د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5924
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أرادوها رغبة للتعبير عن الرأي وبعض المطالب ,,,, فقدرها الله ثورة وقدر الله غالب ,,,,
سبحان من إذا شاء قدر وما شاء فعل , سبحان من هز الجبال , وسبحان من أجرى الرياح الثقال ,
وسبحان من أعز ومن أذل ومن ثبت وأزال , سبحان من قصم العروش و قهر الجبابرة ,
سبحان من يسر لمصر دعوة فاستجيب لها , ورغبة فقدر لها ومشيئة فكاد لها ,
سبحان من لا ندرك عظيم حكمته ولا نصبر على قدره كما يجب ولا نحسن الظن به كما يجب بحسن العمل لبلوغ الأمل ,
فليصدق كل منا مع نفسه مرة واحدة وليسأل ويجيب بصدق لا بلغو وجدال , من منا كان حلمه مهما امتد به في يوم كهذا ليلة 24 يناير 2011 أن الغد سيشرق بشمس غير التي تعودنا عليها وفجر لم نعهده ونور لا ظلام فيه وأمل لا يأس منه ؟ ,
واهم من قال خططنا بليل وفجرنا بصبح ودبرنا في نهار وحصدنا في مساءٍ , واهم من تعدى حلم تلك الليلة لديه بعض الإصلاحات وبعض الأصوات تخرج من قلوب ملأها اليأس والإحباط ونال منها الزمن والوهن لتعبر عما فيها من هم وكبت طال واستطال ,
كان هذا هو مجمع الآمال ومنتهى الأحلام لكن قدر الله يصنع ما لا يتخيله عقل ولا يخطر على قلب بشر وكان قدر الله في تلك الليلة أن مصر آن لها أن تنال حريتها وأن للطاغوت نهاية وللظلم ساعة وللحرية باب وللفجر شروق ,
فهل برحمة الله تعالى وقدره ومشيئته نتواضع بعض الشيء جميعا ونبسط رداء الرحمة فيما بيننا ونغض الطرف بعض الشيء عن قسوة قلوبنا ولا نتعالى ونتجاهل عظيم حكمته ونتباهى بما حدث وننسبه تارة لشبابنا وتارة لأفكارنا ونتعارك على من هو الأحق بنسب تلك الليلة لفكره ولعبقريته ولصبره وحكمته ,
ونتقي الله في أنفسنا فنقتدي بحكمة من خلق السماوات والأرض أن الصبر مفتاح كل فرج وباب الوصول لكل أمل
هل نأخذ من تلك الليلة عبرة نتذكر فيها حكمة أنه سبحان من يغير ولايتغير ونتوحد جميعا خلف ما هو أهم و ما هو أنفع فلن يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ,
لقد انخلع قبل عام مضى نظام حكم فاسد ومجلس شعب فاسد ومجلس شورى فاسد وحكومة فاسدة ووجوه فاسدة نحمد الله تعالى أن لم نعد نراها ولا نسمع صوتها ولا نقع تحت سطوتها , فنأخذ منها العبرة بألا نتسلط بأفكارنا ولا نتجبر بقوتنا ولا نعتد بآرائنا ولا نغتر بعبقريتنا وأن نتواضع لله أولا فهو القاهر فوق عباده وهو القادر وهو المعز المذل , ثم لنستمع لبعضنا البعض ونمد أيدينا لنلتقي معا ولو في منتصف الطريق طالما أننا لم نعرف بعد كيف نسير معا في طريق واحد وحلم واحد بدايته مصر و نهايته مصر , عجبا لمن يدعي عبقرية الزمان وعبقرية المكان وعبقرية الفكر وعبقرية الصوت ولا يعرف لعبقرية الحلم طريقاً ولا يسمع عن عبقرية الإعتصام بحبل الله وعبقرية عدم التنازع والبعد عن الفرقة والبغضاء والبعد عن العنف والدعوة إليه وعبقرية كُرْهِ العدوان ,
ألا سحقا لأقلام تدعو لأن تجعل من 25 يناير 2012 مقبرة لرحمة الله بنا في 25 يناير 2011 بدعوى إسترداد الثورة وإسترداد مصر , ألا سحقا لعقول لم تتعلم بعد أن العنف لا يولد إلا عنفاً وأن أجهل العالمين من يدعي الفهم وحده وأن الأصم الأعمى من لايرى إلا نفسه ولا يستمع إلا لصوته , ولا أسود من قلب لا يوجد فيه موضعا لمن إختلف معه ولا يوجد أسوأ من عقل لا يعرف للحوار لغة ولا يعترف بحق الآخر ويرى نفسه الحق ولا حق غيره ,
لعن الله كل من أراد أن يجعل من يوم 25 يناير 2012 مقبرة لغيره وقصم الله كل من أراد بمصر سوءا في ذلك اليوم ومن خطط له ومن سار في دربه ومن أعان عليه بعلم أو بجهل , حمى الله مصر من كل كيد وأعزها وبارك في 25 يناير من كل عام وجعله يوم فجر ويوم نور ويوم رحمة أشرق على الدنيا ولن يعود للظلام أبدا .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: