يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5303
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عادة يُقبل منك أن تكون جاهلا في أمر ما، فلا يوجد في الدنيا من يعلم كل شيئ وشفاء العي السؤال، ويظل المرء متعلما طوال عمره، ولن يشبع من ارتشاف العلم محب ومنهوم، لكن المشكلة الحقيقية تظهر عندما تجهل بأنك جاهل فلا تشعر بجهلك، والمشكلة الأعظم والأخطر أن تتصدر وتتزعم جماعة أو حزبا وتتصدى للفتوى فيما تجهل تماما، فتصير كالأعمى الذي يقود عميانا فلن يصل بهم لخير أبدا .
هذا هو الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني الذي دأب على أن يظهر عورات جهله كلما فتح فمه، فأولى له وأكرم أن يضع مغلاقا على فمه الذي لا ينطق إلا بالغريب والعجيب والشاذ والمنكر في دين الله عز وجل .
ففي آخر أطروحاته الفقهية وهذيانه في دين الله ما قاله في خطاب له في ملتقى لشباب حزب الأمة والذي خرج على الناس بما لا تعرف فغدا متصدرا لما لا يحسن فأتى بكل العجائب .
وكان مما جاء به أن :
- المرأة المسلمة غير مطالبة بالحجاب وهو ستار خاص بأمهات المؤمنين فقط !!
- جواز حضور النساء لمناسبات الزواج شاهدات على العقد .
- اصطفاف النساء خلف الرجال في الصلاة مجرد عادة !!، وصوابها عنده أن يقفن محاذيات للرجال كما في الحرم المكي !!
- للنساء أن يحضرن تشييع الموتى كمشيعات ابتغاء للثواب !!
- محاربة ختان الإناث باعتباره عادة سيئة وضارة لا أصل لها في الدين الذي قال إنه يحث على مبدأ (لا ضرر ولا ضرار) !!
- يجب على المسلمين الدعوة لإزالة كافة وجوه التمييز ضد المرأة والعادات التي فرضت عليها سلوكا جائرا مثل النقاب ويقول أنه يلغي شخصية المرأة !!
- النقاب في المجتمعات الحضرية يوفر وسيلة لممارسة الإجرام !!
هذا قليل من كثير مما تفوه به هذا " الزعيم " !!، ونقلته عنه المواقع الإخبارية العربية والأجنبية، وبالقطع طارت بها الركبان، وتلقفها أعداء الدين كما يتصيدون مثيلاتها باعتبارها غنيمة ينبغي استثمارها، وخاصة عندما يواجهون بأمثالها إخواننا المسلمين الجدد في دول الغرب، فيقدمون مثل هذه الترهات كفتاوى لرجل داعية مسلم فقيه !! فتحدث البلابل والفتن ولا يدري المسلمون وجه الحق والصواب .
وما أعتقده أن لن يكلف أحد من العلماء نفسه - ولا أحبذ - بالرد على هذه الترهات باعتبارهم يردون على كلام العقلاء، وأحرى بهم أن يدخروا جهدهم للرد العلمي في قضايا كثيرة تحتاجها الأمة كلها فلا يضيعوا وقتهم للرد على هذا الهراء .
ولكن الأهم والأولى والأكثر إلحاحا أن تترجم فتاوى صحيحة من علماء ثقات في هذه الشئون - وخاصة فيما يهم المرأة المسلمة - بلغات متعددة وتنشر لهؤلاء المسلمين الذين يسمعون فتاوى الصوفية والشيعة والإسماعيلية والبهرة، وما كان ينقصهم سوى هذا الدعي أيضا الذي يقول ما لا يعلم .
ولعلنا نتذكر تلك المرأة المسلمة - أمينة ودود - التي جمعت الناس في يوم جمعة وتركت أداء الأذان لفتاة أخرى وخطبت خطبة الجمعة وصلت بالناس إماما في مبنى لكنيسة في الولايات المتحدة، لاشك أنها سمعت وتربت على مثل هذه الفتاوى التي تصدر من مدعين للعلم والفقه فضلت وأضلت .
فكم يحتاج المسلمون للعلماء وخاصة في الدول التي لا تنطق بالعربية .
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: