يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
جددت تصريحات بابا الفاتيكان (المدة) الأخيرة المعادية للإسلام التساؤلات الحائرة حول النفقات المالية المصاحبة للدور التنصيري للفاتيكان وحجم الإمكانات المادية والتنظيمية للمنظمات التنصيرية التي تعمل تحت مظلة الفاتيكان وكذا آلية حركتها داخل العالم الإسلامي المدندنة على وتر مساعدة الفقراء والمعوزين والمستثمرة للكوارث والنكبات والتي وصفهم فيها غراهام هانكوك في كتابه القيم والمحظور من الفاتيكان " سادة الفقر " بأنهم (السائحون على الكوارث) و سيحاول التقرير المختصر تقديم بعض المؤشرات لحجم الأموال التي تنفق من خلال الفاتيكان لتنصير المسلمين وكذا بعض الإحصاءات المرتبطة بالعمليات التنصيرية ، مع إطلالة لآليات تحرك بعض المنظمات التنصيرية التابعة للفاتيكان داخل الدول الإسلامية .
بداية يرجع المنصرون الصعوبات التي تواجههم في عمليات التنصير إلى تضييق الحريات الدينية . ففي مقابلة أجرتها إذاعة الفاتيكان مع عميد مجمع تبشير الشعوب الكردينال "كريشينسيو سيبي" قال فيها هناك مصاعب ذات طابع اقتصادي وأخرى ذات طابع اجتماعي ثقافي، سياسي وديني. وأوضح أن حديثه منصب على الدول التي تحدُّ من الحريَّة الدينيَّة وتبحث في غالب الأحيان عن منْع نشر الإنجيل.
ولتحقيق ذلك تسخر الإمكانات المادية والبشرية والتي يواجه الباحث فيها صعوبة شديدة في حصرها نظرا للسرية التي تصاحبها وعلى الرغم من ذلك فانه تتناثر بين الحين والآخر بعض الأرقام التي يمكن أن تعكس حجم تمويل العمليات التنصيرية ففي كتاب700 خطة لتنصير العالم الصادر بالولايات المتحدة الأمريكية لاثنين من خبراء التنصير العالمي هما "دافيد باريت" محرر دائرة المعارف المسيحية والذي يلعب دوراً رئيساً في تخطيط برامج الكنائس الغربية، والذي عمل مستشار الفاتيكان لشئون التنصير العالمي، و"جيمز ريبسوم" خبير شؤون التنصير ، ذكرا أن المنظمات المسيحية العالمية تنفق سنوياً 145 مليار دولار، ويعمل في أجهزتها 4.1 مليون عامل متفرغ وتدير 1300 مكتبة عامة كبرى وتنشر 220 مجلة بمختلف اللغات عبر العالم.
كما تنشر 4 مليارات نسخة من الكتاب المقدس في العام الواحد وتدير 1800 محطة إذاعية وتليفزيونية في أنحاء العالم وتستخدم المنظمات الكنسية ثلاثة ملايين جهاز كمبيوتر وهناك أربعة آلاف وكالة تنصيرية يعمل بها 262300 منصر يكلفون الكنائس أكثر من 8 مليارات دولار ويصدر كل عام 10000 كتاب وبحث حول التنصير الخارجي، وقد أدرك الغرب المسيحي أهمية استخدام الإذاعة لنشر المسيحية في شتى أنحاء العالم، وكان الراديو هو الوسيلة الأكثر انتشارًا بين جميع الفئات ، خاصة الأميين فكانت إذاعة راديو الفاتيكان التي أنشأها مخترع الراديو الشهير ماركوني عام 1931 وقدمها هدية للبابا والفاتيكان.
ويقول المؤلفان في صدر ذكر الإحصائيات: أن الكنيسة قـد وظفت 160 مليون سنة عمل للتنصير على وجه الأرض خلال القرون العشرين الماضية، بتكلفة إجمالية تبلغ 350 مليار دولار، بمعدل 2.200 دولار للداعية الواحد في السنة، أما المشاريع التنصيرية السبعمائة والثمانية والثمانون 788 التي تتناولها هذه الدراسة فقد استهلكت 45 مليار دولار.
و33 مشروعاً من هذه المشاريع هي ما تطلق عليه الدارسـة وصف " المشاريع الضخمة "، وهي التي ينفق كل واحد منها مئة ألف سنة عمل، أو مئة مليون دولار سنوياً، أو ألف مليون دولار عبر عمرها، وأكبر هذه المشاريع الضخمة ينفق الآن 550 مليون دولار سنوياً على أنشطتها التنصيرية في أنحاء العالم.أهـ
وكانت نتائج ميزانيّة الكرسي الرّسولي العامّة بالفاتيكان لعام 2004 قد أشارت إلى أن مدخول الكرسي قد بلغ نحو مائتَين وخمسة ملايين يورو، أما المصروف العام فقد بلغ نحو مائتَين واثنَين مليون يورو،
وقد كشف الكردينال "سيرجيو سيباستياني" رئيس دائرة الشؤون الاقتصاديّة في الكرسي الرّسولي أن القسم الأكبر من المصاريف شمل دوائر ومؤسّسات الكرسي الرّسولي التي تعاون الحبر الأعظم في أداء خدمته الراعويّة للكنيسة الجامعة والكنائس الأخرى المنتشرة في مختلف أنحاء العالم. و أوضح أنه يعمل في دوائر الكوريا الرومانيّة والمؤسسات التابعة للفاتيكان حوالي ألفَين وستمائة وستة وستّين شخصاً، سبعمائة وتسعة وخمسون منهم كهنة وثلاثمائة وستّة وأربعون راهباً وراهبة، بالإضافة إلى ألف وخمسمائة وثمانية وخمسين علمانياً؛ أما عدد الموظّفين المتقاعدين فيبلغ نحو ألف وأربعمائة وثلاثين متقاعداً.
وعن فلس القدّيس بطرس الذي يُجمع لشخص البابا من أجل إتمام رسالته ، فقد بلغ مجموعه عام 2004 ما يوازي اثنَين وخمسين مليون دولار أميركي. والتي كرّس البابا جزء كبير منها لدعم مراكز التنشئة الكاثوليكيّة في البلدان المحتاجة.
أما مساعدات الأبرشيات في العالم للكرسي الرّسولي فقد بلغت نحو سبعة وعشرين مليون دولار أميركي .
ولما كان الفقر هو أحد مداخل التنصير في العالم الإسلامي فقد صدر بيان مشترك عن مجلس أساقفة الولايات المتحدة ومنظمة كاثوليك ريليف سيرفيسز طالب فيه الكونجرس الأمريكي تخصيص ما يقارب خمسة مليارات دولار أمريكي لتمويل "برامج التنمية الإنسانية"، ومئة وخمسين مليون دولار للشعب الفلسطيني، وثلاثة مليارات وسبعمائة مليون دولار لمكافحة أمراض خطيرة وفتاكة، ومن بينها داء السل.
وعلى مستوي المنظمات التي يشرف عليها الفاتيكان فقد أكّدت منظمة الصليب الأحمر أنه للعام الثاني على التوالي تجاوزت النفقات المخطّط لها لأفريقيا ثلاثمائة مليون دولار أمريكي "بسبب الأوضاع في دارفور وشمال أوغندا والأجزاء الشرقية من جمهورية الكونغو الديموقراطية والصومال وشاطئ العاج ".
كما أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن السودان ما يزال يمثّل كبرى عمليات اللجنة الدولية على المستوى العالمي، بميزانية تبلغ حوالي مئة مليون دولار أمريكي لعام 2006، يليه كلّ من باكستان، فلسطين المحتلة ،أفغانستان والعراق.
منظمة أخرى هي "هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة" التابعة للفاتيكان والتي أسسها "وينفريد فان ستراتين" في عام 1947، والتي تقدم تقريرها السنوي المُعتاد حول الحريَّة الدينيَّة في العالم. والذي جاء في آخر تقارير المنظمة أن المسيحيين ما يزالون عرضة للاضطهاد وسوء المعاملة في آسيا. وأفاد التقرير أنه خلال العام 2005، تعرض آلاف المسيحيين للسجن والتعذيب في عدد من الدول الآسيوية. وأكد التقرير أن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد بصورة انتظامية في عشر دول آسيوية وشرق أوسطية، وهي: الصين، الهند، سريلانكا، لاوس، فيتنام، كوريا الشمالية، إيران، العراق، المملكة العربية السعودية، وفي فلسطين.
وكانت الهيئة قد مولَّت في عام 2004 خمسة آلاف وتسعمائة مشروع راعوي في 137 بلدًا في العالم، وقد بلغت المساعدات المقدَّمة للهيئة في هذا العام 66 مليون ومائتي ألف يورو.
وعن استثمار تلك الهيئة للكوارث أعلنت أنَّها وضعت مشاريع راعويَّة بقيمة 840 ألف يورو للبلدان التي تضرَّرت من المدِّ البحري الذي سبَّب خسائر بشريَّة وماديَّة كبيرة. وقد اهتمَّت الأبرشيات في إندونيسيا والهند وسريلانكا والصومال بتنفيذ تلك المشروعات .
وأعلنت الهيئة عن تنفيذ 23 مشروعًا ذات طابع راعوي خلال العام الجاري في الأبرشيَّات التي تضرَّرت من المدِّ البحري، كيما تتمكَّن الجماعات الكاثوليكيَّة من مواصلة حياتها الدينيَّة بشكل طبيعي، وتمَّ تخصيص 55 ألف يورو لإعادة بناء "معبد عذراء مادار" في سريلانكا.
أما عن منظمة كاريتاس الدولية التابعة للفاتيكان والتي تدخلت بعد ساعات قليلة على حصول كارثة تسونامي مقدِّمة المساعدات الأوَّلية، من أغطية وألبسة ومواد غذائية،حيث حصل نصف مليون شخص على المساعدة في المرحلة الأولى من حالة الطوارئ. فقد وزَّعت كاريتاس الدولية المواد الغذائية على 118 ألف عائلة وبنتْ ثلاثة آلاف مسكن مؤقت وقدَّمت المساعدات اللازمة لـِ 7500 صياد سمك. وقالت بهذا الصدد المديرة التنفيذية لهيئة كاريتاس باكستان "أنيلا جيل": إننا نحاولُ أن نؤمّن المأوى لأكبر عدد ممكن من الأيتام، وأكدت أنه وفقاً لإحصاءات قامت بها الحكومة الباكستانية، تبين أن الهزة الأرضية شرّدت ما يقارب خمسين ألف طفل وعليه وبحسب وكالة الأنباء الكاثوليكية الأمريكية كاثوليك نيوز سيرفيس فقد استعدت الكنيسة الكاثوليكية في باكستان لاستضافة أكثر من ألف طفل يتّمهم الزلزال الذي ضرب إقليم كشمير وذلك لتنشئتهم وفق تعاليم الكنيسة ، موضحة أن هؤلاء الأطفال سيقيمون في أحد الفنادق بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
وفي سريلانكا، ساعدت الهيئة 24 ألف عائلة خلال مرحلة الطوارئ وأعادت ترميم 37 مدرسة وقدَّمت المراكب والشباك لزهاء 3 آلاف صياد سمك، وفي إندونيسيا، حصل أكثر من 250 ألف شخص على المساعدة من كاريتاس الدولية. وجميعها تعمل تحت شعار " احمل الصليب واتبعني " وهذا واضح جليا في تيمور الشرقية حيث أعلنت هيئة كاريتاس أستراليا أنها ما تزال ناشطة في تيمور الشرقية، حيث تمد يد العون إلى آلاف العائلات المهجرة. وأوضحت الهيئة الكاثوليكية ـ في بيان لها ـ أن ما يقارب من خمسين ألف شخص، لجؤووا إلى الكنائس عقب أعمال العنف 1999، وكذلك الحال في كافة البقاع التي توجد بها هيئة الكاريتاس الدولية وباقي المنظمات التابعة للفاتيكان.
------------
نشر من قبل أيضا بموقع المسلم almoslim.net
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: