د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6356
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا أدري هل نحن شعب يجيد إشعال الحرائق فقط ولا يفهم في كيفية تطفئتها او النجاة منها، هل نعشق الخلافات إلى هذا الحد ولا نجيد فن الحكمة وملكة الإستماع ثم التفكير،
هل إدعاء الحرص على الكرامة وإدعاء الدفاع عنها تعني أن نلغي عقولنا ونسُب الآخر ونتجاوز كل حد ونعطي ظهورنا للتاريخ والجغرافيا والماضي والحاضر والمستقبل، هل نلغي علاقاتنا مع كل الدنيا ونغلق أبوابنا علينا ولا نتعامل مع أحد طالما لانستطيع التعامل بإحترام وقيم وأخلاق لنضع حدا واضحا امام الجميع أننا نستحق كل الإحترام والتقدير،
هل نلقي بكل ثقلنا على قيمة مصر وقدرها وعلى ماضيها وموقعها لنقول أنها الشقيقة الكبرى الواجب على الجميع الوفاء لها وتقديم فروض الطاعة والولاء، أم يجب على أبناء الشقيقة الكبرى أن يسمو إلى قدرها وقيمتها ويكبروا معها في ألفاظهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم وسرعة أحكامهم وآلية تفاعلهم مع الأحداث،
أكتب كلماتي ويعتصرني الألم والحزن على تسارع الأحداث مع الشقيقة الغالية المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين أطهر بقاع الأرض ولا جدال ولا مراء، يعتصرني الحزن أن نعيد عجلة التاريخ فلا نتعلم من خلافنا مع الشقيقة الجزائر على أمر تافه ما كان ليستحق وإحتاج لسنين حتى يتبين لنا تسرعنا وعدم الحكمة في معالجة الأحداث،
وها نحن اليوم نعيد الكرة بمحاولة التعدي على السفارة السعودية بتوجه الغوغائيين والمنبتين إليها وكأن مقرها لا يمثل هيبة دولة ومملكة بأسرها بل ونتبارى في الإساءة لنظام الحكم فيها كاملا بألفاظ يعف اللسان عن ذكرها لأننا لدينا طاقة جبارة في نشر السيء من القول ولا نجهد أنفسنا أبدا في الحرص على معرفة الطيب من القول وكبح جماح اللسان،
ومن العجب العجاب أن نرى سباقا نحو سرعة التجاوز وكأن من يسيء أكثر يحصد شعبية أكثر لذا رأينا تهافت الإعلام الفاسد المنحل لزيادة المشكلة بدلا من وأدها وتهافت بعض ضعاف العقول من الموتورين على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي في سباق للسباب ونشر الخلاف، بل والأخطر أن ينجرف من يفترض فيهم الحرص والوعي من بعض الأحزاب أو المرشحين للرئاسة إعتقادا أنه سيحصل على بعض الشعبية الزائفة،
لن أكتب عن قيمة وقدر الشقيقة المملكة العربية السعودية دولة وقيادة وحكومة وشعبا في العالم أجمع وأهميتها للعلاقات المصرية المتكافئة ولن اكتب عن ضرورة الحرص على علاقات طيبة يسودها المودة والإحترام لمصلحة الشعبين الشقيقين معا،
ولن أخلط الأوراق بإدعاء زائف أننا ندافع عن كرامتنا في قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي الذي يخضع للتحقيق حاليا في قضية يعلم الله وحده إن كان برئيا منها ومظلوما أو ظالما لنفسه ووطنه بكل فئاته خاصة وقد نشرت جهات التحقيق في المملكة العربية السعودية صورة ضوئية من إقرار منسوب له بخط يده كما قام مجموعة من المحامين السعوديين الأشقاء بالتوجه للسفارة المصرية للحصول على توكيل رسمي بالدفاع عنه تطوعا وسمحت سلطات التحقيق لزوجته بزيارته والإطمئنان عليه، لا أريد أن ألغي عقلي كلية وأستمع لمن يقولون أن المملكة بأسرها كانت تنتظر الرجل لتنتقم منه فلما منحته التأشيرة أساسا لدخولها وكفى الله المؤمنين شر القتال،
أعلم أن قلمي قد لا يعجب البعض ولكن أقول لهم إتقوا الله في مصر، في وطن، في شعب يحترق بتصرفات طائشة لبعض أبنائه، لاتسيئوا للجميع بدعوى الحب والحرص فلستم أكثر منا حرصا على كرامة مصر و الدفاع عنها،
أين الراشدون العاقلون من الأقلام الرصينة والعقول النابهة لتسرع الخطى نحو رأب الصدع وعدم السماح لعقول بلهاء في اللعب بمقدرات وطن والإساءة لعلاقات دم وود ونسب وإخاء، إتقوا الله فينا وإرحمونا يرحمكم الله .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: