البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قانون دور العبادة الموحد .. هل هو محاولة لدفع الإسلاميين للعنف؟!

كاتب المقال مجدى داود - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6156 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تتوالى الأخبار عن قانون دور العبادة الموحد الذى يعده مجلس الوزراء ومن المتوقع أن يصدر القانون من المجلس العسكرى الذى له الحق فى إصدار هذا القانون طبقا للإعلان الدستورى الحالى، هذا القانون الذى يثار حوله لغط شديد بعد أن تسربت بعض الأخبار عنه.
فى البداية إن قانونا مثل هذا لا يجب أن يصدر إطلاقا إلا فى وجود مجلس برلمانى منتخب انتخابا حرا نزيها بحيث يعبر فيه النواب فعلا عن الشعب الذى انتخبهم، لأن هذا القانون من شأنه إذ لم يخرج موافقا لإرادة غالبية الناس أن يثير الكثير من المشاكل الكبيرة التى يصعب بحال من الأحوال السيطرة عليها أو معالجتها بسهولة بعد ذلك، إن أى قانون يتعلق بالعقيدة يجب أن يدرس دراسة متأنية وتدرس ردود أفعاله جيدا وتوضع كل الإحتمالات أمام أعين المشرع حتى يكون على بينة ودراية من مخاطر ما سوف يقدم عليه، وحتى يستطيع أن يقوم بعمل قانون يناسب طبيعة من سيطبق عليهم هذا القانون.

إن مسودة هذا القانون التى نشرتها عدة صحف من بينها صحف قومية ولم يتم نفى ما جاء بها وكذلك ما تردد عن شروط أخرى تم إضافتها لهذه المسودة لهى أمر خطير ينذر بكارثة حقيقية، فكيف نكون فى بلد يمثل المسلمين ما نسبته 95% أو يزيد من إجمالى السكان فيه ثم يتم التضييق على بناء المساجد وتكون حرية بناء المسجد مقيدة بقيود شديدة يصعب تواجدها إلا قليلا جدا فى حين أنه من السهل أن تتوفر هذه الشروط والقيود وبكل سهولة للنصارى الذين يشكلون حوالى 5% أو أقل من الشعب المصرى.

إن الشرع الإسلامى الحنيف لم يشترط شروطا معينة لبناء المساجد، فليس للمساجد تصميم معين ولا مساحة معينة، بل قد تكون مساحة المسجد 10م2 فقط، لم يشترط الإسلام أن تكون مساحة المسجد 1000م2 ولا أن تكون المسافة بين كل مسجد وآخر 1000م، وإن معظم المساجد يتم بنائها على مراحل وعبر جمع التبرعات من عوام الناس المحبين للخير، فكيف يتم مساواة ذلك بالكنائس ذات التصميم المعين والتى يتم تمويلها بأموال ضخمة لا نعرف من أين تأتى ولا إلى أين تذهب؟!
لكن هل القائمون على هذا القانون لا يعرفون هذه الأمور؟!

بالطبع يعرفون كل هذه الأمور، ومع ذلك يصرون على استفزاز الغالبية العظمى من المسلمين وظنى أن هذا مقصود ويهدف إلى استفزاز الحركات والتيارات الإسلامية التى فرضت وجودها على الساحة السياسية المصرية بعد الثورة المباركة، من أجل دفعهم إلى القيام بتصرفات غير منضبطة وغير مسؤولة ودفعهم لاستعمال العنف فيكون ذلك مبررا لكى تنقض عليهم أجهزة الدولة مرة أخرى ويتم تحجيم دورهم لكى يسيطر التيار العلمانى والليبرالى والنصرانى على الساحة السياسية من جديد دون أن يكون هناك منافس قوى وشرس ومتجذر فى الشارع المصرى.

أنا لا أستطيع أن أفهم الإصرار على الإستجابة لكل ما يريده النصارى والعلمانيون فى هذا الجانب إلا فى هذا السياق، فحينما يكون القائمين على هذا القانون يدركون حجم التوتر فى الشارع فى ظل عمليات الإختطاف والإيذاء التى تتعرض له الأخوات المسلمات على يد النصارى، وفى ظل حالة البلطجة التى تمارسها الكنيسة على الدولة، وفى ظل وجود مجموعة ليست بالقليلة من متطرفى الأقباط الذين يسعون إلى إشعال الشارع المصرى، فإن هذا القانون يشعل النار فى الهشيم وهو سكب للزيت على النار لتزيد اشتعالا.

إن التيار الإسلامى بكافة فصائله وتنوعاته يبدى اليوم مسؤولية كبيرة وحقيقية تجاه الظروف والأحداث التى تمر بها البلاد، ويعمل فى الشارع من أجل التيسير على الناس فى حياتهم، وهذا لا يروق لأعداء هذا التيار فيريدون تشويه صورتهم بأى شكل كان، وليس أفضل من استفزازهم بقوانين ولوائح لا تتوافق إطلاقا مع طبيعة الشعب المصرى ولا تتوافق مع الشرع الحنيف بل تضيق عليهم فى عبادتهم لله تعالى، فتنبرى مجموعة منهم وتلجأ إلى استخدام العنف فيحدث الصدام مع أجهزة الدولة ويقع ما يخططون له.

لهذا فعلى التيار الإسلامى أن يكون يقظا مدركا لمخططات هؤلاء القوم، وعليه أن يتخذ قرارا موحدا فى كيفية التعامل مع هذا القانون فور صدوره، ويجب على الحركات الإسلامية وأهل العلم أن يصدروا توجيهاتهم إلى أتباعهم فى كافة أنحاء البلاد ألا يقوموا بأى تصرف فردى والإلتزام بما يتم الإتفاق عليه ويكون مواجهة هذا القانون من وجهة نظرى عبر سلسلة من المراحل نوجزها فيما يلى:

1. تشكيل وفد من القوى الإسلامية يضم علماء وسياسيين وقانونيين ويفضل أن يكون من ضمن الوفد علماء من الأزهر الشريف مثل الشيخ نصر فريد واصل أو غيره للقاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشته فى مضمون هذا القانون وتقديم عريضة تتضمن اعتراضا رسميا على هذا القانون وتصورهم له.

2. إذا لم تنجح الخظوة الأولى فيتم اتباع الطرق القانونية ويمكن الطعن بعد دستورية القانون ومخالفته للشريعة الإسلامية التى هى المصدر الرئيسى للتشريع حسب الإعلان الدستورى الحالى، وكذلك يمكن الدفع بفقدان العدالة والمساواة بين المواطنين وان هذا القانون يضيق على المسلمين حرية ممارسة شعائرهم الدينية وإقامة ما يكفيهم من دور العبادة.

3. إذا لم تنجح الخطوة الثانية فيتم الإتفاق على تنظيم وقفات احتجاجية بسيطة ثم تزداد تدريجيا ويتم الضغط بها على القائمين بإدارة شؤون البلاد فى المرحلة الحالية حتى يتم التراجع عن هذا القانون وليس قبل ذلك.

هذه هى الطرق المتاحة لنا كتيار إسلامى للعمل من خلالها فى المرحلة المقبلة بشكل لا يحدث تصادم مع اجهزة الدولة ولا يؤدى إلى مجزرة جديدة للتيار الإسلامى يخطط لها العلمانيون.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، قانون المساجد، قانون دور العبادة، دور العبادة، تحييد المساجد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-06-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله الفقير، عراق المطيري، محمود سلطان، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، د - مصطفى فهمي، طلال قسومي، أبو سمية، سلوى المغربي، صفاء العراقي، علي الكاش، صلاح المختار، أحمد النعيمي، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، الهيثم زعفان، أحمد الحباسي، فتحي العابد، مجدى داود، منجي باكير، صباح الموسوي ، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، د - الضاوي خوالدية، سلام الشماع، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، رضا الدبّابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، تونسي، أنس الشابي، د - عادل رضا، خالد الجاف ، محمد شمام ، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، سفيان عبد الكافي، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، د- جابر قميحة، محمد علي العقربي، محمد الياسين، أحمد بوادي، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فهمي شراب، كريم فارق، د- محمد رحال، عزيز العرباوي، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، جاسم الرصيف، بيلسان قيصر، المولدي اليوسفي، نادية سعد، د. أحمد بشير، فتحـي قاره بيبـان، طارق خفاجي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - شاكر الحوكي ، مصطفى منيغ، رافع القارصي، ياسين أحمد، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، محمد أحمد عزوز، فوزي مسعود ، الناصر الرقيق، فتحي الزغل، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، حسن الطرابلسي، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، د. صلاح عودة الله ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفي زهران، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، ماهر عدنان قنديل، محمد يحي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد العزيز كحيل، محمود فاروق سيد شعبان، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، حاتم الصولي، عواطف منصور، عمر غازي، حسن عثمان، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د. مصطفى رجب، د - صالح المازقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة