البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"عبد السلام ياسين" : الاستبداد والتسلط الداخليين

كاتب المقال عزيز العرباوي - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6384


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا يمكن أن نتصور وجود جماعة العدل والإحسان دون شيخها ومؤسسها، شيخ الرؤى والأحلام وأضغاثها، "عبد السلام ياسين" صاحب أسطورة مخاطبة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ومبدع العديد من الكتب والمؤلفات التي تنهج في أسلوبها ونهجها الفكري والثقافي أسلوبا ونهجا واحدا ووحيدا، يؤدي في آخر المطاف إلى رسم طريق واحد ومنهج فكري يتسم بجذب أكبر عدد ممكن من المريدين الذين يؤمنون بأفكار الشيخ وعظمته وخوارقه وإنتاجه الفكري والديني الذي لا يعلو عليه أي فكر أو إنسان. ولا يمكن أن نفهم وضع وتركيبة هذه الجماعة إلا إذا حاولنا التوغل في أفكار البعض من المقربين من شيخ الجماعة أو محاولة خلق حوار مع بعض المريدين الذين لهم باع طويل في حضور جلسات الشيخ وخطاباته وادعاءاته، ولذلك كان هذا المقال الذي سنحاول فيه الحديث عن بعض الجوانب التي تؤطر الجماعة المذكورة ومن خلالها يتم تسييرها وفق خصوصياتها وبنيتها الفكرية والمفاهيمية .

إن القدرة الكبير ةالتي تمتاز بها الجماعة في جذب وتأطير مريديها، والتي نراها واضحة في التزام تيارها الطلابي في الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى الموازية، وحتى في قدرة الخطاب الخرافي الذي يتبناه شيخها في كل مناسبة وكل حين. فكل هذا يضعها في مكانة الفاعل الكبير سياسيا ودينيا في المغرب. ومن هنا يدفع المرء دفعا تلقائيا لتتبع كل خصوصياتها ونقد أفكار أهلها ومباديء تأسيسها وظهورها بين ظهرانينا .

لقد قلنا في مقام سابق أن مكانة شيخ الجماعة في عقول وقلوب قواعد الجماعة بل وضحنا بالواقع كيف أصبح في مرتبة الإله والمعبود في مفهوم المريدين، وإنه بالمطلق يرى إليه على أنه فوق الشبهات وبعيد عن كل فعل أو قول مشين. والدليل على هذا الحديث ما كان يقوم به أهل الجماعة من أعضاء مجلس الإرشاد والتيار الطلابي وقواعدها الأخرى المختلفة من تظاهرات واختلاق لمسيرات وحوادث في كل مكان عندما كان الشيخ في الإقامة الجبرية بمدينة "سلا" في التسعينيات في عهد الملك الراحل "الحسن الثاني". ويسجل البعض أن تركيبة الجماعة حاليا لا تمت أبدا إلى مباديء الديمقراطية والقيم الموافقة لها. فالرجل سيد الجميع فيها، يراسها ويتحكم في مجلس إرشادها، ويحكمها بيد من حديد هو وأهله من أولاده وأنسبائه دون إفساح المجال لباقي القواعد أن تصعد إلى دواليب تسييرها. فأمرهم يقتصر فقط على الانتماء والانبطاح عند هامة الشيخ وتقبيل يديه ورجليه في السراء والضراء .

إن الشيخ "عبد السلام ياسين" لا يختلف عن بعض حكامنا العرب الذين جاؤوا إلى السلطة على ظهور الدبابات وفي أيديهم الأسلحة، فاستبدوا وفرضوا سيطرتهم على البلاد وخيراتها واستباحوا كل شيء تحت مسميات عديدة انطلقوا فيها من بعض القرآن وبعض التراث الإسلامي االذي يفرض على المسلمين طاعة أولي الأمر وعدم رفض أي أمر لهم حتى ولو كان ضد مصالحهم اتقاء للفتنة. والشيخ ياسين لا يبتعد في سيطرته على الجماعة وسلطاتها التنفيذية، عن ما ينتهجه حكامنا العرب في بلدانهم، بل وصل به الأمر إلى منح العديد من السلطات فيها إلى أفراد عائلته صغيرهم وكبيرهم، بعيدهم وقريبهم، وهذا ما يجعلنا نتحفظ على كل ما يشاع أن الجماعة المذكورة أكبر فصيل سياسي في المغرببحيث نسمع ونقرأ أن عدد قواعدها كبير جدا يعد بالملايين .

إن التحفظ الذي نعلنه يرى مبرره في تراجع التأييد والتعاطف مع جماعات وحركات الإسلام السياسي، من خلال ما تعيشه المجتمعات من عدم الثقة، والتخوف من خطاباتها ومبادئها وقراراتها وفتاويها بعدما أصبحنا كلنا ضحايا لإرهابيين يدعون التدين والتقية، سرعان ما ترى على محياهم الكره والحقد على الجميع، ولعل موقفنا الواضح من كل الجماعات الإسلامية التي تنهج سياسة النفاق والمراوغة في التعامل والمنافسة بين باقي أقطاب السياسة الأخرى، هذا الموقف يعطينا الحق في نقد مثل هذه السلوكات والقرارات والأفعال التي لا تمت للديمقراطية بأية صلة .

وما يجعلنا ننتقد سلوك الجماعة وشيخها هو منطقها الفكري والسياسي المعلنين، مما يدفعنا إلى أن ننكر أي تقدم في تحقيق انفتاح على الآخرين الذين يختلفون معها، ومع قيمها ومبادئها التي تتسع للجميع دون إقصاء لأي طرف. ورغم التغيير الذي يعرفه العالم سياسيا وفكريا وثقافيا، وخاصة العالم العربي والإسلامي، فإن شيخ الجماعة لا يستطيع أن يتغير، أو بالأحرى لا يريد أن يتغير، لأن الاستبداد هو ثقافته، وهو وسيلته في الحكم داخل الجماعة والسيطرة على رقاب المريدين المساكين، فهم يمثلون عينة لمجتمع متخلف وأمي لا يمشي إلا بالسيطرة والاستبداد. والشيخ يعلم علما يقينا بهذا الأمر، لذلك فهو يؤسس لهذا العمل ويفتي في كل حين وآن بحلول زمن الخلافة والإمارة الإسلامية، بل يتبنى منهج "المهدي بن تومرت" رغم صمته عن هذا الحديث خشية أن يقوض مجهوداته في هذا الشأن ....


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

جماعة العدل والإحسان، المغرب، حركات إسلامية، تنظيمات إسلامية، استبداد، تسلط، عبد السلام ياسين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-09-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الروائية زهرة المنصوري في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة قراءات نقدية في أعمالها الروائية
  العدد الثامن من مجلة "الموروث" يحتفي بالثقافة الشعبية وموروثها الثقافي
  مجلة ذوات (41) تناقش موضوع "الإسلام السياسي والثورات العربية"
  العدد 40 من مجلة ذوات: الإسلام السياسي وأزمة الانتماء
  في عددها 34: مجلة "ذوات" تحتفي ثقافيا بالكتابة النسائية في مواجهة العنف
  مجلة "ذوات" تثير سؤال التاريخ في الدراما التلفزيونية
  مجلة "ذوات" تفتح ملف المنظمات الإسلامية في العالم العربي ودورها التضامني الإنساني
  الأدب الشعبي والموروث الثقافي: عناوين العدد الثاني من مجلة "الموروث"
  ينظم المرصد المغربي للدفاع عن حقوق المتعلم بشراكة مع مجموعة البحث في الثقافة الشعبية والفكر الصوفي ندوة دولية بعنوان: "من أجل بيداغوجية جامعية تنفتح على المحيط وتتفاعل معه"
  عبد الله سليماني: بقدر ما أنا سعيد بحضوركم المميز بقدر ما أنا حزين بانتهاء الدورة الثالثة للمكتبة الشاطئية
  سعيد عاهد: ذاكرة متشظية وعلاقات متعددة
  لقاء الشعر: مع سعيد التاشفيني ومراد الخطيب
  "عزلة الكاتب" لمحمد عبد الفتاح، و"مسار طفل" لمحمد الشعالي في مساء السرد
  ياسين عدنان: رواية "هوت ماروك" رواية تعبير عن التلفيق والتدليس في الدورة الثالثة للمكتبة الشاطئية
  "هسيس الذاكرة": توقيع ديوان الشاعر مراد الخطيبي بالمقهى الثقافي لمخيم ميموزا
  الشعر المغربي الحديث، موضوع العدد الجديد 15/16 من مجلة عبقر السعودية
  "قفل فرنسا 1880" جديد الإصدارات القصصية للكاتب المغربي إبراهيم الحجري
  بمناسبة اليوم العالمي للشعر: المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني تنظم ملتقى "أشعار وأوتار"
  العولمة وأثرها على اللغة العربية
  "أزمة النخب العربية: الثقافة والتنمية": قراءة في كتاب الدكتور حسن مسكين
  الدورة التكوينية الثانية في الطرق الحديثة لتعديل سلوك طفل التوحد
  المفسرون المغاربيون المعاصرون (*)
  تباعد الأزمنة وتقارب الغايات: قراءة في كتاب "رحلتان إلى اليابان"
  صدور العدد 19 من مجلة "الثقافة الشعبية"
  علي القاسمي يلقي مرساة الغربة في رواية "مرافئ الحب السبعة"
  العقل السياسي: رؤية نقدية
  السياسة وتطلعات المواطن
  المؤتمر الدولي الثالث في التفسير الأدبي للقرآن الكريم: قضايا البلاغة والإعجاز البياني في كليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي
  المسرح والدعوة إلى التجديد(5)
  المسرح والدعوة إلى التجديد(4)

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، محمود سلطان، طلال قسومي، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، مجدى داود، أحمد ملحم، الهادي المثلوثي، عمر غازي، أحمد النعيمي، عواطف منصور، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، علي الكاش، فتحـي قاره بيبـان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بنيعيش، صفاء العراقي، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خبَّاب بن مروان الحمد، جاسم الرصيف، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، الناصر الرقيق، د. أحمد محمد سليمان، عراق المطيري، حاتم الصولي، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد أحمد عزوز، صلاح الحريري، محمد العيادي، محرر "بوابتي"، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي الفرجاني، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - المنجي الكعبي، أبو سمية، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، كريم السليتي، رافع القارصي، سيد السباعي، فتحي الزغل، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، صفاء العربي، عزيز العرباوي، د - عادل رضا، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، محمد الطرابلسي، تونسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، عبد الرزاق قيراط ، رمضان حينوني، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، د - صالح المازقي، مراد قميزة، حسن عثمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سامر أبو رمان ، ماهر عدنان قنديل، يحيي البوليني، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، د. عبد الآله المالكي، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، فتحي العابد، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، كريم فارق، فوزي مسعود ، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، محمود فاروق سيد شعبان، منجي باكير، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أنس الشابي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة