د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6126
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كل منا عاش حلماً تمناه حقيقة وكل منا عشق الحلم تارة وفينا من استكثر الحلم على نفسه فسقط منه، وفينا من أبحر مع أحلامه الأسطورية التي لايمكن تحقيقها، وتنوعت الأحلام حسب مراحل العمر وحسب الإمكانيات المتاحة فتغيرت الأحلام وتطورت حسب الزمان والمكان والعمر والجنس البشري، فهناك أحلام للأطفال وأحلام للبنات وأحلام الكبار، فما أجمل الأحلام الوردية وما أقسى أحلام اليقظة،
كل منا يحلم ويتمنى ويريد فإذا كان الحلم متاحا سهل المنال زادت الأمنيات في أن يكبر الحلم أكثر وأكثر، ومتى كبرت أمانينا أردنا لها أن تنطلق بلا توقف فتصل بنا إلى درجة الجنون،
ولكن لم نتساءل يوماً إن كان لنا الحق أن نحلم فهل من حق الوطن أن يحلم أيضاً وما حلمه ؟،
تلك دعوة لحلم بات حقيقة فلنحلمه معاً، فمن منا قبل عام واحد كان يحلم أن يشارك في انتخابات حرة نزيهة ومن منا كان يحلم أن يدلي بصوته بل من منا من كان يحلم بإنسانيته وآدميته وأن صوته لن يُزَوَّرَ وأن رأسه لن تطأها أقدامٌ غليظة وأن هناك عصاً للبطش تنتظر كل من خالف الرأي المفروض والشخص المختار والقرار الصادر والفكر السائد والنظام المُتَحَكم المُتَسلط المُنَفْذْ المُشَرِعْ الذي يفهم وحده ويعي وحده ويقرر وحده ويعيش وحده،
منذ عام بدأ حلمٌ يكبر في صدورٍ تَئِن، ومنذ إحدى عشر شهرا أخذ الحلم يكبر ويكبر، ومنذ عشرة شهور قََضَتْ بات الحلم حقيقة، ولكن هل لازال الحلم قائما ولازلنا نريد أن نحلم أم أن تحقيق الحلم الأول أخفى خلفه أحلام أكثر أهمية وأحلام أكثر واقعية ؟، فإذا كان لك الحق أن تستمر في أحلامك لذاتك فما هو حلمك الأكبر إذاً وكيف يكون الحلم حقيقة وكيف تريد أن ترى أبناءك وذريتك من بعدك ، هل يعيشون في أحلام طال انتظارها أم أنه قد آن الأوان لأن يكون حلمهم على قدر الأمنيات، نعم إذا كان لنا أن نحلم أحلاماً شخصية فلما لا يكون لنا أيضاً حلماً عاماً ولما لا يحلم الوطن أيضاً فإذا جاز لنا أن نحلم بوطن أفضل وعيشة أرقى فلما لا يحلم الوطن أيضا بشعب آخر على نفس القدر ونفس الدرجة من الوعي بماهية حب الوطن و الرسالة تجاهه وفضيلة الانتماء له والحرص عليه،
وإذا استمرت بنا الأحلام حالياً فهل تحلم معي بمن هو رئيس مصر القادم و ما هي مواصفاته وهل تحلم أنك تتحدث معه وتصارحه وتفتح له قلبك وتشكو له لوعتك ومرارتك وتطلب منه بلا خوفٍ ووجلْ وتنصحه بحبٍ وأملْ، هب أنك تجلس معه تحت سماء واحدة وأرض واحدة ومقعدٍ متساوٍ لا فرق بينكما ويسمعكما ربٌ واحد وتسكنان معا فضاء واحد ويظلكما وطنٌ واحد وكيف يكون حديثك حينئذ وماذا ستطلب منه،
ولو تكلم الوطن أيضا وارتفع صوته فكيف يكون حلمه وماذا يطلب منا وماذا يقول وماذا يتمنى ؟،
تلك دعوة لمن آثروا الصمت طويلاً ومن جلسوا خلف ستائر الأحلام فقط واكتفوا بلغة الإشارة رغم سهولة الحديث وضرورته، دعوة أن يرتفع صوتك في يقين أن لك صوت وأن من حقك أن تتحدث وأنك تفهم فيما تتحدث وتعلم جيدا حدود الحديث ومتطلباته لا لمجرد الحديث والرغبة في الكلام ولا لمجرد السعادة أن الحلم بات حقيقة ولا أن يكون الحلم صراخاً وعويلاً، فالأحلام الكبرى تحتاج أيضا لفكر الكبار وتحتاج لضمائر الكبار، والوطن الأكبر من الجميع ينتظر أن يرى حلمه فينا حقيقة وينتظر نتيجة أحلامنا وينتظر فَجْرَه وحلمه ويقظته فالأوطان العظيمة تستحق شعباً أعظم،
وهل هناك من هو أعظم منك يا وطني وأغلى منك يا وطني وأجمل منك يا وطني كي نستشعر قيمتك وحقيقة خلودك وضرورة الوفاء لك بالفعل لا بالحلم فقط،
نعم أحببتك وطني وعشقتك وطني ولكن أحببت أيضا أن أكون على قدر قيمتك ورفعة منزلتك ولازال الأمل في صدري أن أستمع لحلمك فينا وحلمك في من سيحكمك ويحكمنا وحلمنا فيه وكيف سيصنع معنا الغد وكيف سنكتب معاً تاريخنا القادم الذي ننتظره ونحلم به لعل الأحلام تلتقي ويصبح الحلم حقيقةً فعلاً لا خيالاً دائماً، فمن سيحلم معي ويتكلم معي لنقول معاً....أهلا بالأحلام السعيدة وبالزمن الجديد والحلم البعيد والفجر الوليد .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: