يحيي البوليني - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7556
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا يزال أذناب العلمانية يحاولون العودة إلى ما كانوا عليه من تأثير على الثقافة في تونس الشقيقة، ولا يزال دعاتها يحاولون النيل من الثوابت الإسلامية ليل نهار، فلم يكن لديهم أدنى تصور أو احتمال أن تنهار في لمح البصر أسس ودعائم العلمانية التي بناها النظام البائد في عشرات السنين، ولهذا نراهم يحاولون إحياءها من موات، ويُجدون في محاربة الدين والتدين في نفوس الشباب، ومِن ورائهم من يمولوهم ويدعمونهم ممن يعادون الدين كلية والذين لا يتحملون رؤية شباب مسلم محب لدينه في تونس أو في غيرها من بلاد العالم الإسلامي.
فمؤخرا قامت كاتبة تونسية ( لا نريد مساعدتها على الشهرة كما ترغب وتخطط بذكر اسمها ) على برنامج بقناة "حنيبعل" التونسية بمهاجمة الصحابة واتهامهم وقامت بالسخرية من ثوابت الدين ودعت للمروق منه ومن تعاليمه وتكاليفه.
فقامت – عليها من الله ما تستحقه - بسب الصحابي الجليل كاتب الوحي وخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - ووصفته بـ"الطاغية"، ودعت إلى عدم الصيام والإفطار الجهري في شهر رمضان – كما كان يفعل علنا بورقيبه سلف المخلوع بن علي وأستاذه فكان يظهر على قنوات التليفزيون وهو يأكل ويشرب في نهار رمضان ويدعو لعدم صيامه بحجة أنه يعطل الإنتاج !!.
إن هذه الكاتبة التي تجرأت ووصفت صحابيا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطاغية لم تكن تنطق إلا بالتسبيح بحمد الطغاة الحقيقيين بورقيبه وبن علي، ولِم لا ؟!، فهي كانت مستفيدة منهم مارقة من التكاليف دون مراقبة أو محاسبة، بل كانت تلقى التشجيع والاستحسان وتنال المكانة العالية في بيئة عفنة حاربت الإسلام والمسلمين جهارا ولم يكن فيها مقام محمود إلا لكل من عادى الله ورسوله.
ودأبت تلك الكاتبة وأشباهها من ذوي العاهات الفكرية بمهاجمة كل من ينتسب للإسلام، فهم لا يتحملون مجرد ذكر اسمه في أي ميدان، ففي وقت سابق وصفت تلك الكاتبة حزب النهضة "الإسلامي" الذي فاز في الانتخابات الأخيرة باختيار حر ديمقراطي - كما يزعم العلمانيون ميلهم دوما وانحيازهم للديمقراطية والحرية – فوصفته بأنه "حزب عورة"، في إشارة إلى تصريحات لبعض رموز الحزب تحدثوا فيها عن أن مفاتن المرأة عورة وعليها أن ترتدي الزي الشرعي أمام الرجال، وبالتالي فهي معنية بحديثهم باعتبارها امرأة فقررت مهاجمتهم.
واتهمت الكاتبة الإسلام بالدكتاتورية مطالبة بان يكون الصيام في رمضان حرية شخصية لمن شاء أن يصوم أو يفطر بحسب رغبته وتدعي أن ذلك من الحرية.
وأثار حديثها موجة اعتراض وغضب في الأوساط الشعبية والشبابية - التي حاولت هي وأشباهها تغريبهم على مدى عقود طويلة -، فهاجموها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا على موقع الفيسبوك عدة حملات طالبت بمنع ظهور تلك الكاتبة على وسائل الإعلام بعد أن هاجمت ثوابت الأمة، فتعددت الصفحات المهاجمة لها سريعا حتى أن أحداها جمعت أكثر من عشرة آلاف تونسي في اقل من ساعة، في حين حاول بعض العلمانيين إنشاء صفحات لتأييد الكاتبة فلم تحظ إلا بقبول سبعة أعضاء لاغير.
لعل الكاتبة التي تدعي المعرفة وقراءة الأحداث وتوصف بالمستنيرة لم تدرك أن الزمن قد تغير، وأن عقارب الساعة لن تدور للوراء مرة أخرى، وأن ما كان يُحتفى به ويُشجع وتُنال على أساسه الجوائز من الدولة أصبح اليوم من مخلفات الماضي، وأصبح هناك جيل مسلم يشتاق لدينه ويعمل له ويحاول أن يربي نفسه على التدين الصحيح، ولا مكان لهذه الكاتبة التي سينبذها المجتمع وسيلقيها في سلة المهملات - إن استمرت على ما هي عليه - كما نبذ وألقى تحت قدميه تلك النفايات من الأفكار التي كبلت أعناقهم عقودا طويلة.
إن العلمانية التونسية لتحاول أن تستفيق من تلك الضربات المؤلمة التي تتلقاها من المجتمع التونسي الذي يثبت يوما بعد يوم أنه مجتمع مسلم بفطرته وأنه لن يستطيع أحد أن يباعد بينه وبين دينه وأنه جاء الوقت الذي يستطيع الشعب التونسي أن يعبر عن هويته وخاصة في هذه الأيام التي يُحتفل فيها بمرور عام على هروب ابن علي الطاغية الحقيقي وحامي العلمانية التونسية.
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: