البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في العيد.. لا تبك سوريا يا نبض العروبة

كاتب المقال مجدي داود    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5480 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يمر العيد الثاني في هذا العام على أمتنا وقد تحررت ثلاث بلدان من أنظمتها الاستبدادية القمعية، بينما بقيت سوريا العروبة والإسلام، جريحا تنزف دما، يعتصر قلبها، وتنتفض أركانها ضد نظام الأسد القمعي الذي يأبى إلا أن يذيق شعب سوريا الويلات، والذي يظن أنه ناج بفعلته، وأنه في منأى عن الحساب والعقاب.

هذا دائما نهج الطغاة فهم لا يتعلمون ولا يتذكرون، إلا حينما تقع الكارثة، حينها فقط سيذرفون دماء بدل الدموع، وهم يتسولون الرأفة من الأبطال، هذا ما فعله القذافي مجنون ليبيا وطاغيتها، فمن كان يسمع خطاباته كان يظن أنه أمام فرعون الذي قال للناس "أنا ربكم الأعلى".

فاليوم يقف بشار الأسد ذات الموقف، فهو يراوغ ويماطل، يعلن موافقته على خطة ما تسمى بـ"الجامعة العربية" وأنا أسميها "جامعة الفساد والخيانة العربية"، يوافق وفي ذات الوقت يستمر في القتل والتدمير، في حمص وحدها سقط ما لا يقل عن خمسين شهيدا في اليومين الماضيين، في حمص وحدها توجد الأدلة القاطعة الثابتة الدلالة على أن "جامعة الفساد والخيانة العربية" قد قررت إمهال ذلك الفأر أشهرا أخرى حتى ينهي على شعب سوريا الحر، في حمص وحدها دلالات ودلالات على إجرام هذا النظام وفقدانه أية شرعية دينية أو قانونية أو سياسية أو عسكرية أو حتى بهائمية، هذا إن رضيت البهائم أن يقترن اسمه بها.
إننا نقف أمام نظام يقاتل من أجل وجوده، ونقف أمام شعب قد قرر خوض معركته حتى النهاية، شعب نعرفه جيدا، أوليس هذا الشعب قد خرج من صلبه العز بن عبدالسلام، سلطان العلماء وبائع الملوك والسلاطين، أوليس أهل سوريا هم الذين ساندوا خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش وولده جلال الدين في قتال التتار، وهم الذين انضموا إلى أهل مصر لما تآمر حاكمهم مع الفرنجة على مصر، وهزم حاكم دمشق والفرنجة شر هزيمة، أوليس أهل سوريا هم الذين كان لهم دور بارز في هزيمة الصليبيين والتتار، ألم يخرج سليمان الحلبي ذلك السوري الحر ليقتل القائد الفرنسي كليبر في القاهرة!!.

ليس عندنا أدنى شك في أن أهل سوريا الذين ثاروا، لن يعودوا إلى بيوتهم ويقبلوا ببقاء هذا الطاغية، ليس عندنا أدنى شك في أنهم لن يقبلوا بالذلة والهوان، ليس عندنا أدنى شك في أنهم سيقدمون الشهداء تلو الشهداء حتى يرحل هذا النظام.

الأمة كلها تفرح اليوم بالعيد، لكن مصاب أهل سوريا كبير، وجرحهم عميق، فكم من أخ فقد أخيه، وكم من أم فقدت رضيعها، وكم من زوج فقد زوجته، وكم طفل فقد أبيه وأمه وعائلته جميعا، كم من أسرة هدم القصف بيتها فما بقي منهم أحد على قيد الحياة، كم من شاب قد سحل وقتل أمام أمه وأبيه، كم من المآسي قد عاشها أهل سوريا منذ بدء الثورة.

كنت أعرف أخا من سوريا منذ أربعة سنوات أو أكثر، وقد كان يحدثني حين بدات الثورة، وكان آخر حديث لي معه أنه أخبرني أنهم يعملون في مدينة حلب على إخراج مسيرة كبيرة في المدينة التي كانت لا تزال ساكنة حتى ذلك الحين، بسبب التواجد الأمني المكثف، ومنذ شهور لم يحدثني ولا أعرف عنه شيئا، وأشعر بقلق بالغ تجاهه، فكيف يكون حال أمه وأبيه، وأخته وأخيه، وزوجته وبنيه؟!

في بلادنا نخرج للمصلى ونحن فرحين مستبشرين نهنئ بعضنا بعضا، نمازح أطفالنا ونسعى لإرضائهم في هذا اليوم، ليمرحوا ويلعبوا، فهذا يومهم، هذا يوم العيد، نزور أقاربنا لنهنأهم ويهنئوننا، نرى اللافتات المهنئة، والأخرى الخاصة بالانتخابات.

لكن في سوريا الوضع مختلف، فقد سقط يوم العيد حتى كتابة هذا المقال ثلاثة عشر شهيدا، فشعارات السوريين هي إسقاط النظام، تهنئهتم تعازي، نساؤهم يصرخون، كبارهم عجزوا عن الحركة بعدما ثقلت الأحمال، أطفالهم يبكون، ويسعون لإرضائهم لينسوا فقدان الأب والأم، الأقارب قتلوا أو اعتقلوا أو فروا من المطاردة، هذا حالهم هناك، وهذا عيدهم.

في سوريا لافتاتهم من نوع آخر، إحدى هذه اللافتات والتي أمدتني بصورة لها إحدى حرائر سوريا تقول "العرب تشتري ثياب العيد .. ونحن نشتري أكفان الشهيد"، كم أنها كلمات معبرة عن الأسى والحزن والمأساة التي يعيشها شعب سوريا، كم أنها رسالة مؤثرة إلى ذوي القلوب الرحيمة، كم أنها تحكي قصة شعب يشعر أن أقرب الناس إليه قد خانوه وخذلوه وطعنوه في ظهره، وتركوه إلى الذئاب لتنهش جسده.
فأود أن أقول لإخوتي في سوريا، إن بلادكم ليست كأي البلاد، إنها عاصمة الدولة الأموية، فيها حكم عمر بن عبدالعزيز، بلادكم هي نبض العروبة، ولن تقوم لهذه الأمة قائمة بدونكم، فالنصر حليفكم، فليس النصر بكثرة العدة والعتاد، ولكنه بفضل الله ومنته، وإنكم قد صبرتم على الأذى كثيرا حتى فاض الكيل، فاصبروا فإن النصر صبر ساعة، ولا تنتبهوا إلى "جامعة الفساد والخيانة العربية"، فإنها أصل الفساد ورأسه، وما أعلم لها موقفا مشرفا منذ ست وسبعين سنة.

فيا سوريا يا نبض الأمة، عزك عزنا، مجدك مجدنا، نصرك نصرنا، مصيرنا واحد وطريقنا واحد وديننا واحد، وإن كان البعض قد خان وباع فهو ليس بغريب عليهم، فإن الشعوب لن تبيع ولن تخون، فلا تبك، وكفكفي دموعك، وجددي النية والعزم على خلع الطاغية، فهو يوم قريب بإذن الله، شاء الطاغية أم أبى.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، بشار الأسد، الثورة، الثورة السورية، عيد الإضحى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-11-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د. مصطفى رجب، علي عبد العال، د. عبد الآله المالكي، د - شاكر الحوكي ، د. صلاح عودة الله ، محمد الطرابلسي، حاتم الصولي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد الحباسي، أنس الشابي، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، د. أحمد محمد سليمان، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، د. خالد الطراولي ، علي الكاش، سلام الشماع، صباح الموسوي ، مراد قميزة، د - المنجي الكعبي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الياسين، محمد يحي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامر أبو رمان ، محرر "بوابتي"، فهمي شراب، نادية سعد، صلاح المختار، رمضان حينوني، رافع القارصي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمر غازي، عبد الله الفقير، كريم فارق، طارق خفاجي، المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، أبو سمية، بيلسان قيصر، عزيز العرباوي، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، سلوى المغربي، سامح لطف الله، سعود السبعاني، محمد أحمد عزوز، محمد اسعد بيوض التميمي، د - الضاوي خوالدية، محمود طرشوبي، د- محمد رحال، أحمد بوادي، جاسم الرصيف، منجي باكير، خبَّاب بن مروان الحمد، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رشيد السيد أحمد، فوزي مسعود ، صفاء العراقي، د- جابر قميحة، عبد العزيز كحيل، د.محمد فتحي عبد العال، محمد علي العقربي، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، ضحى عبد الرحمن، د - عادل رضا، حسن عثمان، د. أحمد بشير، رضا الدبّابي، حسن الطرابلسي، خالد الجاف ، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، عمار غيلوفي، محمد عمر غرس الله، د - صالح المازقي، فتحي العابد، أحمد ملحم، يحيي البوليني، ماهر عدنان قنديل، عبد الغني مزوز، د - مصطفى فهمي، طلال قسومي، تونسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، عواطف منصور، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، صفاء العربي، رافد العزاوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، إيمى الأشقر، سيد السباعي، أشرف إبراهيم حجاج، الهادي المثلوثي، مصطفي زهران، الناصر الرقيق، صالح النعامي ، محمود سلطان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة