البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لطمة جديدة للعلمانية على لسان وزير صهيوني

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4661


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أسئلة كثيرة تتردد داخل كل متأمل في حال الليبراليين في العالمين العربي والإسلامي، من أين أتوا بهذه الأفكار التي ينادون بها، ومن أساتذتهم وأين تطبق مثلما يطالبون بتطبيقها عندنا نحن المسلمين ، اجتهدنا في البحث ونقبنا في كل أرجاء العالم لنبحث عن بلد تعزل الدين عن الحياة عزلا تاما كما يريدون وينظرون على صفحات الجرائد وعلى شاشات الفضائيات.

لم نجد لهم مثالا واحدا مطبقا في أية بلدة، فالولايات المتحدة تقدم الدين في حربها وسِلمها، حاربت باسم الدين في كل مكان حاربت فيه، وتسالم وتؤيد وتدعم بمعيار ثابت وهو الدين، وتدعم إسرائيل ذلك الدعم اللا محدود وفق عقيدة دينية محضة، وفي كل نزاع تقف دائما في صف بني ديانتهم حتى لو اختلفوا معهم في المذهب ويُكَفر كل منهم الآخر، يقض مضجعها حال نصارى نصر والشام، فإذا تعرض فرد لسوء تتحرك الخارجية الأمريكية فورا.

نصرت جورجيا على أذربيجان باسم الدين، ونصرت الصرب والكروات على أهل البوسنة، وتنصر جنوب السودان على شماله، ومسيحي نيجيريا على مسلميها، كل هذا وفق عقيدة ومنهج، فأي مثل يريدون ؟!!
وفرنسا رمز الحرية والليبرالية تتعسف مع المسلمين، ترفض بناءهم للمساجد وتحارب حجاب نسائهم وتفرض غرامة على من ترتدي منهن النقاب، وسويسرا تمنع الأذان ورفع المآذن، وهكذا باقي دول أوروبا مثل بريطانيا وهولندا والنرويج والدنمارك وغيرهم، لا يختلفون في تعاملهم مع المسلمين، ولا يوجد إطلاقا ما يدعيه الليبراليون من أن الدولة هناك منفصلة عن الدين، أما في دول آسيا غير الإسلامية كالصين والهند وغيرها يلقى المسلمون أسوأ معاملة وكأنهم ليسوا مواطنين، ويعيش المسلم فقيرا بين أغنياء وضعيفا بين أقوياء وجاهلا بين متعلمين وفق سياسة إفقار وإضعاف وتجهيل مستمرة .

وفي إسرائيل المثل الأكبر والأخير، إذ قامت الدولة بداية على اسم نبي، لا يعملون يوم السبت وهو التزام ديني يهودي، ينشئون أبناءهم تنشئة دينية ويربونهم على التعاليم والترانيم اليهودية، الحاخامات مسلحون ومدربون تدريبا عسكريا، عندهم أحزاب دينية قوية تتحكم غالبا في ترجيح القوى على غيرها وتساهم في تشكيل حكومات وإسقاط أخرى، فأين ما يطالبون به ؟!!

وفي هذا الأسبوع تنقل القناة العشرة الإسرائيلية تصريحات تمثل لطمة جديدة لكل الليبراليين في العالم العربي والإسلامي، ولم تصدر تلك التصريحات عن رجل دين ولا عن واعظ من الوعاظ من الكهنة والأحبار.
فالتصريحات صادرة عن رجل سياسة وهو وزير داخلية إسرائيل الأسبق إيلي يشاي الذي كان عضوا هاما وبارزا في المجلس الوزاري المصغر الذي يسمى بمجلس الحرب أثناء الحرب الأخيرة على لبنان.

ففي تحليله لأسباب الإخفاق والهزيمة اعتبر وزير الداخلية الصهيوني أن السبب الرئيسي لخسارة إسرائيل في تلك الحرب هو أن الجنود اليهود لم يكونوا من المصلين أو كانوا يتهاونون في أمر الصلاة، ثم عاد وأكد أن الكلمات السابقة لم تكن زلة لسان ولا خبط عشواء بل كرر معيار النصر والهزيمة في عقيدته ويقينه كرجل سياسة وحرب هو الدين، فقال " لقد انتصر الجيش في حرب الأيام الستة عام 1967 على الدول العربية بفضل توجه الجنود إلى الرب والتزامهم بتعاليم التوراة، وذلك خلافا لما حدث في حرب لبنان الثانية".

ثم أكمل الموعظة ( التصريحات ) ببعض الكذب والتهويل الإسرائيلي المعهود فقال يشاي " أنه في حرب الأيام الستة، كان كل جندي صهيوني يحاربه ما لا يقل عن مئات وإن لم يكن آلاف الجنود العرب، وأمام كل دبابة إسرايلية آلاف الدبابات، وأمام كل طائرة مئات الطائرات، فكنا وقتها الجيشَ الأضعف في الشرق الأوسط، وأمام كل هذا لم يكن هناك أي احتمال للانتصار، وفجأة الجميع يهربون وإسرائيل تنتصر، لكننا في عام 2008 كنا أقوى جيش ولم نواجه جيشا نظاميا بل كنا نحارب 2000 جندي ورغم ذلك هزمنا لأننا كنا بعيدين عن الرب ولم نلتزم بتعاليم التوراة "

فهل بعد كل هذه المواقف والتصريحات التي لا تسمح إطلاقا لأي شعب وأي دولة واي نظام بالخروج عن الدين، فكل الدساتير تعترف وتقر وتلتزم بديانة الدولة الرسمية، ومعظم الساسة الذين يحبون أن ينالوا أكثر أصوات المرشحين لا يتحدثون إلا بلغة الدين، فهل يعي العلمانيون في بلادنا.
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العلمانية، إسرائيل، الحرب اللبنانية، القوى الدينية بإسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلوى المغربي، ياسين أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، أبو سمية، محمد عمر غرس الله، تونسي، علي الكاش، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، د. أحمد بشير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صباح الموسوي ، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - مصطفى فهمي، د. خالد الطراولي ، مجدى داود، كريم السليتي، إياد محمود حسين ، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، رضا الدبّابي، صلاح المختار، محمد العيادي، محمد الياسين، عراق المطيري، محمد اسعد بيوض التميمي، د. صلاح عودة الله ، الهادي المثلوثي، حسن الطرابلسي، أحمد النعيمي، طلال قسومي، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، عبد الغني مزوز، عبد الله زيدان، سليمان أحمد أبو ستة، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الطرابلسي، فهمي شراب، سيد السباعي، خالد الجاف ، المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، د - عادل رضا، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، محمد يحي، محمد شمام ، يحيي البوليني، أ.د. مصطفى رجب، د- محمد رحال، عواطف منصور، د - صالح المازقي، حاتم الصولي، الناصر الرقيق، صفاء العربي، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، فتحـي قاره بيبـان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود طرشوبي، عزيز العرباوي، فتحي العابد، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، د - الضاوي خوالدية، إسراء أبو رمان، مراد قميزة، سلام الشماع، عمر غازي، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، محمود سلطان، سامح لطف الله، ضحى عبد الرحمن، علي عبد العال، د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، إيمى الأشقر، وائل بنجدو، كريم فارق، رافد العزاوي، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، محمد أحمد عزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، عبد الله الفقير، محرر "بوابتي"، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العراقي، مصطفى منيغ، مصطفي زهران، جاسم الرصيف،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة