يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5343
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لمراجع الشيعة طرق خاصة في إثارة الجموع الغافلة من المنتسبين للتشيع التي تنساق وراءهم في كافة القضايا العقدية والفقهية والسياسية ، ومستحيل أن يتراجع علماء الشيعة عن المضي قدما في استثارة الناس للحصول على أعلى واكبر المكاسب الممكنة.
فهل يعقل أن يترك هؤلاء المراجع أموال الخمس التي تتدفق عليهم من كل المنتسبين للتشيع والتي تضع كثيرا من هؤلاء المراجع في عداد المليارديرات ؟!! وهل من الممكن أن يتخلى بعض هؤلاء المراجع عن تلك الجموع اللامتناهية من النساء اللاتي يُخدعن بوهم ارتكاب فاحشة الزنا - المسماة عندهم بالمتعة - ، فمال كثير متدفق بلا حساب ونساء كثيرات تحت اسم المتعة عاملان قويان ومؤثران لا يُمكنان أي مرجع شيعي من أن يتراجع عن شيعيته ولا عن إثارة الفتن دوما ليظل في الصدارة.
ففي أحد المشاهد الصراخية التمثيلية وقف أحد مراجعهم الفقهية في البحرين وهو الشيخ عيسى قاسم ليصرخ مع مؤيدين له ليقول هيهات منا الذلة ثم يفتيهم بأن " إذا وجدتم أحدا من المرتزقة ( ويقصد بهم رجال الشرطة البحرينية ) فاسحقوه.
وعلل ذلك بأنهم – أي رجال الشرطة - يسمعون الحرائر ( ويقصد بهن نساء الشيعة ) كلمات غير مرضية لهن ، وهي تهمة يسهل ادعاؤها ويصعب نفيها في تصعيد خطير ضد رجال الشرطة البحرينية ولإثارة القلاقل بين السنة والشيعة ولكي لا تستقر البلاد على حال.
وعن أي حرائر يتحدث المرجع الشيعي ؟ ، وهو الذي يفتي كغيره من مراجع الشيعة بجواز أن تبيع المرأة جسدها لساعة أو ساعتين مقابل مبلغ من المال ، ويضيع شرفهن وشرف رجالهن بهذه الفتاوى التي تقنن الفجور والفسوق ، بل ويزين لهن هذا الفعل ويُسوقه كفعل يرضي الله سبحانه وتنال المرأة الفاعلة وكذا الرجل أجرا عند الله إن فعلا ذلك ، فمن الذي يُهدر كرامة الحرائر ويضيع شرفهن أيها المرجع الشيعي ؟
واستنكر أبناء البحرين وعلماؤها وجمعياتها الإسلامية ما ورد في هذه الفتوى التي تُدخل البلاد في نفق مظلم في الوقت الذي يحاول فيه البحرينيون حكومة وشعبا سنيا مسلما أن يجتمع الشمل ويلتئم الصف لمواجهة أية أخطار قائمة وآية تهديدات إقليمية قد تلوح في الأفق ، ولكن هذا ديدن كل من بدل قبلته وجعلها في طهران أو قم أو مشهد .
بالطبع تلقف بعض مهووسي رؤية الدم من المتشيعة دعوة كبيرهم بكل ترحاب ، ففي اليوم التالي مباشرة هاجمت مجموعة من شباب الشيعة بقرية العكر أعدادا من الشرطة بالزجاجات الحارقة "المولتوف" ليحققوا معنى السحق الذي أمرهم به ، وهذه الحادثة قد تكون الأولى ولكنها بكل تأكيد لن تكون الأخيرة وخاصة إذا لم يتراجع علماء الشيعة عن فتاواهم – وأظنهم لن يفعلوا – ولهذا لابد وأن تأخذ السلطات البحرينية هذه الأفعال الخارجة عن القانون بجدية كاملة وتوقفها بوقفة حازمة لا تعرف المهادنة.
وأبدت جمعية الأصالة السلفية انتقادها واعتراضها على تلك التصريحات والفتاوى المثيرة للكراهية ، كما أبدت قلقها على المجتمع البحريني من الآثار المدمرة لأمثال هذه الفتاوى غير المسئولة.
وقالت الأصالة في بيانها : " إن مرجع جمعية الوفاق المعارضة عيسى قاسم قد تجاوز جميع الخطوط الحمراء ، وضرب بعرض الحائط قيمة الحياة الإنسانية ونزع الورقة الأخيرة عن السلمية المزعومة حين قام بإصدار أوامره لأتباعه بقتل و"سحق" رجال مكافحة الشغب الذين يجوبون القرى والمدن من أجل حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب والتخريب ، بحجة أنهم يعتدون على النساء والفتيات بالكلمات النابية ".
وبالطبع قد تألم الشيخ عيسى قاسم من الكلمات التي تسمعها النساء من الشرطة !! – على افتراض صدقه وهو بعيد – ولكنه لم يؤلمه ولم يحرك فيه ساكنا ما ورد عن تقارير حقوقية مثبتة ومؤكدة عن عمليات الإعدام العلنية التي يقوم بها النظام الإيراني – ولي نعمته ومنتهى قبلته – مع معارضيه والتي بلغت حدا لا يمكن للمجتمع الإنساني عامة ولا المجتمع الإسلامي خاصة أن يسعهما السكوت عليه.
فمنذ أن أشرق فجر العام 2012 إلا وطبق النظام الإيراني نظام إعدام علني بواقع حالة إعدام كل أربع ساعات ، مستهدفين إعدام 2200 معارض بحلول نهاية العام ، وبالطبع فأغلبية المعارضين المحكوم عليهم بالإعدام هم من السنة أو من الشيعة كارهي هذا العنف والاستبداد.
وتتنوع الجرائم الموزعة الكاذبة والمختلقة على هؤلاء المعارضين مثل الإرهاب والتجسس والاتجار بالمخدرات ومحاربة الله والاغتصاب وغير ذلك حتى يبرر النظام الإيراني لنفسه القيام بتلك المذابح الجماعية لسحق المعارضين ، وأيضا لا يُمكن هؤلاء المعارضين من الدفاع عن أنفسهم مع إهمال طبي متعمد وقاتل أيضا.
ويصر النظام الإيراني في حرب نفسية على المجتمع كله بكل فئاته على علانية الإعدام لتحتل إيران المرتبة الثانية في العالم بعد الصين في عدد الإعدامات على مدار العام ، بينما تنفرد عن كل دول العالم بأنها الدولة الوحيدة التي يُطبق فيها حكم الإعدام على القصر والأطفال.
فهل هذا هو النظام الذي يبشر به ويدعو له المرجع الشيعي عيسى قاسم ، وهل لا يتمعر وجهه ويصرخ مثلما صرخ للدفاع عن حقوق هؤلاء الآدميين في إيران التي هاجر إليها في بداية التسعينات ودرس في مدينة قم
وهل يسكت عيسى قاسم ويدع مثيلات هذه الفتوى ، التي ستحرقه وتحرق الشيعة قبل أن تحرق البحرين كلها وتدخلها دوامة لا نهاية لها في بحر من الدم ؟؟!
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: