مجدي داود - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7199 Mdaoud_88@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مر علينا عيد الفطر المبارك وانقضى، فى العيد تجتمع الأسر ويتلاقى الأحباب ويتزاور ذوى الأرحام والأنساب ويلهو الأطفال وتظهر البهجة على أوجه الكبار، بمجرد أن تعلن المؤسسة الدينية المختصة باستطلاع هلال الشهر الكريم أن العيد هو الغد ترى الناس كلهم مسرورين يتصافحون ويهنئون بعضهم وهكذا هو العيد دائما.
فى هذا العيد يحتفل أهل مصر بأنه أول عيد بعد سقوط الرئيس المخلوع حسنى مبارك المتهم حاليا بقتل المتظاهرين وسرقة المال العام، ويحتفلون بالتخلص من رجال نظامه وخاصة حبيب العادلى وأحمد عز، وفى تونس يحتفل أهلها بالعيد بعيدا عن رجال شين الفاجرين بن على، وفى ليبيا الحرة يحتفلون بالإطاحة برحيل القذافى وأولاده ويكثفون جهودهم للقبض عليه وعلى كل أفراد أسرته وتحويلهم للمحاكمة على جرائمهم بحق الشعب الليبى، يحتفل هؤلاء بتنفس الحرية والتخلص ممن ظلموهم وقهروهم ونهبوا بلادهم.
لكن فى سوريا كان الوضع غير الوضع والحال غير الحال، فى سوريا لم تجتمع الأسر كعادتها ولم تظهر مظاهر الفرح والسرور، ولم يلعب ويله والأطفال، أحال بشار الأسد عيدهم إلى مأتم وفرحهم إلى حزن وبهجتهم إلى عبوس ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فقد كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أن 473 شخصًا قد قتلوا في سوريا خلال شهر رمضان بينهم 360 مدنيًّا و113 عنصرًا من الجيش وقوات الأمن الداخلي، هذا على الرغم من أن هذه الحصيلة لا تشمل الشهداء الذين سقطوا خلال العمليات العسكرية في مدينة حماة من الثالث إلى العاشر من شهر أغسطس الجاري بسبب صعوبة التوثيق.
فأى فرح وسرور سيدخل على قلوب السوريين وهم فقدوا ما يقرب من خمسمائة ابن أو زوج أو طفل أو أم أو أب فى شهر رمضان فقط، أى فرح سيدخل على قلب طفل فقد والده، أو والد قد حمل قبل أيام قليلة ابنه الرضيع على يديه ليواريه تحت التراب، أو عروس فقدت زوجها بعد أيام قليلة من عرسهما، أو أرملة تنظر بعين الخوف إلى المستقبل المجهول ولا تعرف من يعول أولادها.
وأبى بشار النصيرى أن يفرح البعض بفضل الله أن أتم عليهم شهر رمضان وهم صيام قيام, فبمجرد أن انتهت صلاة العيد وخرجت مسيرات سلمية مناهضة للنظام قتلت الأجهزة الأمنية سبعة أشخاص، في محاولتها لقمع التظاهرات التي خرجت في العديد من المدن السورية وبعض أحياء دمشق، ستة منهم قتلوا في مدينة درعا، حيث بدأت تظاهرة ضخمة خرجت من المسجد العمري، بينما الشخص السابع قتل في مدينة حمص.
كما قال ناشطون أن الجيش اعتقل 7 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات في منطقة درعا، كما اعتقلوا عدداً من كبار السن كما شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات للعديد من النشطاء في عدد من المدن السورية وفقا للبي بي سي.
واستمر القتل والإجرام ففى ثانى أيام العيد قتل ثلاثة مدنيين بينهم سيدة برصاص قوات الأمن السورية في مدينة نوى في محافظة درعا بجنوب سوريا.
يصر بشار على أن يذيق شعبه الويلات معتقدا أنه سينجو بفعلته وأنه سيستطيع إخماد هذه الثورة المباركة بإذن الله، ويرفض أن يستمع لصوت العقل وأن يستجيب لدعوات العقلاء بأن يوقف حمامات الدماء.
يريد بشار أن يغرق السوريين فى بحور من الدماء حتى ينكفئوا على جراحهم ومصابهم لتخور عزيمتهم وتضعف إرادتهم ويتراجعوا عن ثورتهم ويتركوه يحكم البلاد طيلة عمره ثم يورثها من بعده إلى أبنائه ليعيدها ملكية من جديد دون أن يدرك أن هذه الدماء التى تسيل هى وقود الثورة وهى التى تنفخ فى نفوص الثوار وتؤكد لهم أنه مضى زمن التسامح ومضى زمن الركوع والخضوع أنه لا سبيل اليوم إلا رحيل هذا النظام ثم إحالته للمحاكمة للقصاص لدماء الشهداء.
بشار من حيث لا يدرى يغلق كل باب قد يضمن له أى حصانة من أى نوع ليسير فى نفق مظلم وتكون نهايته بإذن الله تعالى هاربا أو سجينا أو قتيلا.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: