البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اغتيال ابن لادن لن يوقف الحرب على الإسلام

كاتب المقال مجدى داود    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6324 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في عملية جبانة قامت القوات الأمريكية باغتيال الشيخ أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر يوم الإثنين الثانى من مايو الجارى، وقد خرج الرئيس الأمريكى باراك أوباما ليعلن الخبر بنفسه معلنا فرحه الشديد بهذا الإنتصار المزعوم فى الحرب المزعومة على الإرهاب، وفور إعلان الخبر تواردت الأنباء تباعا بمواقف الدول الغربية والعربية أيضا الفرحة باغتيال هذا البطل، مؤكدين جميعا أن اغتيال أسامة بن لادن ضربة قاضية للمتشددين والإرهابيين حسب وصفهم.

ليس الغرض من هذا المقال الحديث عن هذا الإنتصار الوهمي على تنظيم القاعدة، لأن التنظيم لم يمت وإنما مات قائده وشتان بينهما، لكن أود أن أرد فى هذا المقال على من قالوا وزعموا أن اغتيال الشيخ أسامة بن لادن يعنى غياب أحد أسباب العنف، ويعني توقف الحرب الأمريكية على الإرهاب، فللأسف الشديد لقد ظن البعض هذا، وقد يكون ذلك ليس بالغريب على عوام الناس، لكن أن يقول رجل مثل عصام العريان القيادى البارز فى جماعة الإخوان المسلمين كما ذكرت شبكة الإسلام اليوم أن اغتيال بن لادن يعنى غياب أحد أسباب العنف، فهذا ينم عن عدم إدراك لطبيعة المعركة على الإسلام، ولطبيعة الحملة الصليبية ضد المسلمين.

إن العداء بين المسلمين والكفار متمثلا فى الولايات المتحدة وحلفائها لم ينشأ مع وجود أسامة بن لادن ولا تنظيم القاعدة ولا حركة طالبان، ولم تنشأ هذه العداوة مع أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001م، بل هو عداء قديم قدم الإسلام على الأرض، وقبل أن تنشأ الولايات المتحدة نفسها ولغرب يسعى جاهدا للقضاء على الإسلام، وقد سيرت الحملات الصليبية سابقا للقضاء على هذا الدين والسيطرة على مقدرات وثروات المسلمين، واستمرت هذه الحملات ما يزيد على المائتى عام من الزمان، ثم عادت هذه الحملات فى صورة استعمارية جديدة مع نهاية القرن الثامن عشر حيث الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م، تلتها حملة فريزر عام 1807م، ثم كان احتلال مصر على يد القوات البريطانية عام 1882م بعد قتال شرس مع الجيش المصرى بقيادة الأميرال أحمد عرابى، وفى ذات الوقت تقريبا كانت الدول الغربية الأخرى تستعد لاحتلال عدة دول عربية أخرى كبلاد المغرب العربى وليبيا وسوريا وغير ذلك من بلاد الإسلام، ولنتذكر جميعا أن قائد الجيش الفرنسى الذى قام باحتلال سوريا ذهب إلى قبر صلاح الدين الأيوبى وقال له (ها قد جئنا يا صلاح الدين).

إن من يطلع على تاريخ الدولة الإسلامية قبل القرن العشرين بل قبل نشوء حركة طالبان وتنظيم القاعدة وظهور أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وأبو مصعب الزرقاوى وغيرهم، يدرك جيدا أنها حرب أصيلة قديمة حديثة على الإسلام والمسلمين لم تهدأ يوما، ولم تفتر ولم تفتر همم هؤلاء الذين يخططون منذ أمد بعيد لهذه الحرب المفتوحة بيننا وبينهم، والتى يستخدمون فيها كل الأسلحة المشروعة والغير مشروعة، والوسائل النبيلة والوسائل القذرة وما أكثرها عندهم.

من المؤسف حقا أن تجد كثيرا ممن ينتسبون إلى هذا الدين العظيم مقتنعون بأن القوى الغربية إنما تحارب الإرهاب، وأنها إنما قامت باحتلال أفغانستان والعراق وغيرها من بلاد الإسلام بحجة القضاء على الإرهابيين والإنتقام مما قاموا به فى أحداث الحادى عشر من سبتمبر، ومن المؤسف أن تجد هؤلاء ينظرون لهذه الآراء العفنة ويخلطون بشكل واضح بين المقاومة والإرهاب، بين دفاع المرء عن حقه فى داره وأرضه ودفاعه عن أهله وعرضه ودينه، وبين من يغتصبون أرضا فيقتلون أهلها ويغتصبون نساءها ويشردون شبابها ثم لا يجرؤ أحد على الإشارة إليهم ولو على استحياء.

إن مصطلح الإرهاب مصطلح فضفاض لا ضابط له، وحتى اليوم ليس هناك تعريف متفق عليه عالميا لهذا المصطلح، ولقد استخدم هذا المصطلح فى الحرب على الإسلام، وحتى لو لم توجد القاعدة ولا طالبان ولا ابن لادن ولا الظواهرى لكانوا اخترعوا أسبابا أخرى للحرب على الإسلام.

وإلا فأين كان ابن لادن يوم أن احتلت فلسطين وذبح الفلسطينيون وأجبروا على ترك أرضهم وديارهم.

وأين كان ابن لادن يوم أن قامت بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيونى بشن العدوان الثلاثي على مصر؟

وأين كان ابن لادن يوم أن قام الكيان الصهيونى بعدوان عام 1967م،؟

وأين كان ابن لادن يوم أن احتلت الولايات المتحدة الصومال؟

وأين كان يوم أن حدثت المجازر ضد المسلمين فى البوسنة والهرسك، ومذابح المسلمين فى الشيشان والقوقاز التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا؟!.

لقد وصف جورج بوش الحرب فى أفغانستان بأنها حرب صليبية، وكرر وزير خارجيته آنذاك كولن باول نفس الكلام ثم أعلنها برلسكونى بشكل صريح أنها حرب على الإسلام، وسوف تستمر هذه الحرب على الإسلام مستمرة، لن يوقفها مقتل أسامة بن لادن أو غيره حتى لو تم القضاء على كافة أعضاء تنظيم القاعدة وتصفيتهم واحدا واحدا.

سوف يسوقون مبررات جديدة لهذه الحرب، ولن يقعوا فى خطأ الإعلان الصريح عن كونها حرب حقيقية ضد الإسلام والمسلمين حتى يجدوا من المغفلين المنتسبين إلى هذا الدين من يقف بجانبهم، وحتى لا يستثيروا عوام الناس ضدهم، وحتى يوهمونهم بأنه لا عداء بينهم وبين الإسلام، وهو ما يسعون جاهدين لتحقيقه.

خلاصة القول أننا لن نشهد أي اختلاف يذكر في السياسة الأمريكية والغربية تجاه الإسلام والمسلمين، فلن تتوقف الحرب ضدنا ولن تتوقف المجازر التى يرتكبونها ضدنا، فلن ينسحبوا من العراق ولا من أفغانستان ولا غيرهما إلا حينما تتحقق أهدافهم من احتلال هذه الدول، يجب أن ندرك هذا جيدا وألا نسمح لأحد بأن يخدعنا بعد اليوم!!

-------------
ينشر بالتوازي مع موقع قاوم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

أسامة بن لادن، مقتل أسامة بن لادن، إستشهاد أسامة بن لادن، الشهيد، شهيد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-05-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفي زهران، صلاح المختار، أبو سمية، طارق خفاجي، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، إياد محمود حسين ، محمد يحي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د.محمد فتحي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، وائل بنجدو، مصطفى منيغ، كريم السليتي، د- هاني ابوالفتوح، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، عمر غازي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد شمام ، رضا الدبّابي، محمد العيادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، بيلسان قيصر، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، رافع القارصي، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، سامح لطف الله، مراد قميزة، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، محرر "بوابتي"، علي عبد العال، أنس الشابي، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد بشير، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، ياسين أحمد، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الطرابلسي، محمود سلطان، د - المنجي الكعبي، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، منجي باكير، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، يزيد بن الحسين، عزيز العرباوي، محمد علي العقربي، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، جاسم الرصيف، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، حسن عثمان، حاتم الصولي، كريم فارق، الهيثم زعفان، سفيان عبد الكافي، محمد الياسين، المولدي اليوسفي، عبد الله زيدان، عبد الرزاق قيراط ، رشيد السيد أحمد، سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، فوزي مسعود ، عمار غيلوفي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، تونسي، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، يحيي البوليني، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق، د. أحمد محمد سليمان، أ.د. مصطفى رجب، عبد العزيز كحيل، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، المولدي الفرجاني، خالد الجاف ، محمد اسعد بيوض التميمي، إسراء أبو رمان، العادل السمعلي، مجدى داود، فهمي شراب، أحمد النعيمي، علي الكاش، د- جابر قميحة، فتحي العابد، د - محمد بنيعيش، د - الضاوي خوالدية، سلوى المغربي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة