البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عامل الوقت في التصعيد الصهيوني على قطاع غزة

كاتب المقال مجدي داود - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5814


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أن انتهت الحرب الصهيونية الشعواء على قطاع غزة فى يناير 2009 والجميع يترقب العدوان الصهيونى الجديد على القطاع, تتسرب الأخبار والتحليلات عن قرب تلك حملة الصهيونية ويرافقها أخبار عن تدريبات صهيونية مكثفة وتصريحات من بعض المجرمين الصهاينة هنا وهناك تؤكد فيه أن هذا العدوان وهذا التصعيد قادم لا محالة وفى الأجل القريب ولكن متى هو؟! لم يكن أحد يعلم ذلك.

الكيان الصهيونى يخطط لكل كبيرة وصغيرة, ويعمل على اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب والأشخاص المناسبين أيضا للقيام بأية مهمة, خاصة إذا كانت مهمة عسكرية غاية فى الصعوبة كمهمة تصفية المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحسم العسكري الذي قامت به حركة حماس فى يونيو 2007م والقضاء على حركة حماس ونفوذها وقوتها العسكرية المتصاعدة يوما بعد يوم.

إن اختيار هذا الوقت لبدء التصعيد والهجوم الصهيونى على قطاع غزة هو اختيار دقيق من قبل الحكومة الصهيونية, فهي تحاول استغلال الظروف الراهنة في البلاد العربية في إنهاء مهمتها سريعا كما يتوهمون, ودون أن تلحق بهم خسائر سياسية كبيرة كتلك التي لحقت بهم إبان الحرب الصهيونية السابقة على القطاع التي أدت إلى تدهور العلاقات مع بعض الدول التى كانت تربطها بالكيان الصهيوني مصالح وتحالفات استيراتيجية مهمة خاصة بعض الدول الغربية, ودون أن تخسر نهائيا كما تتوهم أيضا دولا كانت صديقة ولكنها اليوم تسير فى طريق آخر مثل مصر.

الكيان الصهيونى يحاول استغلال الوضع الراهن الى تعيشه مصر فى إنهاء مهمتها, فمصر بعد الثورة ليست كمصر قبلها, ولن تكون مواقف مصر اليوم كموقفها بالأمس القريب حينما ارتكب الكيان الصهيوني جرائمه بحق الفلسطينيين العزل من السلاح, العدو يدرك أن أمام الحكومة المصرية الكثير من الملفات الداخلية الساخنة التى لا تنتظر التأخير وأن هناك عملا دؤوبا تقوم به الحكومة المصرية من أجل تثبيت نتائج الثورة وإكمال تنفيذ أهدافها وذلك تحت ضغط شعبي غير مسبوق في التاريخ المصرى بكامله, كما أن هناك قضايا خارجية ساخنة تخص مستقبل مصر المائي وهو ما يتعلق بالسدود التي تحاول أثيوبيا بنائها لتقليل حصة مصر من مياه نهر النيل وكذلك الدولة المنفصلة حديثا عن السودان والتي من المنتظر أن تعمل على إثارة عدد من القلاقل وأولها مطالبتها بحصة من مياه نهر النيل, وكذلك انشغال الخارجية المصرية بتأمين المواطنين المصريين المغتربين في الدول التى تشهد احتجاجات مسلحة كليبيا وغيرها, بالإضافة إلى عدم وجود حكومة منتخبة وقيام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد وكذلك هناك حديث عن محاولات انقلاب ومسؤولية تأمين الحدود المصرية والوقوف في وجه الثورة المضادة كل هذا يجعل مصر اليوم غير قادرة على اتخاذ موقف قوى تجاه العدوان الصهيونى رغم ما صرح به وزير الخارجية وتحذيره للكيان الصهيونى من القيام بعدوان صهيونى على القطاع.

وفى ذات الوقت تشهد فيه بعض الدول العربية الأخرى مظاهرات وثورات لم تكتمل بعد كليبيا واليمن وأخيرا سوريا, فوسائل الإعلام كلها مهتمة اليوم بمتابعة ما يجرى ويدور فى هذه الدول من تظاهرات وما ترتكبه الأنظمة الحاكمة من جرائم بحق المتظاهرين والمدنيين, وبخاصة الحرب فى ليبيا وما يفعله المجرم معمر القذافى وقواته المرتزقة, وما يرتكبه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية خجلا, وتآمر قوات الناتو على الشعب الليبى بعد تخليهم عن دعم الثوار جويا, ورفضهم تسليح هؤلاء الثوار بما يحتاجون من سلاح لمواجهة مرتزقة معمر القذافى وأولاده.
كما أن العدو الصهيونى يترقب الأحداث في سوريا ويريد أن يقضي على المقاومة قبل أن ينجح السوريون فى إسقاط النظام السورى الذى يعمل كحارس لأمن الكيان الصهيونى, ولم يفعل أى شئ من أجل استعادة الجولان المحتلة منذ حوالى أربعة وأربعين عاما

فالعدو الصهيونى يسعى اليوم إلى انتهاز هذه الفرصة السانحة ليفعل ما يشاء وما يحلو له ويرتكب من الجرائم أفظعها فى ظل توجه الأنظار والأذهان إلى مناطق الصراع الأخرى التى سيتم على أساسها تغيير الكثير من خطط الدول الغربية التى كانت تراهن على بقاء أنظمة الحكم الديكتاتورية المستبدة وما كان يتبع ذلك من حماية لمصالح تلك الدول والتى كانت تتعارض مع مصالح الشعوب العربية المقهورة.

يظن العدو الصهيونى أنه سيقضى على المقاومة فى قطاع غزة دون أن يكون هناك اهتمام اعلامى بهذا العمل العدوانى ودون أن يكون هناك فضح لجرائمه بحق الشعب الفلسطينى, ودون أن يدفع ثمنا باهظا للعدوان الغاشم وللجرائم التى يرتكبها ودون أن تشكل لجنة أممية للتحقيق فى جرائمه, خاصة بعد تراجع القاضى اليهودى جولدستون عن تقريره وادعائه أنه تعجل فى هذا التقرير.

فاختيار الوقت المناسب فى الحروب هو أحد أسباب كسب المعركة والقائد الذكى هو الذى يختار الوقت المناسب الذى يعظم من فرص كسب جيشه للمعركة, كاختيار وقت غفلة العدو أو انشغاله بأمور أخرى, أو وقت انشغال أصدقاء هذا العدو وحلفائه بمشاكلهم الخاصة فيصير العدو وحيدا ولا يأتيه العون, أو انشغال الرأى العالمى بأمور وصراعات أخرى أكثر أهمية وتأثيرا فى مجرى الأحداث والتاريخ وهذا ضرورى فى هذا العصر الراهن, ولنا فى التاريخ دوما عبر وعظات, ولا ننسى أن الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة فو نهاية عام 2008 وبداية عام 2009, كان الكيان الصهيونى قد اختار الوقت بعناية حيث نهاية فترة المجرم جورج بوش وبداية عصر باراك أوباما فكان الصهاينة يريدون أن ينجزوا مهمتهم قبل تسلم أوباما منصبه ومهامه وفى نفس الوقت يستكشفوا موقفه من مثل هذه الجرائم التى يرتكبونها.

لهذا من المتوقع أن يستمر العدوان الصهيونى على قطاع غزة فى الفترة المقبلة وسيكون الهجوم الشامل الذى يتحدث عنه الصهاينة حينما تزداد الأوضاع في الدول العربية اشتعالا.

--------
ينشر بالتوازي مع موقع قاوم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، إسرائيل، وحشية، صهيونية، قتل، إرهاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-04-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، كريم فارق، حميدة الطيلوش، جاسم الرصيف، عمار غيلوفي، محمود سلطان، وائل بنجدو، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، إيمى الأشقر، محمد اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، علي الكاش، د. طارق عبد الحليم، د - صالح المازقي، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، صباح الموسوي ، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد أحمد عزوز، رمضان حينوني، العادل السمعلي، صفاء العربي، عمر غازي، مصطفي زهران، أنس الشابي، د- هاني ابوالفتوح، د- محمد رحال، ياسين أحمد، عبد العزيز كحيل، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحـي قاره بيبـان، أبو سمية، د- جابر قميحة، حسن عثمان، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، د. خالد الطراولي ، مجدى داود، سامر أبو رمان ، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، أحمد بوادي، فوزي مسعود ، كريم السليتي، منجي باكير، د - شاكر الحوكي ، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، نادية سعد، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، محمد العيادي، محمد يحي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، د. مصطفى يوسف اللداوي، بيلسان قيصر، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الياسين، مصطفى منيغ، يحيي البوليني، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، أحمد الحباسي، محمد علي العقربي، طارق خفاجي، د - عادل رضا، تونسي، د - محمد بنيعيش، رضا الدبّابي، فتحي الزغل، د - محمد بن موسى الشريف ، مراد قميزة، د.محمد فتحي عبد العال، حسن الطرابلسي، خبَّاب بن مروان الحمد، سلام الشماع، عراق المطيري، الناصر الرقيق، أحمد النعيمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طلال قسومي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الرزاق قيراط ، المولدي اليوسفي، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، سامح لطف الله، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة