البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لا تنمية فى سيناء قبل تعديل اتفاقية العار

كاتب المقال مجدي داود - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5860 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سيناء هي الشغل الشاغل للكثيرين اليوم، الكثيرون يتحدثون عن سيناء تلك البقعة المباركة من أرض مصر، تلك البقعة التي استشهد في تحريرها الآلاف من المصريين فما من قرية ولا نجع ولا كفر في ربوع مصر كلها إلا وفيها شهيد سقط على أرض سيناء، والكل يطالب بتعمير وتنمية سيناء، يتحدثون من منطلق عاطفي ووطني، ويريدون أن يروا هذه البقعة من أرض مصر قد تم تعميرها وتنميتها وسكنها الناس ليكونوا هم صمام الأمان لها، ويدافعون عنها إذا ما فكر العدو في اجتياحها.

لكن أحداً لم يذكر ولم يتحدث عن كيفية تعمير سيناء وتنميتها في ظل وجود اتفاقية الذل والعار المسماة باتفاقية كامب ديفيد، لم أجد أحدا قد نظر في هذه الاتفاقية وقرأها جيدا ليخبرنا بعد ذلك كيف يمكن التنمية والتعمير في سيناء في ظل وجود هذه الاتفاقية اللعينة.

إن المفاوض الصهيوني ليس مفاوضا سهلا، وإن الشروط التي وضعها الكيان الصهيوني في اتفاقية كامب ديفيد والخاصة بتحديد عدد القوات المسلحة "صراحة" والشرطة المدنية "ضمنيا" في أرض سيناء لم تكن فقط من أجل الحفاظ على السلام كما يدعون بل إنهم كانوا يهدفون من وراء ذلك إلى الإجهاض المبكر لأية محاولة لتعمير المنطقة وتنميتها وتوطين السكان فيها.

لا أصدق ما يقال أن الرئيس السابق أنور السادات كان يخطط لتعمير وتنمية سيناء ونقل ملايين المصريين وتوطينهم هناك، ولا أصدق أي شائعات شبيهة في عصر المخلوع حسنى مبارك، بل أنا على يقين أن السادات عندما وقع على هذه الاتفاقية اللعينة كان يدرك جيدا أنه لا يمكنه أن يبنى مدينة واحدة في سيناء إلا بإذن صريح من الكيان الصهيوني وأنه لن يزيد عدد السكان في سيناء عما يريده الكيان الصهيوني وحدده في هذه الاتفاقية.

لعل هذا الكلام غريب ولكنها الحقيقة المرة التي نعيشها منذ التوقيع على هذه الاتفاقية اللعينة، إنه لا يمكن أن نتخيل أن هناك ملايين من السكان في شبه جزيرة سيناء بينما هناك تحديد لعدد الجنود ونوع الأسلحة المتواجدة في سيناء، فمن البديهي أنه طالما هناك سكان فهناك شرطة مدنية مسلحة، وكلما زاد عدد السكان كلما ازدادت أعداد الشرطة، وعندما يصل عدد السكان في سيناء إلى ملايين كما يحلم البعض اليوم أو كما يقال أن السادات أراد ذلك فهذا يعنى أن عدد أفراد الشرطة يجب أن يكون عشرات الآلاف وهذا لا يمكن أن يقبله الكيان الصهيوني.

إن المفاوض الصهيوني كان يدرك جيدا أن وجود مئات الآلاف أو مليون مصري في سيناء مع عدد محدود من أجهزة الشرطة والقوات المسلحة يعنى أن هذه الآلاف من البشر ستكون خارج نطاق السيطرة الأمنية القمعية لأي حكومة ونظام مصري، وبالتالي فإن أي حكومة ونظام لن يخاطر بوجوده في السلطة بإرسال آلاف من البشر إلى منطقة يدرك جيدا أنهم سيكونون خارج سيطرته.

كما أن وجود مئات الآلاف أو الملايين من المواطنين كما يحلم البعض دون وجود شرطة وقوات مسلحة كافية يعنى رواج تجارة السلاح والمخدرات بشكل غير مسبوق وإن أي حكومة ما كان لها أن تخاطر بتوطين السكان ناسية أو متناسية لهذا الاعتبار لما لسيناء من طبيعة جغرافية خاصة، حيث البحر الأبيض في الشمال والبحر الأحمر في الجنوب والكيان الصهيوني في الشرق وهى ثلاثة جهات مفتوحة لكل أنواع التجارة غير الشرعية.

كما أن لسيناء طبيعة خاصة، حيث سكانها من البدو، والبدو دائما لهم تقاليد وأعراف خاصة بهم، وتوطين عدد كبير من السكان بجوار البدو وبناء مدن بجوارهم يتطلب وجود قوات شرطة وقوات مسلحة أيضا كافية لحفظ الأمن ولفض أي اشتباك يحدث بين الجانبين حيث تختلف الطبيعة والثقافة بين البدو والسكان الجدد لأن التعامل مع البدو دون الالتفات لطبيعتهم الخاصة يؤدى إلى نتائج كارثية وما تعانيه الشرطة في سيناء اليوم ليس إلا جنيا لثمار غرسهم السيئ وتعاملهم مع البدو بانتهاك أعرافهم وتقاليدهم.

تظهر تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر أن عدد سكان محافظة جنوب سيناء حوالي 158 ألف نسمة، وشمال سيناء حوالي 392 ألف نسمة، بينما كان عدد السكان في كل سيناء عام 1976 حوالي 160 ألف نسمة، مما يعني أن عدد السكان تضاعف حوالي ثلاث مرات ونصف تقريبا، بينما كان عدد سكان مصر في نفس العام حوالي 36 مليون نسمة، في حين أن عدد سكان مصر حاليا حوالي 77 مليون نسمة، أي أن الزيادة أكثر من الضعف.

وبالنظر إلى هذه الإحصائية نجد أن عدد سكان سيناء لم يزداد بشكل كبير، بالنسبة للزيادة في الدولة ككل، ولولا وجود نشاط سياحي رائج في سيناء، بالإضافة إلى أن سكان سيناء من البدو لا يلقون بالا لمشاريع تحديد وتنظيم النسل، في حين أن نسبة الإنجاب قد انخفضت في كافة ربوع مصر بخلاف مناطق البدو، فنستنتج منها أنه لم يذهب سكان جدد إلى سيناء من غير أهلها إلا عدد لا يذكر، وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه من إعراض الحكومة والسكان أيضا عن التوجه إلى سيناء وسكنها.

إذا أرادت الحكومة المصرية تعمير وتنمية سيناء فعلا، فلابد أن يسبق ذلك تعديل تلك الاتفاقية اللعينة بما يسمح للحكومة المصرية بالحق في إدخال ما تشاء من قوات شرطة وقوات مسلحة إلى سيناء وألا يكون هناك أي نوع من القيود على الأسلحة المستخدمة وألا يكون هناك أي نوع من القيود على الحكومة المصرية في اختيار المشاريع التنموية في سيناء، وأن تكون للحكومة المصرية كامل السيادة على أراضيها، وإلا فالكلام عن تنمية بلا تعديل الاتفاقية هو نوع من "الكلامولوجيا" الذي لا يجدي ولا يفيد.

وأخيرا فإني أدعو الكتاب والمفكرين إلى قراءة معاهدة كامب ديفيد من جديد، وقراءة ما بين سطورها ودوافع كل شرط وقيد وضعه الصهاينة في تلك الاتفاقية وأن يضعوا نصب أعينهم طبيعة الصهاينة وأهدافهم حتى يستطيعوا الوصول إلى مبتغاهم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سيناء، التنمية، مصر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-10-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، الهيثم زعفان، أحمد بوادي، حاتم الصولي، سعود السبعاني، كريم السليتي، أحمد ملحم، طارق خفاجي، ضحى عبد الرحمن، فتحي العابد، صلاح الحريري، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد العزيز كحيل، فتحي الزغل، حسن عثمان، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، أنس الشابي، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، عبد الرزاق قيراط ، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، يزيد بن الحسين، د - محمد بن موسى الشريف ، د - عادل رضا، د. أحمد بشير، أحمد النعيمي، رافع القارصي، العادل السمعلي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عزيز العرباوي، رشيد السيد أحمد، د- جابر قميحة، بيلسان قيصر، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، د.محمد فتحي عبد العال، أبو سمية، محمد عمر غرس الله، د. خالد الطراولي ، محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، كريم فارق، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، عبد الله الفقير، علي الكاش، تونسي، أحمد الحباسي، صفاء العربي، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، طلال قسومي، محمد أحمد عزوز، عراق المطيري، رافد العزاوي، سامح لطف الله، محمد الياسين، سلوى المغربي، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، علي عبد العال، المولدي اليوسفي، محمد الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، نادية سعد، إيمى الأشقر، يحيي البوليني، د - شاكر الحوكي ، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الغني مزوز، سيد السباعي، د- محمد رحال، صفاء العراقي، محمد علي العقربي، سامر أبو رمان ، فوزي مسعود ، د- هاني ابوالفتوح، مراد قميزة، رضا الدبّابي، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، محمود طرشوبي، فهمي شراب، محمد شمام ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة