د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4882
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يا شعب مصر الطيب الحبيب مهما حمي وطيس النتائج ومهما وافقت رغباتكم، إقبلوها كما هي فتلك ضريبة الديمقراطية والشعوب المثقفة تقبل بالإنتصار والإنكسار في الإنتخابات فرئيس فرنسا خسر بواحد ونصف في المائة فقط، برهنوا للعالم أجمع أننا شعب مثقف متحضر وأن الحياة تستمر ولا تتوقف وهناك إنتخابات قادمة بعد أربعة سنوات فلنتعلم دائما من التجارب والأحداث، ومن سيوليه الله علينا لابد أن نمد له يد العون فهو إختيار القدر وحصاد أصواتنا وكيفما تكونوا يولى عليكم،
فبعد إنتهاء أروع وأجمل عرس ديمقراطي مر بنا على مدار حياتنا في مشهد لن يتكرر كثيرا وسنظل نذكر تاريخ 23 و 24 مايو 2012 بكل فخر وإعتزاز وأمامنا المشهد الآن نرصد فيه الظواهر الآتية :
- الإنتخابات الرئاسية قدمت شهادة للعالم أجمع أن المجلس العسكري رغم إختلافنا معه في الكثير من الأمور قد قدم لمصر أنزه إنتخابات مجلس شعب وأول أنزه إنتخابات رئاسة في تاريخ مصر وفي العالم العربي بأسره هي كلمة حق لابد أن نعترف بها جميعا خاصة فريق يسقط يسقط حكم العسكر،
- الإخوان المسلمون قوة وتنظيم وبناء قوي هائل مهما إختلفنا معهم ومهما أخطأوا في أسلوب دفع الآخرين للتصويت لمرشحهم بكل الوسائل ولولاهم ما كان لمرشحهم د محمد مرسي أن يعتلي اليوم موقع الصدارة لإنتخابات الرئاسة الحالية ويدخل إنتخابات الإعادة يوم 16 يونيو القادم بكل سهولة ويسر وهو الآن يجتمع مع أنصاره وفريق عمله لا لإنتظار النتائج كالآخرين بل للتخطيط لمعركة الإعادة لأنها الأصعب والأشد والأقوى
- حصان أبوالفتوح لا يستطيع أن يلتقط أنفاسه و يجلس الآن يتحسر على عدم التنسيق المبكر مع حمدين صباحي لتكوين فريق رئاسي معا وإهتم بنفسه ومسميات الإصطفاف التي لاتسمن ولا تغني من جوع قدر إهتمامه بمصر إجمالا بالتضحية بشهوة المنصب مقابل التعاضد مع التيار الثوري ككل للحصول معا على مقعد المركز الثاني وهكذا الثقة الزائدة مهلكة لمن لا يستطيع أن يرى إلا فريق عمله ولا يحسب كل مخاطر اللعبة كاملة وبدا واثقا كل الثقة أنه سيجمع من كل ألوان الطيف حتى من الدول المجاورة، وللأمانة وبمنتهى الشفافية فرق كبير جدا بين أن يدعمك جماعة تجيد التنظيم والعمل بكل الطرق والأساليب والفكر المنظم والهمة العالية وبين أن يدعمك جماعة لم تنتمي لك يوما ولم تنتمي لها كدعم السلف لأبوالفتوح وهذا هو الفارق بين الفريقين،
- أحمد شفيق قضى على عمرو موسى قضاءا مبرما ولم يترك له أي فرصة لينجو بنفسه ولم ينفعه المكر الديبلوماسي ولا المناظرات الفضائية ولا نداءات وإستغاثة آخر لحظة، وضربات الحذاء المتتالية لشفيق ربما كان لها سر لا نعرفه فمع توالي الضربات كان أكثر ثباتا وقدم له عصام سلطان دعاية لا حصر لها حتى قلنا جميعا ليته صمت
- تخوف الكثيرين من تجربة الحكم الإشتراكي والإحتماء بتيار معين إعلامي وفني دفعا بحمدين صباحي أن يظل دائما في موقع ومسمى المناضل السياسي ولكنه أبلى بلاءا حسنا فاق كل توقع ووضع قدما لأرض صلبة يقف عليها وعليه أن يبحث عن أسباب وعوامل أخرى للنجاح إن أراد أن يطور من نفسه ويواصل مسيرته في أي إنتخابات قادمة،
- الدكتور سليم العوا لم يحسب حساباته جيدا وتوقيت إعلانه الترشح أضره أكثر ما أفاده وكان يجب عليه أن يستقرأ الأحداث جيدا بمجرد نزول مرشح للإخوان وتخلي باقي الكتل الإسلامية عنه فالإعتماد على صفوة المثقفين فقط لا يمكن أن تصل به لنسبة مئوية أكثر من أصابع يده،
- خالد علي سيظل على نفس درب حمدين صباحي إذا ظل يحمل نفس الخطاب السياسي ولكن ربما يعتبر نفسه قد نجح في أن يعرفه الناس وكفى وربما سيعيش في هذا الدور كثيرا،
- الأستاذ حسام خيرالله والأستاذ محمود جلال لا أعلم حتى الآن دوافع دخولهما الإنتخابات ولكنها تجربة تليفزيونية جيدة أرجو أن يكونا قد إستمتعا بها،
- الشعب المصري نجح بإمتياز أن يبرهن للعالم أجمع أنه من الممكن جدا أن يكون شعبا متحضرا ومثقفا وواعيا فإنتخابات رئاسية بهذا الحجم وتلك الأجواء ولا يوجد أي حادث عنف أو إجرام واحد شهادة للعالم أجمع أننا من الممكن جدا أن نصنع مستقبلا أفضل لو أردنا فعند الإمتحانات الكبرى تظهر معادن الشعوب الأصيلة،
- أأمل أن تندمل جراح المعركة الأولى من المرشحين جميعا ومن إنتخبوهم لنضع مصلحة مصر فوق كل إعتبار وندعو الله معا أن يوفق من ولاه علينا ليتقي الله فينا لا أن تأخذه غرور السلطة وتنسيه الأيام ما كان يقوله قبل الإنتخابات، أدعو الله ان يهديه لما فيه خير البلاد والعباد وأن نعينه جميعا على نفسه ومصيبة الحكم وتبعاته ليقود السفينة إلى بر الأمان .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: