية الكاذبة الخاصة بهم التي ستبدأ بعد دقائق من إعلان النتيجة بان مرسي ( معملش حاجة ) , وبالتالي ستوجه تلك الأبواق التي انكرت كل إنجازات مجلس الشعب وكذبت عليه واتهمته باتهامات مثل قانون المضاجعة وغيرها واستطاعت تأليب الشعب على مجلسه الذي انجز مالم ينجز في عهود طويلة سابقة
واعتقد ان ترزية القوانين وحملة المباخر والآكلين على كل الموائد من كثير ممن يسمون بالنخبة جاهزون لسن قوانين معرقلة أو للاشتراك في جمعية تاسيسية لجعل الدستور المصري برلمانيا , وساعتها يكون منصب الرئيس الذي قاتل المصريون من اجله منصبا شرفيا صوريا لا صلاحيات له , وساعتها يحكم حزب الأغلبية وذلك بعد حل المجلس الحالي , وبالتالي مع الغاء قانون العزل تنتقل المرحلة التالية من الحرب القادمة مع فلول الحزب الوطني لحرب انتخابات مجلس الشعب للحصول على الاغلبية البرلمانية التي تمكنها من الحكم, واعتقد ان فلول الحزب الوطني اما ان تنشئ حزبا جديدا الان او تنضم للحزب المزمع انشاؤه ( مصر المستقبل ) الخاص بالسيد عمرو خالد الذي جمع معه رموزا من رموز الحزب الوطني الفاسد السابق
·ملاحظة : كان شعار مبارك في حملته الانتخابية المزيفة الأخيرة ( القيادة والعبور إلى المستقبل ) , وأسس جمال مبارك جمعية (جيل المستقبل) واعدها لتكون حزبا جديدا يدعم مشروع التوريث , ويؤسس عمرو خالد الآن حزب (مصر المستقبل) وتنتشر صورة له مع احمد بهجت وعبد السلام محجوب وغيرهم في دعوته لإنشاء الحزب , فهل هذا الحزب هو الوجه المعدل لحزب الوريث جمال مبارك الذي سيمتطيه للعودة لحكم مصر مرة أخرى ؟ وخاصة أنه بمجرد خروجه من الاتهامات الموجهة اليه يستطيع المشاركة في الحياة السياسية تماما بلا معوقات , وشياطين الاعلام والقنوات الماجورة مستعدون لتلميع صورته قبل وبعد خروجه .
ان المرحلة القادمة هي الأشد صعوبة ولن نمر عليها بسلام سوى بتصالح الإخوان والسفليين وكل القوى الوطنية الثورية ونبذ الخلافات والوقوف صفا واحدا ضد من يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء
وحسبنا بعد هذه القرارات الأخيرة أننا اكتشفنا من مع الثورة ومن يعمل لحسابه الخاص ومن هو الطرف الثالث ومن يؤيده ويحميه ويتستر عليه وتبين موقف بعض كبار القضاة والمحكمة الدستورية .
لابد ان يلتئم الشمل مرة أخرى لمواجهة تحديات أراها الأقوى , لكننا بوحدتنا وتجمعنا وتجردنا لله ثم لمصلحة هذا الوطن سنغلب وننتصر وستعود مصر ملكا لأبنائها بعد استعمرت واستذلت وغيبت إرادتها قرونا طويلة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: