يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5922
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سريلانكا : إنها واحدة من الجزر في أقصى الشرق، وهي التي عبر إليها الإسلام عن طريق التجار المسلمين في أواخر القرن الهجري الأول الهجري، وتداولوا بينهم اسم سرنديب دلالة عليها، ولذلك تعتبر من الجزر التي وصل إليها الإسلام مبكرا جدا عن غيرها.
ثم تغير اسمها وصارت تعرف في الكتب التاريخية باسم جزيرة سيلان، وتتابع عليها الاحتلال الغربي طمعا في خيراتها، فاحتلها البرتغاليون ومن بعدهم الهولنديون، ثم جاء الاحتلال البريطاني فكان ألأكثر زمنا فمكث فيها قرابة الأربعة قرون.
وعندما تم استقلالها عرفت باسم سريلانكا أي البلد الجميل بلغتهم لاشتمالها على مساحة خضراء متصلة تكسو وجهها.
ورغم قدم دخول الإسلام إليهم إلا أن المسلمين فيها أقلية لقلة أهل العلم بينهم ولقلة الوافدين إليهم من العلماء، فنسبتهم لا تزيد عن عشرة في المائة حسب الإحصاءات الرسمية التي كثيرا ما تتجاهل حقيقة أعداد المسلمين، فيبلغون حوالي قرابة المليونين ويتركزون في المناطق الشرقية من الجزيرة.
ويوجد في سريلانكا حوالي ألفي مسجد تحتاج للكثير من الأئمة والدعاة والوعاظ، كما يوجد فيها حوالي خمسمائة مدرسة ابتدائية إسلامية تحتاج أيضا للمدرسين الشرعيين، بينما توجد مدارس تفتح أبوابها يوما واحد في الأسبوع في يوم العطلة ( الأحد ) ولهذا تسمى بالمدارس " الأحدية "، يذهب إليها أبناء المسلمين ليتعلموا ما جهلوه من العلوم الإسلامية المبسطة المناسبة لأعمارهم وأفهامهم.
وبعد المؤتمر الذي عُقد في العاصمة كولمبو عام 1401 الهجري لبحث مشاكل المسلمين في الجزيرة، وحضره الكثيرون من العلماء والوفود من العالم الإسلامي، واتضح فيه احتياج المسلمين هناك للدعم المادي والمعنوي والعلمي، وكان من أبرز توصياته الاهتمام بمسلمي سريلانكا وإرسال الأئمة والحفاظ والمعلمين المؤهلين لهم وخاصة لوجود مشكلات فكرية تواجههم تتمثل في وجود عدد كبير منهم يتبع القاديانية ويظنها أنها هي الإسلام الحق.
وبالفعل اتجه عدد من العلماء وطلبة العلم إلى سريلانكا مساهمين في تعليم المسلمين، ولكي يواجهوا الأفكار القاديانية التي تسرى في المسلمين هناك لعدم سماعهم صوتا مخالفا لما يعلمونه أو مصححا لما يعتقدونه ويؤمنون به من ضلالات وجهالات.
ورغم العديد من المضايقات الحكومية تارة والقاديانية تارة أخرى إلا أن هؤلاء الدعاة والوعاظ استطاعوا بفضل الله من تحقيق نتائج مبهرة على صعيد إعادة الناس إلى المنهج الإسلامي الصحيح بل ودعوة البوذيين والنصارى وغيرهم من أهل سريلانكا.
وفي هذه الأيام أصدرت الحكومة السريلانكية قرارا بترحيل عدد من الدعاة الإسلاميين يقدرون بـ 161 داعية إسلامي بدعوى أنهم خالفوا شروط الإقامة.
والغريب في التبرير الذي ساقه مسئول الهجرة الذي قال : " إن الدعاة وهم من بنغلاديش وباكستان والهند والدول العربية لا يحق لهم العمل كدعاة؛ لأن تأشيرة الدخول الممنوحة لهم هي لأغراض سياحية "!!!.
والسياحة في كل مكان في العالم تلتزم بالتوقيتات والتأشيرات التي تمنحها السفارات والقنصليات ولا علاقة لها بما يفعله السائح إلا إذا ارتكب جريمة منصوص عليها في قانون تلك البلد، والأغرب أنه لا يوجد قانون يجرم الدعوة لدين ما في سريلانكا، فبأي جريمة عوقبوا وبأي اتهام اتهموا وبأي جريرة تم ترحيلهم إلا أنهم يدعون للإسلام، واستشعرت الحكومة خطر الإقبال عليهم من الشعب في سريلانكا.
وأثار القرار قلق المسئولين المسلمين في الحكومة السريلانكية، وأثار أيضا مخاوف المسلمين هناك الذين شعروا بأن الأيام المقبلة تحمل الكثير من المضايقات وقالوا أنهم سيحاولون مع الحكومة لتأجيل هذا القرار.
فهل تتدخل المؤسسات الإسلامية والجامعات المعتمدة بإرسال وفود منهم يحملون الصفة الدعوية الرسمية حتى لا تدعي الحكومة السريلانكية أنهم جاءوا سياحة وليس لهم ممارسة الدعوة إلى الله ؟
المصدر : مركز التاصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: