المحاكمات العسكرية أولى بها من خان الوطن لا أسماء وأقرانها
مجدى داود - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5811 Mdaoud_88@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن ثورة شعب مصر إنما هى ثورة كرامة لا ثورة جياع، ثورة ضد الظلم والقهر والإستبداد والإستفراد بالحكم وإقصاء الآخرين وبيع البلاد للصهاينة وغيرهم من أعداء الوطن، ثورة شعب مصر إنما هى لتكون مصر أمة عظيمة بين الأمم بل لتكون مصر هى أعظم الأمم، لم يخرج أحدا ليطالب فقط برغيف عيش أو بفرصة عمل أو حتى بخفض الأسعار.
إن ثورة شعب مصر كانت ضد قانون الطوارئ الذى جعل من رجال الشرطة آلهة يأمرون فيطاعون، وخاصة رجال أمن الدولة (أمن النظام)، ثورة ضد المحاكمات الباطلة الظالمة، ضد قتلة خالد سعيد وسيد بلال وغيرهم ممن لم يرتكبوا ذنبا ولا خطيئة، ثورة لانتزاع الحرية المسلوبة، وإن مئات الشهداء الذين قتلوا فى هذه الثورة ماتوا من أجل هذه الحرية ولن يسمح شعب مصر مرة أخرى لأى فرد أو مؤسسة أن يسلب منه حريته أو يعتدى على كرامته أو يقترب من حرماته.
لقد تم تحويل البلطجية إلى المحاكم العسكرية وكنا قبلنا بهذا رغبة فى إيقاع العقاب الشديد السريع على هؤلاء البلطجية، لكن أن يتم توسيع دائرة المحاكمات العسكرية لتطال الناشطين السياسيين فهذا ما لا يمكن قبوله وليس من حق المجلس العسكرى ولا الحكومة.
إن تحويل المواطنة المصرية والناشطة السياسية أسماء محفوظ إلى المحاكمة العسكرية بتهمة إهانة القوات المسلحة والتحريض على عمليات اغتيال بحق قيادات المجلس والحكومة لهو نوع من الهراء والكلام السخيف الغير مستند إلى دليل أو برهان.
إذا كانت إهانة القوات المسلحة تستحق المحاكمة العسكرية فلا يشك عاقل فى هذه البلاد أن أول وأكثر من أهان القوات المسلحة هو ذلك المجرم قاتل شباب مصر الراقد الآن فى المستشفى كأنه لم يفعل شيئا البتة، من الذى أراد للقوات المسلحة أن تقف ضد الشعب وأمرها بإطلاق النار عليه؟!، ومن الذى أراد للقوات المسلحة أن تكون شاهد زور على عملية توريث قذرة للحكم؟!، ومن الذى جعل القوات المسلحة شاهدا على الفساد الذى استشرى فى كافة نواحى الحياة؟!، من الذى قتل وسرق ونهب وأفسد وخرب ودمر بحجة أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة؟! من الذى جعل القوات المسلحة تستجدى الإذن من الكيان الصهيونى للدخول إلى سيناء؟! أليست كل هذه وغيرها طيلة ثلاثين سنة إهانات للقوات المسلحة؟!
وإذا كانت إهانة القوات المسلحة جريمة تستوجب محاكمة عسكرية فماذا عمن أهان البلاد التى أنشأت هذه القوات المسلحة؟! ماذا عمن جعل مصر أضحوكة دول العالم كله؟! ماذا عن إذلال مصر لصالح الكيان الصهيونى؟! ماذا عن إذلال مصر ووضعها تحت رحمة دول حوض النيل؟! ماذا عن ضياع قيمة ومكانة مصر بين الأمم والعالم؟! ماذا عن كون مصر مجرد حارس لأمن الكيان الصهيونى؟! ماذا عن بيغ الغاز للكيان الصهيونى بسعر أقل من تكلفته بينما نحن نستورده بسعره العالمى؟! ماذا عن الإنتكاسات العلمية والإقتصادية؟! أليست كل هذه إهانة للبلاد؟! أليست كل هذه الأمور تستحق محاكمة مرتكبيها محاكمة عسكرية؟!
أيها المجلس العسكرى إن جرائم آل مبارك بحق مصر كثيرة، وإنى على يقين أنكم تعرفون من جرائمه أضعاف ما نعرف وعلى الرغم من ذلك لم يتم تحويله للمحاكمة العسكرية، ولم يتم تحويل أى من مساعديه الذين خانوا البلاد إلى محاكمة عسكرية، فلماذا تصرون على تحويل النشطاء السياسيين إلى هذه المحاكمة العسكرية؟! أهى انقلاب على الثورة؟! أم ندم على وقوفكم بجانب الشعب؟! أم أن لدى هذا المخلوع ما يدينكم فتسعون إلى تكميم الأفواه؟!
لقد صار موقف المجلس العسكرى ضعيف جدا، وبدأت المخاوف تزداد من انقلابه على الثورة خاصة بعد تأجيله الإنتخابات لمدة شهرين وهم الذين أكدوا مرارا أنهم سيسلمون البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة بعد ستة أشهر فقط وهذه الستة أشهر انتهت بالفعل.
خلاصة القول أن تحويل المدنيين إلى المحاكم العسكرية مرفوض رفضا باتا، ولن نسمح بعد اليوم لأحد أن يرهبنا أو يكمم أفواهنا، ولن نرضى بأية محاكمة غير عادية، وعلى المجلس العسكرى أن ينهى الفترة الإنتقالية سريعا وأن يعترف بأن ما حدث كانت ثورة وليست مجرد حركة احتجاجية أو انتفاضة مؤقتة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: