البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قطوف رمضانية (2).. وتزينت القلوب

كاتب المقال يحيي البوليني - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6103


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


فطر الله جميع مخلوقاته - ذكورها وإناثها - على حب التزين والتجمل عند لقاء من تحب، فما من محب إلا ويريد أن يكون أجمل في عين محبوبه وخاصة عند مقابلته بعد غياب.

والإنسان كما يتزين للقاء شخص محبوب يتزين لمناسبة سارة ينتظرها ويتوق إليها ويحب أن يبدو فيها بشكل أجمل مما هو عليه، وحب التجمل يدفع الإنسان إلى أن يتجمل بما لا يملكه فكثيرا ما نرى من يستعير أو تستعير ما يتم التجمل به من الغير.

وأمرنا الله عز وجل بالتجمل والتزين عند لقائه سبحانه وعند الذهاب إلى بيوته في الأرض فقال سبحانه آمرا لنا جميعا " يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " ونصحنا رسوله صلى الله عليه وسلم أن نخصص لصلاة الجمعة ثوبين نظيفين لا يُلبسان في وقت العمل حتى يتم الاحتفاء بالذهاب لبيت الله ولقائه، فقال في الحديث الذي رواه الإمام مالك في موطئه " "مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوْ اتَّخَذَ ثَوْبَيْنِ لِـجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مَهْنَتِهِ ".

وكان له – صلى الله عليه وسلم - جبة أهداها له المقوقس عظيم مصر فجعلها للعيدين يصلي بها وكان يحب من الثياب البيض ويدعو لاتخاذها فيقول " الْبَسُوا الثِّيَابَ الْبِيضَ، فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ "

وبلغت بأهل الإسلام العناية بالتزين والتجمل والتطيب إلى أن يغسلوا موتاهم ويطيبوهم ويكفنوهم في ثياب بيض ليقينهم بقدومها على الله سبحانه، وكلنا نحب أن ندخل على من نحب في أجمل صورة وأطيب عطر، ونحرص أن نُدخل من نحب على من يحب بأجمل صورة يحب أن يدخل عليه بها.

ويأتي شهر رمضان فيتزين المؤمن لمقدمه لا بتزين ظاهري فقط في ملبسه وتعطره، لكنه يتزين تزينا خاصا، يتزين بقلبه الذي طالما ابتعد وشط في الحياة الدنيا بأفكارها وتلاطم أمواجها واشتداد معاركها الدائبة الدائمة وأتونها الصارخ الذي لا يتوقف وصخبها الشديد الذي لا يرحم، فيأتيه الشهر سكنا لوحه واستعادة لنفسه ويذكره بمقدمه على ربه وعليه أن يحسن عرض نفسه على الله وان يزين قلبه الذي هو محل نظر الله، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم.

والقلب هو تلك المضغة التي عليها مدار حياة الإنسان الحقيقية في الدنيا والآخرة فبصلاحه يصلح كل شيئ في حياة الإنسان وبفساده يتعرض الإنسان للهلاك في الدارين، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "... ألا أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "

وتتزين القلوب بالانكسار بين يدي الله، بتسليمها بعجزها المطلق أمام الإرادة الإلهية التي تقول للشئ كن فيكون، تتزين بتركها للتكبر والتجبر ومظنة القدرة، تتزين بالإصغاء لكلمات الله والتماس الخير منها بحسن الإتباع للأوامر والنواهي

وأعظم ثمرة يتحصلها القلب هي التقوى بأن يصل القلب لمرتبة القلب السليم الرابح يوم القيامة كما قال ربنا تبارك وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام " وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ".

وكان صاحب خير قلب صلى الله عليه وسلم يخلي قلبه لله في كل وقت ولكنه كان يخص رمضان فكان يخلو بنفسه كثيرا ليناجي ربه ويدعوه وينشغل به عمن سواه ولذا كان يعتكف في رمضان خاصة وكان جبريل يعارضه القرآن فيه ليراجع حفظه صلى الله عليه وسلم .

إن القلوب الثائرة التائهة في دروب صحراء الأرض التي تسعي سعيا حثيثا للوصول لكل شيئ فتشتت بها السبل وتضيع منها الدروب لتحتاج لأن تتوقف ولو للحظات لالتقاط أنفاسها وتبيان طريقها والسكون والتذلل بين يدي ربها لعله يهديها إلى اقرب الطرق لتحصل على مبتغاها في الدنيا والآخرة
فهل يكون رمضان هذا العام بداية لسكون القلب ؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

رمضان، شهر رمضان، الصوم، العبادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  آذيت ابنك بتدليله
  في سويسرا : قانون يعاقب كل طالب لا يصافح معلمته !!
  المعارك الجانبية وأثرها على مسيرة المصلحين
  2013 عام المظالم
  "مانديلا" .. وغياب الرمز الإسلامي
  رحيل مانديلا وحفل النفاق العالمي
  متي يكون لكتاباتنا العربية قيمة وأثر
  نعم .. إنهم مخطوفون ذهنيا
  الكنائس النصرانية والتحولات الفكرية في العمل السياسي
  التغطية الإعلامية المغرضة والممنهجة لمقتل الشيعي المصري حسن شحاته
  حوادث الهجوم على المساجد .. حتى متى ؟
  طائفة " المورمون " وتفتيت الجسد النصراني المهترئ
  بورما .. أزمة تتفاقم بين التجاهل الدولي والتقصير الإسلامي
  هل تأخذك الغربة مني ؟
  المسيحية دين الماضي والإسلام دين المستقبل باعتراف بريطاني
  "قالوا ربنا باعد بين أسفارنا" .. رؤية تدبر اقتصادية
  القصير .. منحة من رحم محنة
  نصر الله والدجل السياسي لرفع الإحباط عن جنوده المعتدين
  الدب الروسي يعد العدة لحرب ضد المد الإسلامي الداخلي
  تطاول علماني جديد على السنة النبوية لكاتب سعودي
  تهاوي العلمانية في مصر باعتراف أحد رموزها
  بابا الفاتيكان الجديد يستعدي النصارى على المسلمين في كل مكان
  الأريوسية المُوَحِّدة .. التوحيد المطمور في الديانة النصرانية
  الشيعة ضد سوريا .. تحالف قذر في حرب أقذر
  السودان ودعوات مواجهة التشيع
  "تواضروس" والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر
  الآثار السلبية لانشغال الإسلاميين بملوثات السياسة والبعد عن المساجد
  الدور الإيراني الخبيث في زعزعة استقرار الدول العربية
  الثورة السورية ومواجهة خطر الاحتواء والانحراف
  العلمانيون والعبث بالهوية الإسلامية للدستور الجزائري

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي الفرجاني، علي الكاش، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، سعود السبعاني، فتحـي قاره بيبـان، مجدى داود، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد النعيمي، محمد الياسين، حاتم الصولي، كريم السليتي، د- محمود علي عريقات، سلام الشماع، صالح النعامي ، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، وائل بنجدو، سامح لطف الله، نادية سعد، العادل السمعلي، تونسي، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، مراد قميزة، مصطفى منيغ، صلاح المختار، جاسم الرصيف، ماهر عدنان قنديل، رشيد السيد أحمد، ضحى عبد الرحمن، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، خالد الجاف ، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، محمد العيادي، علي عبد العال، ياسين أحمد، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران، د - عادل رضا، محمد شمام ، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، فهمي شراب، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، أنس الشابي، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، صفاء العراقي، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العربي، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، إياد محمود حسين ، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، د. عبد الآله المالكي، أبو سمية، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رمضان حينوني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، حسن الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي الزغل، عبد الله الفقير، د - شاكر الحوكي ، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، عزيز العرباوي، منجي باكير، د. طارق عبد الحليم، حميدة الطيلوش، د. صلاح عودة الله ، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، محمد يحي، محمد أحمد عزوز، محمد عمر غرس الله، الهيثم زعفان، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، رافع القارصي، محمود طرشوبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، د - المنجي الكعبي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة