(140) قراءة فى دور المؤسسات الأمريكية فى دعم وتمويل حركتى 6 أبريل وكفاية والمعارضة المصرية
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8003
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
(1)
حينما تفقد واشنطن ثقتها فى قادة الدول التابعين لها، وتستنفذ أغراضها منهم، تقوم بتطبيق سياسة خاصة.. تعتمد هذه السياسة على التعاون مع الأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدنى. ويتم هذا التعاون ويُموَّل من قبل مؤسسات أمريكية أهمها : الصندوق الوطنى للديموقراطية ( (NED ومؤسسة فريدم هاوس (FH) . ترتبط هذا المؤسسات ارتباطا وثيقا بالكونجرس الأمريكى، ومجلس العلاقات الخارجية (CER) ، ومؤسسة مشروعات الأعمال الأمريكية . و "الصندوق الوطنى للديموقراطية " و" فريدم هاوس "، ولها علاقة وثيقة بجهاز المخابرات الأمريكية (CIA). نشط الصندوق الوطنى للديموقراطية بفاعلية فى كل من مصر وتونس والجزائر، أما "الفريدم هاوس " فقد كانت على علاقة وثيقة بمنظمات المجتمع المدنى فى مصر.
(Michel Chossudovsky , The Protest Movement in Egypt: "Dictators" do not Dictate, They Obey Orders , Global Research, January 29, 2011)
www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=22993
1- الصندوق الوطنى للديموقراطية
جاء فى موقع الصندوق الدولى للديموقراطية ما يلى :"تأسس الصندوق الوطنى للديموقراطية فى عام 1983وهو مؤسسة خاصة غير ربحية مكرسة لنمو وتعزيز المؤسسات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. ويقدم الصندوق في كل عام أكثر من 1000 منحة لدعم مشاريع الجماعات غير الحكومية في الخارج والتي تعمل من أجل الأهداف الديمقراطية في أكثر من تسعين بلدا. وهو مؤسسة متعددة الجوانب تعد محورًا للنشاط والموارد والتبادل الفكري للنشطاء والممارسين والباحثين في مجال الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. وبسبب الصفة غير الحكومية للصندوق تتحقق له مرونة تتيح له إمكانية العمل في بعض الظروف الأكثر صعوبة في العالم، والاستجابة بسرعة عندما تكون هناك فرصة للتغيير السياسي. ويعمل الصندوق الوطني للديمقراطية على تعزيز نمو مجموعة عريضة من المؤسسات الديمقراطية في الخارج، بما في ذلك الأحزاب السياسية والنقابات العمالية والأسواق الحرة ومنظمات الأعمال، فضلاً عن العديد من عناصر المجتمع المدني.ويمول الكونجرس الأمريكى الجزء الأكبرمن أنشطة هذا الصندوق ويرسل الدعم المقدم من قبل الصندوق إلى الجماعات في الخارج. وغالبًا ما يحاط عمل هذه الجماعات في جو من الغموض والعزلة. www.ned.org/languages/ar
ومن المعروف أن " الصندوق الوطنى للديموقراطية" كان قد أنشئ فى عهد الرئيس "ريجان "وكان يمول العمليات الخاصة بالإطاحة بالحكومات الأجنبية بالتعاون مع جهاز المخابرات الأمريكية، ولما افتضح أمره وكشف عن تمويله للحركات والمجلات والصحف الأجنبية وأفراد المعارضة تولى مهمة التمويل ولكن بصورة سرية تحت عنوان " تعزيز الديموقراطية". ( تابع Michel Chossudovsky)
2- منظمة فريدم هاوس
جاء فى تعريف منظمة " فريدم هاوس" لنفسها ما نصه " : تعد فريدم هاوس منظمة غير حكومية مستقلة تدعم التوسع في مجال الحريات في العالم. ولا يمكن تحقيق الحرية إلا في الأنظمة السياسية التي تكفل حرية التعبير، وحرية تأسيس الجمعيات، وحرية المعتقدات، وسيادة حكم القانون، و حماية حقوق المرأة والأقليات، ومساءلة الحكومة من قبل الشعب. وتعتمد الحرية في نهاية الأمر على أفعال الرجال والنساء من الشجعان والمخلصين. ونحن ندعم المبادرات الأهلية التي لا تتسم بالعنف في المجتمعات التي لا تحظى بالحرية أو تتعرض للتهديد، ونعارض الأفكار والقوى التي تحول دون حصول الجميع على حقهم في أن يكونوا أحرارا. وتقوم "فريدم هاوس "بدور العامل المساعد على تحقيق الحرية من خلال تحليلها والدفاع عنها واتخاذ التدابير من أجل تحقيقها. "
www.freedomhouse.org/uploads/.../AboutFHBoardofTrustees.pdf
(2)
التطبيق العملى لدور المؤسسات الأمريكية فى تدعيم الديموقراطية فى مصر وثورة 25 يناير
من الأمور التى تبعث على السخرية أن الولايات المتحدة كانت تدعم " مبارك " ومعارضيه فى نفس الوقت. فى مايو عام 2008 وتحت رعاية "فريدم هاوس" استقبلت " كوندوليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية فى إدارة"بوش"، و"ستيفن هادلى" مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض، وأعضاء الكونجرس الأمريكى، المنشقين والمعارضين لنظام الرئيس"مبارك" فى مصر. وقد أعدت مؤسسة "فريدم هاوس" برنامجا خاصا لتمكين هذا الجيل الجديد من المعارضين المصريين. حقق هذا البرنامج نتائج ملموسة وبرز على المستويين المحلى والدولى. حصل هؤلاء المعارضون المصريون الزائرون على اعتراف واهتمام غير مسبوقين من قبل المسئولين الأمريكيين. قالت عنهم "رايس" أنهم يمثلون الأمل الجديد لمستقبل مصر". وفى مايو 2009 قابلت "هيلارى كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية الحالية وفدا يتكون من ستة عشر عضوا من المعارضين المصريين وكان من بينهم أفرادا حضروا لقاءات مع "رايس" فى عام 2008. وتمت هذه المقابلة قبل زيارة "أوباما" للقاهرة بأسبوع واحد. ثمنت " كلينتون" جهود هؤلاء المعارضين وقالت لهم ": إنه من صالح مصر أن تتجه نحو الديموقراطية وأن تعطى احتراما أكبر لحقوق الإنسان.، قابلت " كلينتون" ومساعدها " فيلتمان" هذا الوفد، وأعدت "فريدم هاوس" لهذا الوفد دورة خاصة لمدة شهرين نظمها برنامج الجيل الجديد للفريدم هاوس.
عاتب أعضاء الوفد المصرى الولايات المتحدة على ما اعتقدوا بأنها كانت بعيدة عن التفاعل مع المجتمع المدنى فى مصر، وطالبوا بأن يقوم الرئيس "أوباما" بمقابلة ناشطى المجتمع المدنى عند زيارته لمصر. كما حثوا إدارة أوباما على الدعم السياسى والمالى للمجتمع المدنى المصرى، وأن تعمل على إفساح المجالات للمنظمات غير الحكومية للعمل لأن قانون الطوارئ فى مصر يحد من حرية عملها. قال أعضاء الوفد لـ " كلينتون" :" إنهم بحاجة ماسة للدعم الأمريكى فى هذه المرحلة بالذات بعد أن بدأت أقدام المجتمع المدنى تستقر فى مصر...وأصبح يمثل الطريق الثالث السلمى والمعتدل والبديل عن التسلطية فى الحكم، وعن الفكر"الدينى" الذى يمثله المتشددون فى مصر. قضى أعضاء الوفد أسبوعا فى واشنطن العاصمة يتدربون فيه على كيفية عمل الديموقراطية الأمريكية، واتصلوا بمنظمات المجتمع المدنى الأمريكية، وشاركوا الخبرة معها. واختتموا برنامجهم بمقابلة المسئولين فى الحكومة الأمريكية والكونجرس الأمريكى وبزيارة المؤسسات الإعلامية ومؤسسات الفكر والرأى الأمريكية.
كما لعبت جماعات المجتمع المدنى المصرى التى مولتها ودعمتها الولايات المتحدة دورا هاما فى تظاهرات 25 يناير. كانت دعوة الخارجية الأمريكية والكونجرس الأمريكى للمنشقين والمعارضين المصريين تعتمد على غرس مشاعر الالتزام والولاء للقيم الديموقراطية الأمريكية، وقدمت إليهم الولايات المتحدة وأوباما على أنهما رمزان للحرية والعدالة. لكن المهم هنا أن ميكيافلية السياسة الأمريكية التى تقوم على صناعة المنشقين ودعم الطغاة فى آن واحد كانت من أهم وسائل ضبط المعارضة السياسية. كان هدف واشنطن هو ضمان أن المجتمع المدنى المصرى المدعم أمريكيا لن ينقلب ضد صانعى الدمى المتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية. من هنا كانت منظمات المجتمع المدنى تلعب نفس دور حصان طروادة المختفى فى التظاهرات المصرية.
كان النشطون فى حركة كفاية وتحالف معارضى الحكومة وحركة شباب 6 أبريل ينظمون المظاهرات على شبكة التواصل الاجتماعى. نظمت حركة كفاية أول مظاهرات ضد الرئيس مبارك فى أواخر عام 2004 بمساندة من الولايات المتحدة عن طريق " المركز الدولى لإدارة الصراعات غير العنيفة ".
كانت مؤسسة " فريدم هاوس" متورطة أيضا فى تعزيز وتدعيم مدونى الفيس بوك والتويتر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فى الفترة من 27 فبراير إلى 13مارس 2010 استضافت هذه المؤسسة أحد عشر فردا من مدونى هاتين المنطقتين من ممثلى مختلف منظمات المجتمع المدنى، وذلك لمدة أسبوعين بتدعيم من مانحين ماليين من واشنطن ومن المنظمات الدولية والإعلام الدولى. تلقى المدونون دراسة فى الإعلام الحديث المتقدم، وتدريبات فى وسائل الأمن الرقمى، وصناعة الفيديو الرقمى، وتصوير الرسائل والخرائط. واكتسب هؤلاء المدونون مهارات فى التعبئة المدنية، وقيادة واستراتيجية وتخطيط والاستفادة من وسائل الاتصال، وأعدت لهم مقابلات مع أعضاء من مجلس الشيوخ ومع مسئولين كبارا من هيئة المعونة الأمريكية ( USAID) ومن وزارة الخارجية الأمريكية، وأعضاء الكونجرس. وعند عودتهم إلى مصر كانت تقدم لهم هبات محدودة ليقوموا بمبادرات إبداعية عبرالفيس بوك و(SMS). ومن هنا كان تدعيم وتمويل هؤلاء المدونين المهتمين بوسائل الاتصال الاجتماعى كالفيس بوك والتويتر يمثل امتدادا للدور الذى يلعبه المنشقون والمعارضون للنظام المصرى. والكل كان يعمل تحت رعاية ومراقبة مؤسسة "الصندوق الوطنى للديموقراطية" و"فريدم هاوس".
هناك بعض المصادر التى أكدت صحة ماسبق. فى 29 يناير 2010 قالت إذاعة الـ ( BBC) البريطانية : أنها اقتبست رسائل انترنت مصرية تقول " أن الولايات المتحدة دعمت ماليا الجماعات المؤيدة للديموقراطية فى مصر". وفى 29 يناير 2011 جاء فى تقرير لـ "الديلى تجراف" أن واشنطن دعمت سرا حركة شباب 6أبريل ". وجاء فى وثيقة سرية خاصة بالسفارة الأمريكية :" أن الذى قاد التظاهرات فى مصر هم شباب 6 أبريل، وهى جماعة تعمل على الفيس بوك استقطبت المتعلمين والشباب بصفة خاصة من معارضى مبارك. بلغ أعضاء هذه الجماعة سبعين ألف عضوا يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعى لتنظيم المظاهرات وكتابة التقارير عنها. كما كشفت وثائق " ويكيليكس" أن المسئولين الأمريكيين فى القاهرة كانوا على اتصال منتظم مع الناشطين من المعارضين فى عامى 2008و2009. وكانوا من أهم المصادر المعتمدة لديهم فى تقديم المعلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان. ( تابع Michel Chossudovsky)
( انظر : الطاغية الحقيقى لم يسقط بعد:رسالة اقتصادى كَنَدى للشعب المصرى )
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: