يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5178
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ربما لم تظهر لي ميزة في ترك العمل مع جماعة الإخوان - تنظيميا - خلال الفترة السابقة إلا اليوم الذي اكتب فيه هذه الشهادة، لشعوري أني لا أكتبها من باب التحيز، فأنا أؤديها – وأسأله سبحانه الإخلاص فيها - من مدخلين أولهما إبراء الذمة وإعلاء لكلمة الله سبحانه ومقتضى قول الحق في الغضب والرضا، وثانيها : أن هذا جهد المقل الذي لم يعمل شيئا في نصرة قضية يؤمن بها سوى أن يستغل ما أعطاه الله له، فكل ميسر لما خلق له ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولما ييسر الله لي غيرها لكي أفعله.
أكتب هذه الشهادة وأنا لست داخل الإخوان - تنظيميا – حاليا منذ زمن وربما لا يكون ذلك مستقبلا، لكن هذا لا يمنعني من أكون إخوانيا صرفا في مسائل الفكر والعمل وترتيب الأولويات، فقد رُبيت على أيدي كرامهم ممن كان معهم ولا يزال، وأيضا على يد من كان معهم - تنظيميا - ثم تركهم من الأفاضل الذين سبقونا ممن قضى منهم نَحبه أو ممن ينتظر.
إننا في هذه الأيام التي تعتبر وبحق من أيام التمايز والمفاصلة فليس فيها مغنم يرتجى سوى ما عند الله، وليس فيها مغرم يتقى إلا أن نلقى ربنا ويسألنا عن عدم نصرة الحق الذي رأيناه أمامنا، فيجب على كل منا أن يحزم أمره وان يعرف يقينا أن الله سيسأله عن موقفه هذا وعن اختياره في هذه اللحظة، فليعد كل منا من اليوم لهذا السؤال العسير جوابا.
وإننا اليوم بين مفاصلة ومفاضلة التبست على كثير من الناس، مفاصلة منهج ومفاضلة رجال، مفاصلة منهج بين حق وباطل، بين من يحمل هم الإسلام ومنهجه وبين من يحمل مناهج أخرى لا تحيد فقط عن المنهج الإسلامي بل تعاديه وتعمل على وأده، وهي تلك المفاصلة بين مرشحي المنهج الإسلامي ممثلا عندي في الرجلين الفاضلين محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح من جهة وبين باقي المرشحين من جهة أخرى الذين يقفون على مسافات متفاوتة في مقابلة المنهج الإسلامي.
أما المفاضلة بين الرجلين - ( مرسى وأبو الفتوح ) - فلم ولن تكون عندي بين حق وباطل أو بين صواب وخطأ، بل أراها – وأحب وأتمنى أن يراها إخواني كذلك - بين صواب وأصوب حسب تقديرات كل منا، فكل منهما ينال مني التقدير والاحترام والمكانة، ولن أنظر في يوم من الأيام إلى أحدهما نظرة تختلف عن الآخر إلا في حدود بسيطة وضيقة، ولا يمكن أن أعتبر أن من يتبنى موقف أحدهما أنه في مواجهة للآخر أبدا، فالرجلان عملا سويا عقودا طويلة في خدمة المنهج الإسلامي، ولذا يقعان عندي في موقع المفاضلة لا المفاصلة كما ذكرت.
ولهذا قد اعتبر أن ذمتي قد تبرأ إذا قدر الله ونجح الرجلان ووصلا إلى مرحلة الإعادة سويا، ساعتها أدرك أن الذمة قد برئت وان نجاح أحدهما سيصب في خانة إما الصواب وإما الأصوب.
ولكني وبعد تدقيق اختار ترشيح الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية لأسباب سأذكرها :
- أولا أتيقن أن هذا الانتخاب أمانة ووكالة وكل منا مسئول عن أمانته ووكالته، فما يفعله كل من يصل لمنصب عن طريق اختيارك له يصب عمله عندك في صحيفتك إما بخير أو بسوء، وانتخابك له نوع من الشفاعة الحسنة أو السيئة " مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً" ، وبمثله قال المفسرون في هذه الآية " مَنْ سَعَى فِي أَمْرٍ، فَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ خَيْرٌ، كَانَ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ هَذَا الخَيْرِ، وَمَنْ أَيَّدَكَ وَنَاصَرَكَ فِي القِتَالِ، وَجَعَلَ نَفْسَهُ شَفِيعاً وَسَنداً لَكَ، كَانَ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ نَتَائِجِ الظَّفَرِ فِي الدُّنْيَا، وَالثَّوَابَ فِي الآخِرَةِ، وَمَنْ سَعَى فِي أَمْرٍ فَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ سُوءٌ وَإِثْمٌ وَمَضَرَّةٌ، كَانَ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنِ انْضَمَّ إلى أَعْدَائِكَ فَقَاتَلَ مَعَهُمْ، أَوْ خَذَلَ المُسْلِمِينَ فِي قِتَالِهِمْ، كَانَ لَهْ نَصِيبٌ مِنْ سُوءِ العَاقِبَةِ، بِمَا يَنَالُهُ مِنَ الخِذْلاَنِ فِي الدُّنْيَا، وَالعِقَابِ فِي الآخِرَةِ، وَهَذِهِ هِيَ الشَّفَاعَةُ السَّيِّئَةُ لأَنَّهَا إِعَانَةٌ عَلَى السُوءِ، وَاللهُ حَفِيظٌ وَشَاهِدٌ عَلَى كُلِّ عَمَلٍ، وَقَادِرٌ عَلَى فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ يُرِيدُهُ " [1]
- المعيار الأول الذي يجب أن ينظر كل منا له عند اختيار لمرشحه هو ما تكرر في القرآن الكريم من تلازم صفتين عند البحث عمن يتولى المسئولية وهما القوة والأمانة، فقال الله تعالى في كتابه " قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ " وأيضا في قوله سبحانه " قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ "، والقوة توضع في كل موضع بحسب معناها ومقتضى الحال، فقوة الجندي المقاتل في قتاله وقوة العالم في علمه وقوة العامل في أدائه لعمله، وفي هذا الموطن قوة الحكم والسياسة.
والدكتور مرسي يمتلك من تلك القوة الكثير، فهو برلماني قدير ورئيس الكتلة البرلمانية المعارضة في عصر الظلم والفساد، ونال درجة أفضل أداء برلماني في جانب المعارضة يوم أن كان الكثير من المرشحين مواليا لحسني مبارك ونظامه الفاسد، وهو أيضا من قادة المشاركين ضمن الإخوان المسلمين كشركاء أساسيين في الثورة المصرية التي كان للإخوان دورهم الكبير فيها والذين قاموا بحمايتها، ولولاهم – بعد إذن الله وتوفيقه – لذهبت الأمور في اتجاه آخر تماما، وهو أيضا يترأس حزب الأغلبية في مجلسي الشعب والشورى وأدار هو وحزبه مواقفهم السياسية بكفاءة، ونال حزبه احترام وتقدير أغلبية الشعب في المجلسين رغم ما يتعرض لهم الإسلاميون عامة والإخوان خاصة من هجوم شديد من تلك القنوات الداعمة والمدعومة بالمنتفعين الآكلين على كل الموائد التي تحاول النيل من الإسلاميين والانتقاص من كل فعل يفعلونه واتهامهم بالعيب الدائم.
فالرجل من حيث القوة اللازمة لإدارة شئون البلاد قوي ويُعتمد عليه - بعد الله - ولا ننسى أنه اختيار من اختيارات الإخوان المسلمين كمرشح للرئاسة، وهم الذين اختاروه قبل ذلك ليترأس حزبهم، وكما نعلم عنهم جيدا أنهم يدققون كثيرا في اختياراتهم لقادتهم، ولنا في الدكتور الكتاتني المثل الكبير، فالرجل يدير المجلس – بحمد الله وتوفيقه - بكفاءة منقطعة النظير في الوقت الذي لم يكن الكثيرون يعلمون شيئا عن قدرته على حسن إدارة مجلس بحجم مجلس الشعب.
أما عن ناحية الأمانة، فالأعداء قبل الأصدقاء يشهدون للإخوان عامة – والمرسي منهم ومثلهم - بطهارة اليد ونظافة الذمة من المال العام والانتفاع به، ولقد جربهم الناس مرارا في الكثير من المواطن التي شهدت وجودهم على قمة هيئات ومنظمات فيها مال عام لو أراد احدهم أن ينتهبه لفعل، وخاصة في الزمن الذي كانت السرقة من المال العام هي جواز المرور لكل من أراد التقرب لنظام الحكم فكان أكثر الناس سرقة هو أقربهم من الحاكم الفاسد.
واني لاعتبر أن مصر تحتاج الآن وأكثر من أي وقت مضى للأمانة في الحاكم أكثر من القوة، فجسد مصر جسد قوي بذاته لكنه ينزف دما منذ قرون وتُمتص منه كل خيراته فلا تصل لأهله، وتحتاج الآن إلى من يوقف ذلك النزيف المستمر ولو لفترة قليلة ليدب النشاط في ذلك الجسد القوي المنتهك.
- المعيار الثاني عند المفاصلة أنني لا أريد أن أعطي صوتي لشخص ولا لجماعة، ولكني أريد أن أعطيه لمنهج يقوم على ثوابت اتفق معها وأستطيع أن ألقى الله بها، فلا أعطي صوتي – بعد خروج من خرج من حلبة السباق – إلا لمن أرى فيه أنه يستطيع أن يحمل المنهج الذي أريده، فالمنهج اكبر وأعظم من الأشخاص، والمنهج يعطي قوة للشخص، وما انحيازي لمرسي إلا انحياز للمنهج الإسلامي حيث اعتبر انه خير من يمثله ويحمله الآن.
- المعيار الثالث : أن مرسي يمثل جماعة تستطيع أن ترده أو تراجعه وتناقشه، جماعة فيها مفكرون وساسة واقتصاديون وتربويون يستطيعون تقييم الأمور وتقويمها، فهذه ميزة له عندي عند المفاضلة بينه وبين فاضل آخر قد لا أعلم للآن من يستطيع أن يراجعه في قراره، ولا أستطيع أن أتبين بطانته حتى أقيم تلك البطانة التي سيتأثر بها حتما أي رئيس للجمهورية قادم بل كل مسئول، وينبغي على كل مسئول قادم أن يدقق في بطانته، وبالمثل فأحد المعايير الهامة في اختيارك لأي مرشح نوع البطانة التي ستحيط بمرشحك إذا صار رئيسا، ولهذا يجب أن يدقق كل ناخب في البطانة التي ستجتمع حول مرشحه لكي يعلم إلى أي اتجاه سوف يوجهونه، وقد قال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ "، ولهذا أني لا أعتبر أن مرسي مشروعا دكتاتوريا لوجود من يرده ويقومه، في حين أخشى من دكتاتورية مرشحين آخرين قد تفرضها نزعة فردية أو بطانة سيئة تلتف وتحيط بهم.
- اعتقد أنه سيكون هناك ديون على كل مرشح سينجح في الانتخابات ويصبح رئيسا، وحتما سيحل عليه وقت أدائها بعد نجاحه للناخبين الذين أعلنوا تأييدهم له وتقديمه على من سواه حتى لو لم يلتزموا حقيقة بذلك، فالنجاح دائما له آباء متعددون والفشل لقيط لا أب له، وعندما أنظر لأصحاب الديون الذين سيحيطون بمرسي لأداء حقوقهم، سأجد فيهم الإسلاميين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومحبيهم، وسأجد أعدادا من مشايخ الدعوة السلفية، وسأجد جموعا من الأسماء التي أحترمها، وسأجد أيضا بسطاء شعبنا ممن يستمعون للإسلاميين ويثقون بهم، وهؤلاء أستطيع أن أقف بينهم مطالبا بحقي معهم حين يحل وقت أداء الدين من الرئيس محمد مرسي
لكني عندما انظر في المفاصلة سأجد مرشحي الفلول والمعادين للمنهج الإسلامي، سأجد أصحاب الديون لديهم سراق العصر الماضي وظلمته الآكلين للحقوق والناهبين للخيرات والثروات المستعدين لدفع الملايين والمليارات في سبيل نجاح مرشحهم ليضمن لامبراطورياتهم الآثمة الاستمرار والنمو وعدم الملاحقة والمساءلة، وهؤلاء لا يسرني ولا يشرفني أن أكون معهم ولا بينهم.
أما في المفاضلة أرى أصحاب الديون على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، أرى منهم إسلاميين محترمين لا اشك في ولائهم للفكرة الإسلامية ولهم عندي كل التقدير والاحترام، ولكني أرى معه كأصحاب ديون عليه إن نجح – من غيرهم - عددا من الذين لا يشرفني انتمائي إليهم ولا وجودي بينهم، ولا أستطيع أن اعتبر أن وجودهم يزيد حملته قوة بل يزيدها وهنا وضعفا، وهؤلاء حتما سيطالبون الرئيس أبو الفتوح بسداد ديونهم، ولاشك انه سيحاول سداد فاتورتها - حتى لو أضرت بالمشروع الإسلامي أو عرقلت مسيرته- وإلا فسينقلبون عليه وسيسخرون إمكاناتهم القوية في الهجوم عليه، فما تحالفهم الحالي معه إلا كتعاون مرحلي نظرا لاختلاف الثقافتين والفكرتين بل تضادهما حقيقة، لان الدكتور أبو الفتوح كان وسيظل - بإذن الله - إسلامي المنهج والتوجه، ولهذا لن أستطيع الوقوف في صف يضم هؤلاء حتى لو كان في هذا الصف من الأفاضل الكرام الذين احترم رأيهم وفكرهم واقدر شخصياتهم ورؤيتهم.
وختاما لي بعض الملاحظات والرؤى
- أعتقد أن الانتخابات الرئاسية مرحلة وصورة فقط من صور العمل لله ثم لرفعة هذا الوطن، فمن لم يُوفق فيها في نيل ذلك المنصب فلا يتراجع عن خدمة دينه ورفعة وطنه، فديننا يأمرنا بالعمل في أي موقع كان للإصلاح والخير بلا اشتراط لمكانة أو منصب " وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ".
- أعتقد أننا مطالبون فقط بالسعي والعمل، فليس معنى أن يقوم الناس لانتخاب فرد أننا سنصل إلى المبتغى أو أن الله سيطالبنا وسيحاسبنا على النتائج، فالصواب أن الله عز وجل يطالبنا بالعمل والسعي فقط، أما النتائج فمحددة الميقات وهي على الله وحده، ولا نتفاضل بتحقيقها بل نتفاضل بالعمل والسعي فقط، فنوح عليه السلام ظل يعمل لله قرابة الألف عام ولم يؤمن له إلا قليل ومع ذلك فهو أول أولي العزم من الرسل.
- أعتقد أن الإسلاميين الذين سيصوتون للدكتور أبو الفتوح أنهم يفعلون صوابا، ولا أستطيع أن أخطئ أحدا منهم بل أحترمهم وأقدرهم، ولو قدر الله وكان الدكتور أبو الفتوح في الإعادة أمام أي مرشح آخر فسأعطي صوتي له، وربما يكون فعلهم هذا من الحكمة العالية لكي يكون منا مرشحين بدلا من إسلامي واحد وساعتها يحصد مرشح غير إسلامي باقي الأصوات ليدخل الإعادة وحينها ربما يحدث ما لا يحمد عقباه.
- أعتبر أن من يعتقد أن دعمه لمرسي يكون بالهجوم على أبو الفتوح والعكس، اعتبره من الخطأ المحض، وأنه من غير المقبول صدروه ممن ينتسبون لأي حركة إسلامية أو من المنتمين للفكرة الإسلامية، فلنوحد جهودنا في لحظة نحتاج فيها كل جهدنا لمقاومة أي فكرة أخرى.
- أعتبر أنه على كل أصحاب الرؤى والتأثير واجب التحرك لشرح الموقف العصيب، وأن هذه الانتخابات – إن اكتملت وكانت نتيجتها صادقة – لن تكون مثل أية انتخابات مرت في تاريخنا بل ربما في تاريخ مصر والعالمين العربي والإسلامي
أسأل الله التوفيق للرجلين الذين يحملان معا المشروع الإسلامي، كما أساله سبحانه أن يوفق ويسدد ويبارك خطى من أراه يمثل المشروع الإسلامي أكثر من غيره في تلك المرحلة واللحظة وهو الدكتور محمد مرسي
يحيي البوليني
= =
[1] أيسر التفاسير أسعد حومد
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: