البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قبل أن نقول بحسرة لأبنائنا: كان ههنا مسجد يُدعى الأقصى

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5036


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يقف عبد الله الأحمر آخر ملوك الطوائف بالأندلس على ظهر السفينة التي أقلته مطرودا منها، فينظر إلى ساحل الأندلس الذي يبتعد رويدا رويدا عن ناظريه فيبكي، فتقول له أمه : " ابك مثل النساء على ملك لم تصنه مثل الرجال " .

أخشى من تكرار هذا المشهد في المسجد الأقصى المبارك حينما يكتمل المخطط الصهيوني المعلن الذي بدأ منذ سنوات لهدم المسجد وإحلال الهيكل المزعوم مكانه .

لم تكن هناك ليلة أصعب على جولدا مائير رئيسة الوزراء الصهيونية – كما تقول في مذكراتها – من الليلة التي اتخذت فيها قرارا بحرق المسجد الأقصى عام 1969 خوفا من رد فعل المسلمين، وتصورت أن هذه الليلة هي آخر ليالي الصهاينة في فلسطين وأن هناك حربا شاملة ستقتلعهم انتصارا للمعلم الإسلامي التاريخي الذي يحتل مكانة في قلوب المسلمين جميعهم .

فلم تكن تتصور أن رد المسلمين وخصوصا العرب لن يزيد عن الشجب والتنديد والاستنكار ودعوة الجامعة العربية لقمة طارئة لم تنعقد بعد الحدث إلا بوقت طويل، وخرجت ببيانات هزلية لامتصاص الغضب الإسلامي ولتساعد إسرائيل على المضي قدما في مشروعها دون خوف من رد فعل عربي أو إسلامي .
وفي هذه الأيام تزداد وتيرة الهدم المادي والمعنوي، هدم مادي بحفر الأنفاق تحته من كل اتجاه وهدم معنوي باقتحامه من قبل الجنود الصهاينة والعبث فيه وانتهاك حرمته بل وجعله مزارا للسائحات الغربيات اللاتي يدخلنه يوميا بكل ما يحملون من دنس مرتكبين داخله أفعالا يندى لها الجبين المسلم خجلا لا من فعلهم فحسب بل من تقصيرنا وعجزنا عن حمايته .

وفي آخر تقرير أخرجته مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" والذي نشرته وكالة " فلسطين اليوم " حيث أكد أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى الشريف قد زادت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام 2012م، حتى وصل عدد عمليات الاقتحام والمقتحمين إلى ستة أضعاف مقارنة بنفس التوقيت من العام الماضي، كما أضاف التقرير أنه قد ازدادت محاولات تدنيس المسجد الأقصى للسياح الأجانب ووارتدائهم ملابس لا تتناسب مع وجودهم في دار عبادة مع قيامهم بأفعال مخلة بالآداب وذلك كله بتشجيع ومباركة من الاحتلال الإسرائيلي، فبلغ عدد المستوطنين والجماعات اليهودية الذين اقتحموا الأقصى – بحسب التقرير - خلال الأشهر الثلاث الماضية حتى يوم 27 مارس 1034 مستوطنا وأن عدد السياح الأجانب الذين دخلوا ساحات المسجد الأقصى بلغ 63 ألفًا و887 سائحًا أجنبيا، كما بلغ عدد الجنود الذين اقتحموا المسجد بلباسهم العسكري والمخابرات والشرطة الخاصة 983 جنديا

كما وثقت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث – وهذا جهدهم الذي بذلوا وسعه - هذه الاعتداءات بالصور الفوتوغرافية وعبر شهود عيان وتواجد ميداني ودعوا المواطنين إلى "التواجد والرباط والتواصل الدائم مع المسجد الأقصى المبارك، ورفد المسجد الأقصى بأكبر عدد من المصلين يوميًّا"، كما دعوا العلماء والحكام والشعوب العربية والإسلامية إلى مزيد من فعاليات نصرة وحماية المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف.

ولا تزال تتوالى الدعوات العلنية لهدمه دونما اكتراث برد فعل عربي أو إسلامي - وكأننا لا قيمة لنا ولا حضور – والتي كان أخرها من عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني آرييه إلداد الذي دعا باتخاذ الإجراءات الفورية لبناء الهيكل المزعوم، حيث قال إن " بناء الهيكل يجب أن يتجدد ميدانياً على الأرض بعد إزالة المسجد الأقصى، دون النظر إلى الردود السياسية أو العالمية ".

فهل سيظل المسلمون – حكاما ومحكومين – مبتعدين عن تلك القضية الجوهرية التي لها قيمتها الأساسية في الإسلام، وهل سيديرون ظهرهم للمسجد الذي كان مسرى الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وهل سيضيع الأقصى مثلما ضاعت كل فلسطين بين الخيانة الداخلية والتخاذل الخارجي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المسجد الأقصى، فلسطين، إسرائيل، الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-04-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، محمد اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، رافد العزاوي، بيلسان قيصر، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، خالد الجاف ، ماهر عدنان قنديل، محمد شمام ، محمد علي العقربي، صالح النعامي ، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمود علي عريقات، د. عبد الآله المالكي، مجدى داود، محمد العيادي، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، د - عادل رضا، د - الضاوي خوالدية، صلاح المختار، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، د. أحمد محمد سليمان، رمضان حينوني، أبو سمية، عبد العزيز كحيل، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، طارق خفاجي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، محمود طرشوبي، منجي باكير، أحمد النعيمي، حسن الطرابلسي، كريم السليتي، المولدي اليوسفي، محمد الياسين، د - صالح المازقي، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، محمد عمر غرس الله، سلام الشماع، رضا الدبّابي، سعود السبعاني، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، صفاء العراقي، حاتم الصولي، سفيان عبد الكافي، المولدي الفرجاني، جاسم الرصيف، سامح لطف الله، خبَّاب بن مروان الحمد، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يحيي البوليني، سيد السباعي، العادل السمعلي، طلال قسومي، صلاح الحريري، إياد محمود حسين ، أحمد ملحم، علي عبد العال، عبد الله زيدان، عمر غازي، ياسين أحمد، مصطفي زهران، عراق المطيري، عزيز العرباوي، د - مصطفى فهمي، د - المنجي الكعبي، فهمي شراب، د - محمد بن موسى الشريف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، محمد يحي، فتحـي قاره بيبـان، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، أحمد بوادي، سامر أبو رمان ، سلوى المغربي، عواطف منصور، الناصر الرقيق، أنس الشابي، عبد الله الفقير، تونسي، محمود سلطان، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، نادية سعد، حسن عثمان، د. طارق عبد الحليم،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة