د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5625
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
وطنٌ .. وطنٌ .. وطنٌ ..
كلماتٌ تُذكَرُ
كل صباحٍ ومساءْ
واوٌ . طاءٌ . نونٌ ..
تملأُ كلَ الأرجاءْ
مابين ظلام الليلِ
وبين الفجر الوضاءْ
تسمعها في كل الدنيا
وتنتشر في كل الأجواءْ
هذا وطني .. هذا وطني
الكل يناجي الوطن ويعشقُه
فالوطن الساكن فينا ..
يحمينا .. ويسقينا الماءْ
الوطن حديثٌ لا نشبع منه
و لا نبعد عنه
و لو يخرج منا
فخروجُ الروحِ من الأحشاءْ
لا عَيشَ لنا بعد الوطنِ
لا ذكرى وكلمات رثاءْ
فالوطن عروقي ونبض القلب
وحياتي وكلُ الآلاءْ
......................
لكن الوطن الآن ينادي
من فينا يلبي، وأي نداء ؟
من فينا يعرف كيف يداوي
جراح الوطن ؟
وأين المرضُ، وأين الداءْ ؟
من فينا طبيبٌ
يعرف معنى الوطنِ
ومعنى الحبِ
ومعنى العشقِ، ومعنى وفاءْ ؟
........................
يا وطني
أو تَذكُر كُلَ أحاديثي معك
وأنا بعدُ الطفلُ المبهورْ
أو تَذكُر سنواتي الأولى في الدنيا
سأكتبها لك الآن سطورْ ؟
أنا كنت أحدث نفسي عنك
وأسألك ...
يا وطني .. ما معنى الوطن ؟
أحروف من نورْ
أم أرضٌ وفضاءٌ رحبٌ
وباقاتُ زهورْ ؟
أم أنت ينابيع الماء
وسحرٌ وبحور ؟
أم زرعٌ أخضر يملأ قلبي
وسواقي بالحب تدور ؟
..........................
أ طيورُ الحريةِ تهفو
في سماءٍ رحبٍ منثورْ ؟
أرياحٌ تحملُ سفنَ الخير
وجبالٌ راسخةٌ وصخور
تغرسنا في بطن الأرض
وتخرجنا للدنيا جذور ؟
أشوارعُ نعشقها وحواري
وأزقةْ تسكنُ فينا
وبيوتٌ وقصور ؟
أم شعبٌ ورجالٌ ونساءْ
نسعي في الدنيا أحياءْ
مابين حمائمَ وصقورْ
.........................
قد كنتَ جداولَ نهرٍ تسري
تروى عطشي وظمئي
الآن أراكْ أنت الظمآن
وأنت العطشان المقهورْ
ألقاك فأحزنْ
لما هذا الوجه الشاحب ؟
أين الوجه الأبيض يملأه النورْ ؟
يا وطني .. من أين الحزن
من أين لك القلب المهموم المحسورْ ؟
يا وطني ما ثُرْتَ
إلا لتعبرَ نهرَ الخوفِ
وتعيد لنا الأملَ المهجورْ
أم كانت ثورة غضبٍ كبري
في بطن الأرض تثورْ ؟
....................
قلْ لي باللهِ عليك، حَدثنيِ
أنا مِنكَ و فيكْ
أنا ابنٌ بارْ
أنا من يبَيكيكْ
لن أدفنَ قلبي بكلتا يدي
وأهيلَ تُراباً على وجهكَ
وأقولَ وداعاً
في مقبرة الحزن عليك ..
أناجيك
لا . لا . لن أصمت
أو أخذل هذا الحب
وهذا العشق
أنا جئتُ إليكَ الآنْ
لأرد الدين ...
وأُوَفي حق الديانْ
كم كنت كريماً
تتركنا . نلهو و نلعب
نأكل ... نشرب
ماكنت بخيلاً فلا نعطيك
أنا جئت إليك ومثلي كثيرْ
أقسمت بربي ستعيشْ
بدمائي وروحي سنفديكْ
بالعملِ ستحيا
بالأملِِ ستحيا
بالحبِِ ستحيا
بالعدلِ ستحيا
ونُحييِ لياليكْ
أنا صوتي الآن
يصرخُ في كل مكان
يملأ كل الأركان
أنا وطني حي
أنا وطني حي
ما قامت في الأرض حياةٌ
إلا والمجدُ يناديك
فأنت حياتي وأنت خلودي
وأنت الساكن فينا
تسمعنى وأسمعك ..
أناديك ...
اخرج من صمتك
وانثر كل الدنيا زهورْ
فالغد سيحمل نور الفجر
وأنت النورْ
لن أجلس مثل الطفل لأبكي
على جدارِ الوطنِ المهجورْ
لو دارت كل دوائر هذا الدهر عليك
فغداً الدائرةُ تدورْ
سأظل أردد كل أناشيدك
ونغني من أجل الوطن المعمورْ
لن تسقط مني سنين العمر
لن تهرب مني
وسأمضي في حب الوطن أُغردُ
في عشق الوطن أرددُ
أحببتك وطني . وعشقتك وطني
فلا تتركني وحدي أبكي
جَففْ لي دمعي المستور
فأنت السِترُ وأنت الحبُ
أنت الأملُ الحي
وأنا القلبُ المكسور
.........................
أقسمتُ عليك بحق الله
وحق الحبْ
أن تبقي بقاء الدهرِ سعيداً
ما بقي القلبْ
وحين أموتْ ..
تحملني بين ثناياك العطرة وتقول
أهلا بحبيبي ورفيق الدربْ
يعشقنى وأعشقه وفي الشدة زال الهم
بدعاء المخلص .. ينفك الكرب
ولا تنسى بكائي وقت دعائي
وأنا أناجي الله
وطني يارب . وطني يارب . وطني يارب
---------------
شعر د هاني ابوالفتوح
الكويت – فجر الثلاثاء 7 يونية 2011
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: