د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5159
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في الساعات الصعبة الحالكة يحتاج المرء أن يجلس مع عقله يفكر بهدوء يرى المسرح كاملا يستمع جيدا يقرأ للجميع يتجرد من نفسه و ما تريد و ما تدفعه إليه، يذكر كلام الله ليستنبط منه الحِكَم فإن قال رأيا جعل ضميره رقيبا وربه مطلعا والنار والجنة بين حروفه فإما إتقى الله تعالى ربه في قوله وما خطت يمينه وإما فتح الشيطان له باب النار لو حاد عن الحق لذا قررت أن أجلس هذه الساعة لأكتب رأيي بكل أمانة ووضوح في الحكم الصادر أمس وتبعاته مما يحدث في مصر الغالية،
جلست وحيدا أفكر مليا فمن الصعب جدا أن أترك عقلي وفكري لغيري يحركه كيف يشاء، قبل أن أشرع في كتابة المقال وجهت لنفسي بعض الأسئلة التي تحيرني .....
- من الذي قتل الشهداء في مختلف الميادين بالأسلحة الحية والخرطوش إن لم تكن هناك أوامر عليا بإستخدام العنف معهم، أم أن ضباط الشرطة والأمن المركزي في زمن مبارك والعادلي إعتادوا ضرب الشعب بلا رقيب أو حسيب
- جميع مساعدي العادلي هل يستحقون البراءة لخلو المستندات من أدلة الإتهام فماذا كانت تفعل النيابة طوال الوقت وكيف تم إحالتهم للجنايات بأدلة ضعيفة وأين الأدلة القوية
- هل حصول أبناء مبارك وحسين سالم على البراءة لإنقضاء المدة الجنائية يعني جهل النيابة العامة بالقانون و مواده و قاموا بإلهاء الناس بالقضية لا أكثر
- هل لو كان المجلس العسكري متواطئا مع شفيق سابقا أما كان أولى به أن يؤجل النطق بالحكم بداعي الحرص على مصلحة البلاد
- هل لو كان للمجلس العسكري سطوة على القاضي وأجبره على إصدار هذا الحكم فهل يعني ذلك أن المجلس قد ضحي بشفيق
- هل المجلس العسكري تواطيء مع الإخوان ليرفع من أسهم مرشحهم مجانا دون أي مجهود منهم ودون أي فضل أو منة
- هل المجلس العسكري سيضحى بشفيق والإخوان ويختار حمدين ليكسب ود قطاع من الشعب والثورة والثوار فيأتي حكم المحكمة الدستورية بإقرار قانون العزل السياسي
- هل لو كان القاضي غير نزيه أما كان يستطيع أن ينوع في الأحكام على مساعدي العادلي ليرضي الجميع كل حسب دوره السياسي والعملي أم أنه حكم بما أمامه من أوراق
- هناك من يقول أن شفيق هو من أخفي أدلة الاتهام كاملة وشفيق تولي رئاسة الوزراء لفترة 33 يوم وخرج مبكرا يوم 3 مارس 2011 فهل كان شفيق يعلم الغيب وأنه بعد خروجه من الوزارة سيتم التحقيق مع مبارك وتوجيه اتهام إليه، وهل كان شفيق يعلم أنه سيترشح للرئاسة، وهل لو قام شفيق بإخفاء أدوات الإتهام فماذا كان يفعل محمود وجدي وزير الداخلية حينها .... كان بيتفرج عليه مثلا، ما يطلع يقول الحقيقة
- هل محاولة الإخوان الإستفادة من الحكم لأقصى درجة وإصدار بيان بالنزول لمختلف الميادين يعتبر صفاقة إنتخابية في استغلال اسم ودماء الشهداء أم أن الأخلاق تستدعي أن من يطالب بقيام دولة محترمة أن يكون أول من يدعو لإرساء قواعد إحترام هذه الدولة وهل سيقبل حكم الإخوان الخروج عليهم لو كانوا في موقع رأس السلطة
- هل يجب أن يكون الشعب كله فقهاء دستوريون قانويون ونعلق جميعا على الأحكام من منظور قانوني وكأننا بتنا علامات فقهية
- التحرير وسيلة ضغط كبرى فاعلة فما هو المطلوب ليرضى وهل من الممكن أن نتفق على حد للرضا وهل إرضاء جميع من في الميدان من فئات وطوائف مختلفة سيرضي طموح الإخوان وهل إرضاء الميدان إرضاء لكل الشعب بالتبعية
أسئلة كثيرة تدور في ذهني أبحث لها عن إجابات منطقية بمنتهى الأمانة والضمير كأنك تبحث عن العدل في أكوام الظلم و سألت نفسي ما العدل الذي نريده من وجهة نظرنا،
هل هو الرضا بأحكام القضاء وإحترامها حتى لو لم تأتي كما نتمنى أم أن العدل أن يحكم القاضي بما نريد فإن لم يكن كذلك فهو قاضي ظالم يجب الخروج عليه، والدعوة للثورة على أي نظام و شرعية وإتهام الجميع، ماذا لو إتهمنا جميع القضاة في ضمائرهم وأمانتهم وشرفهم المهني من أين سنستنسخ قضاة جدد وما هي القوانين التي ستطبق،
كثير من أبناء الشعب حاليا متغير المزاج مختلف الطوائف والأهداف سريع التقلب مندفع لأقصى درجة لا يعرف الوسطية في الفكر والفعل و رد الفعل يلغي الآخر و لا يستمع إلا لرأيه ولا يفكر إلا في اللحظة تحت قدميه كأننا في مباراة نتصارع ونسرع لإحراز أكبر عدد من الأهداف دون الإلتزام بقوانين اللعبة أو صفارة الحكم فالمهم أن نلعب وهكذا في ملعب السياسة المصرية تلعب جماعات دينية و أحزاب وجماعات سياسية و مرشحين رئاسة و مخابرات داخلية و خارجية و مصالح دول و أشخاص تتحرك كقطع الشطرنج وجماهير تندفع كالقطيع وإنتهازيين يستثمرون كل الفرص للهجوم والهجوم المضاد وتبقى ساحة اللعب تئن وتشتكي وتصرخ من ظلم الجميع لها وعدم الرأفة بها وتركها حتى في وقت الإستراحة وأغلبية الشعب تصل دائما بعد إنتهاء المباراة أو بعد فوات الآوان،
وأسهل الأمور أن نخون بعضنا بعضا فدائما هناك طرف ثالث و لهو خفي وجميع الأفعال والتحركات لغاية وهدف لا شيئ أبدا للوطن أو لوجه الله .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: