د- هاني ابوالفتوح - مصر/ الإمارات العربية
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5730
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من فوائد السفر أيضا أن تطلع على مايدور في الدول الأخرى حولك وترى كيف تسير الحياة ومحور اهتماماتهم، ومن الجميل أن تسافر لدولة ما على فترات متباعدة لترى هل تتوقف الحياة عند حد ما أم تتقدم بخطوات ثابتة لتصنع حضارة وتبني وطن وتعمل على رفاهية المواطن.
هكذا سعدت بزيارتي أخيرا لدولة الإمارات بدعوة من أحد المؤتمرات في أبوظبي وفي اليوم الأخير للرحلة يوم الأربعاء الماضي حرصت حكومة أبوظبي على عمل جولة رسمية لنا إمتدت لسبع ساعات لنشاهد على الطبيعة حجم التقدم والتطور الهائل والحرص على راحة المواطن والتخطيط لمستقبل الدولة لما بعد النفط وكيف سيكون حال الوطن والمواطن، خرجت من جولتي بقدر سعادتي على تقدم بلد عربي رائع وحرصه على ربط الماضي بالحاضر والمستقبل والإعتماد على التقدم العلمي والتكنولوجي والتخطيط المدروس وتنفيذ ما تم التخطيط له مسبقا وفق خطط معلنة واضحة والإنتقال من مرحلة البناء للدولة إلى التفكير في رفاهية وإمتاع المواطن بحياته بكافة السبل والوسائل.
بقدر هذه السعادة المستحقة بقدر حزني على بلدي الحبيب مصر الذي يدور طوال سنوات عديدة في فلك أقل وأبسط حقوق لمواطن، طلبه فقط أن يعيش ويحيا بأقل الإمكانيات والمتطلبات، يعيش ليعيش وينتهي يومه ليلحقه بيوم آخر حتى ينتهي به العمر بحثا عن لقمة عيشه وسعيا وراء سراب إسمه الحرية التي نلهث جميعا خلفها ونتغنى بها ولكن على مايبدو أننا مستبدون بداخلنا إلى أقصى حد ولا يعنينا إلا رأينا وفقط ولا نجيد لغة الإستماع للآخر بل أننا أقرب لتكفيره وإخراجه من الحياة من مجرد أن نستمع إليه، إنظر معي بهدوء تام لأراء وتصرفات وأفعال من ينضوون تحت لواء حملات المترشيحين للرئاسة ستجدهم أكثر إستبدادا بالرأي من المترشحين أنفسهم،
من هنا نصنع الآلهه ومن هنا يضيع الوطن ومن هنا يتم حكمنا بالديكتاتوريات المختلفة ولا فرق بين هذا وذاك.
عسكر أو مدني فالشعب المستبد واحد وأول من يفسد الحاكم بطانته ولن نستورد بطانة مثقفة واعية راعية ناصحة أمينة بدلا من تلك البطانات الفاسدة التى تصنع الأباطرة وتلتف حولهم بالكذب والخداع لتعيش على أجساد باقي الشعب وتمتص دماءه ضريبة صمته وخنوعه وهكذا تتبدل الأسماء ويظل المشهد واحدا والقطيع واحد والزفة واحدة، ومن أراد أن يتيقن من ذلك جيدا عليه فقط أن ينظر لمشاهد الزفة ومن فيها للمترشحين للرئاسة ففي الزفة ستجد لا فرق نهائيا بين هذا وذاك الجميع مختلفون على الإسم نعم، لكنهم يتفقون في ضرورة الرقص ويتفقون أيضا على الذبيحة ومن أين تؤكل الكتف أليس الأكل ضرورة في كل عرس وهكذا عرسك يا مصر لابد من ذبحك وأكلك أولا ثم الرقص على جسدك، ثم لك الله بعد ذلك يا مصر .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: