د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5351
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لأول مرة في تاريخ مصر القديم والحديث يكون الرئيس القادم مجهولا ويكون صندوق الإنتخابات هو الحلم الأكبر للمرشحين ولمن ينتخبهم من أبناء الشعب كافة، هناك مرشحون يعرفون من الآن أن لا أمل لهم وأن أقصى أحلامهم قد تحقق بالترشح وآخرون يثقون كل الثقة في نجاحهم إعتمادا على مجهود بذلوه ودعم حصلوا عليه وآخرون يلهثون في الأمتار الأخيرة يومي التصويت أملا في تواجدهم على الساحة بصورة أكبر فربما تحقق الحلم ولكن الأحلام شيء والواقع شيء مختلف ومما لا شك فيه لو حللنا الموقف كاملا بأمانة وشفافية نجد أن هناك كتلة تصويتية لا بأس بها لا زالت مجهولة ولا تقل عن 25 بالمائة من الشعب ممن لا يهتمون كثيرا بالسياسة ويعنيهم قوتهم اليومي لا أكثر ولا أقل، وهي تتأثر بمن يصل لها يوم الإنتخاب ويوجهها لما يريد أيا كانت الأسباب إقناعا أو رشوة إنتخابية،
النسبة الأكبر التى حسمت قرارها لها أسبابها وقناعاتها وإنتماءاتها وقواعدها كانت قبل أسبوعين فقط لاتتعدى 40 – 45 % ثم تزايدت قبل أسبوع لتصل إلى 60 % ثم جاءت تحركات الأسبوع الأخير بمفارقات عجيبة فقد تغيرت مواقف البعض وقناعاتهم فقد لاحظت تغير بعض مؤيدي المرشح عبدالمنعم أبوالفتوح من ثوريين وليبيراليين ليحولوا أصواتهم إلى المرشح حمدين صباحي وبعض مؤيديه من الإسلاميين والسلفيين إلى المرشح محمد مرسي، كذلك تغيير في تأييد بعض أنصار المرشح عمرو موسى لتأييد المرشح أحمد شفيق وربما تفاجئنا درجة التغيير، في النهاية إستمرت لعبة التأرجح والتغيير حتى وصلت نسبة من كونوا رأيا نهائيا حاسما في ليلة الإنتخابات لحوالي 75 % من إجمالي الأصوات،
والملاحظ أيضا أن نسبة تأييد كل من المرشحين عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى لم تزد بعد المناظرة السياسية بينهما لأن حديثهما لم يكن موجها لمستقبل وطن وبنائه وهو ما يهم المواطن ذو الثقافة العادية بل كانت مناظرة أقرب لحرب تكسير عظام بين طرفين إستعرضا العضلات لمحاولة هدم الآخر، لذلك أرى المرشحين أحمد شفيق و حمدين صباحي قد إستفادا كثيرا في الأمتار الأخيرة آخر عشرة أيام وربما زادت أعداد مؤيديهم بنسبة لاتقل عن 10 – 15 % ممن كانوا معهم قبلها ولكن إستفادة شفبق أكبر، كما أن الجولات السياسية التي قام بها المرشحون وأحاديث القنوات الفضائية لم تحرك ساكنا في قلة أعداد المؤيدين لشخصية كانت تستحق إهتماما أكبر كالمرشح سليم العوا ولكنها قد أفادت المرشح خالد علي ليتعرف عليه قطاع أكبر من الشعب في المستقبل دون أن يزيد ذلك في أعداد مؤيديه،
وهناك مرشحون آخرون لم يستفيدون شيئا ولم يطرأ أي تغيير على مؤيديهم أو معرفة الناس بهم كالمرشح هشام البسطويسي والمرشح أبوالعز الحريري وهناك مرشحون دخلا وخرجا من الإنتخابات دون أدنى حصاد وهما المرشح حسام خير الله والمرشح محمود جلال ولن يحصدا بضعة آلاف على مستوى الجمهورية بالكامل ،
أما الحالة التي تستحق الدراسة فهو مرشح الإخوان محمد مرسي فقد كان هناك ولازال رهان كبير على مدى تمتعه بأي شعبية بين الناس العاديين بعيدا عن أعضاء الجماعة ومدى قدرته على إقناع الجماهير لأن القوة التصويتية للإخوان وحدها لا تكفي خاصة مع ظروف ترشحه ولكن للأمانة فقد لفت إنتباه البعض من العامة بعيدا عن الحرب التي شنها عليه التيار المعادي لتيار الإخوان على طول الخط من الليبيراليين أو المختلف معهم من السلف،
نتائج إنتخابات المصريين بالخارج ربما تعطي بعض المؤشرات لكنها لاعلاقة لها نهائيا بالقوة التصويتية داخل مصر فإختلاف العوامل والشريحة وآلية الإنتخابات وكيفية التأثير علي الناخبين بما فيها من أساليب تزييف أو تغيير الإرادة يوم الإنتخاب نفسه،
بتحليل المعطيات المنطقية التي أراها تحدد بوصلة التصويت بعيداً عن تقلبات آخر لحظة ونتيجة منطقية لأسلوب وأداء وقوة كل مرشح وعوامل الدفع التي أثرت في مسيرته حتى وصلنا للصندوق أرى أن الإخوان لها قوة تنظيمية هائلة لا يستهان بها أكبر من قوة تنظيم السلف أو فريق عمل المرشحين الآخرين، وبمبدأ الإلتزام التصويتي داخل الجماعة وتكثيفها لجهودها لدعم مرشحها، ربما تفيده جيدا في المرحلة الأولى للإنتخابات ولكنها لن تكفيه أبدا لو دخل إنتخابات إعادة مع أي مرشح آخر، وتوقعاتي للنتائج النهائية ما لم يحدث تطورات خطيرة في الساعات القادمة أن يتقاسم المرشح مرسي وعمرو موسى (أو شفيق ) ما يعادل نسبة 50 % من إجمالي أصوات المرشحين وأن تكون نسبة ال 50 % الأخرى لباقي المرشحين وتوقعي للنتائج وفقا للدعم الذي حصل عليه كل مرشح كما يلي :
- محمد مرسي من 25 – 28 % من إجمالي الأصوات وعمرو موسى باقي النسبة من 19 – 22 % لأن هناك قوة تصويتية كبرى ومنظمة جدا و دافعة من الإخوان وبعض السلفيين لمحمد مرسي وقوة دافعة أيضا لموسى طوال فترة ترشحه ( أو شفيق ) جمعها في الأقاليم خاصة الصعيد وبعض الليبيراليين ومجموعة تصويتية لا بأس بها من أصوات الأخوة الأقباط وفريق عامة الناس من يقتنع بالشخصيات المعروفة العامة أكثر من أي شيء آخر،
- المرشح حمدين صباحي حصل على دعم جيد في الأمتار الأخيرة لكنه ربما لا يكفي ليواصل مسيرته وأتوقع أن يحصل على إجمالي أصوات لا يزيد عن 12 – 15 % من الأصوات لكن هذه النسبة كلما زادت كلما قللت من فرص نجاح المرشح عبدالمنعم أبوالفتوح لأنه الخطر الأكبر عليه في شريحة الثوريين والليبيراليين وعامة لن يتخطى أبدا حاجز ال 20 %،
- المرشح أحمد شفيق زادت قوة التأييد له في فئات معينة بعد إستبعاده وعودته ولكن لم يكفيه الوقت ليعرض برامجه بصورة أكبر وإعتمد أساسا على أسلوب إستعراض القوة وأنه يمثل الأمن و سرعة الإستقرار في مفهوم العامة لكن إنتمائه لنظام الحكم السابق يؤثر كثيرا في إمكانية حصوله على أي أصوات من شرائح مختلفة من المجتمع وأعتقد أن نسبته قد تزيد قليلا عن نسبة حمدين صباحي من 13 – 16 % وبذلك أرى أنه على الأرجح سيخرجا معا من السباق من الجولة الأولى إلا إذا تبدل موقع شفيق مع موسى وهذا قائم بشدة،
- باقي المرشحين جميعا وهمم سليم العوا وخالد علي والحريري والبسطويسي لن يحصلوا على نسبة إجمالية من 2 – 3 % ولكنهم سيؤثرون في سقوط مرشح آخر قوي،
- يتبقى لنا المرشح اللغز عبدالمنعم أبوالفتوح فهو الأكثر تأثرا من زيادة أعداد التصويت للثلاثي محمد مرسي وحمدين صباحي وأحمد شفيق لأنه في صراع على المركز الثاني مع المرشح عمرو موسى ( أو شفيق ) فكلما قلت أعداد المؤيدين لهم زادت أصوات عبدالمنعم أبوالفتوح والعكس لذا أرى أن الصراع بينه وبين عمرو موسى سيكون بنسب ضئيلة جدا فيمن يتعدى منهما حاجز ال 20 % من إجمالي الأصوات والمفاجأة الكبرى ستكون لو تبدل موقع شفيق مع موسى وبذلك أرى أن النتيجة النهائية ستكون على الأرجح كالتالي :
- محمد مرسي أعلى الأصوات في المرحلة الأولى ويضمن دخول الإعادة بسهولة،
- المرشحان عمرو موسى (أو البديل شفيق) وعبدالمنعم أبوالفتوح في صراع كبير ولديهما نفس الحظوظ في الحصول على المقعد الثاني للإعادة حسب قوة دفعهما يومي الإنتخابات وحسب مدى تأثرهما بأداء باقي المرشحين الآخرين ونسب حصولهم على أصوات منهما،
- باقي المرشحين جميعا لا أمل لهم في دخول جولة الإعادة وهم بالترتيب حمدين صباحي -أحمد شفيق(عمرو موسى)– العوا – خالد علي – الحريري – البسطويسي – خيرالله – جلال
، السؤال الأهم الآن إن صحت التوقعات فمن هو المرشح الأقوى حظا للوصول لمقعد الحكم وأرى بمنتهى الشفافية أنه في حالة الإعادة بين محمد مرسي و موسى (أو شفيق ) فالنسب متساوية لأسباب عديدة نتركها لتحليل منفصل، أما لو جرت الإعادة بين مرسي وعبدالمنعم أبوالفتوح فستكون فرصة الأخير أكبر بلا شك وربما يحصل على ما لايقل عن 60 % من إجمالي الأصوات لأنه سيحصل على دعم متنوع إسلامي ليبيرالي مسيحي ثوري،
هذه التوقعات لاعلاقة لها بأي إنتماء أو أمنيات ولكنها بنيت على تحليل منطقي علمي بتجرد كامل بلا أي عواطف وقد ترضي البعض أو تحزنهم لكنها إجتهادات قابلة للصح وتحتمل الخطأ أكثر وتتوقف على كيفية تصويت نسبة مجهولة لنا تماما يومي الإنتخابات وهي تمثل ربع إجمالي الأصوات على الأقل والله أعلى وأعلم، كل الأمنيات الطيبة للجميع وندعو الله تعالى أن يولي علينا من يصلح فينا ويحكم بين الناس بالعدل .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: