يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يسعد موقع بوابتي، انضمام الكاتب المعروف، الأستاذ الهيثم زعفان للمساهمين بالنشر بموقع بوابتي، وقد أمدنا بقائمة لمقالاته المنشورة من قبل، والتي تتناول مواضيع مختلفة، وسنعمل بإذن الله على إعادة نشر ما تيسر منها. والأستاذ الهيثم زعفان، ينشر دوريا في مواقع ذات مصداقية ك: اسلام اون لاين، المصريون، المسلم، الاهرام، المنار، الشريعة
وموقع بوابتي يرحب بالاستاذ الهيثم، ويسعده ان ينشر مقالاته ذات النفس المتميز
مشرف موقع بوابتي
--------------
في الوقت الذي تعانى فيه المجتمعات الإسلامية من أزمة العنوسة والاتجاه الملحوظ لارتفاع سن الزواج بين الجنسين، نجد الأمم المتحدة تعلن الحرب على الزواج المبكر، وتعده عنفاً موجهًا ضد المرأة، وفعلاً مذموماً ينبغي القضاء عليه نهائياً، وفى ذات الوقت يتم التأكيد على حق النساء في إشباع احتياجاتهن الجنسية بالصورة التي يرونها وفى الوقت الذي تقتضيه الحاجة بغض النظر عن المرحلة العمرية التي يمررن بها.
وسيحاول هذا المقال التطرق لفلسفة الأمم المتحدة وآليتها في مواجهة الزواج المبكر، وذلك بعد إلقاء نظرة سريعة على متوسط سن الزواج في بعض الدول الإسلامية ... ففي مشروع مشترك بين جامعة الدول العربية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة أوضحت بيانات مسوح المشروع اتجاه النساء عند الزواج الأول للارتفاع بين الأفواج الشابة بصفة عامة كما يرتفع بارتفاع المستوى التعليمي خاصة بين الإناث.
فمتوسط سن الزواج في ليبيا 32 سنة للذكور و29 سنة للإناث وفى مصر 30 سنة للذكور و26 للإناث وفى سوريا 30 للذكور و25 سنة للإناث.
والأمم المتحدة ترى أن الزواج المبكر يعيق تعليم المرأة وعملها ومن ثم فعليها أن تقدم تعليمها وعملها على الزواج فالمادة "93" من التقرير العالمي للمرأة والذي عقد في العاصمة الصينية بكين العام 1995 وتعقد له مؤتمرات تقيمية دورية تنص تلك المادة على أن الزواج المبكر والأمومة المبكرة للشابات يمكن أن يحد بدرجة كبيرة من فرص التعليم والعمل ومن المرجح أن يترك أثراً ضاراً طويل الأجل على حياتهن وحياة أطفالهن ويمكن تفسير هذه المادة من خلال تقرير لتقييم وضع المرأة السورية في ضوء منهاج عمل بكين أجراه صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة حيث يوضح التقرير أن الزواج المبكر يحرم النساء من فرص إكمال تعليمهن الثانوي والجامعي أو من العمل خارج المنزل وفى ضوء ذلك تطالب الأمم المتحدة بتكثيف الجهد من أجل القضاء على الزواج المبكر فالمادة 107/أ من وثيقة بكين تطالب بالتركيز بصورة خاصة على البرامج الموجهة إلى كل من الرجل والمرأة والتي تؤكد على القضاء على الزواج المبكر بما في ذلك زواج الأطفال ومعنى ذلك أن الأمم المتحدة تفرق بين الزواج المبكر وزواج الأطفال فالزواج المبكر الذي يذهب إليه الذهن في مجتمعاتنا الإسلامية هو ما كان في أعقاب سن البلوغ وعلى كل يكون تحت سن العشرين لكن الأمم المتحدة في ضوء هذه المادة تطلق عليه زواج الأطفال أما الزواج المبكر هو ما كان فوق ذلك وسن الأطفال هذا يتضح من خلال المادة 268 من ذات الوثيقة والتي استخدمت لفظ "بنت"على لفتيات بين 15و19 سنة والتي اعتبرتها بموجب هذا المادة سنًا صغيرة على الزواج.
والأمم المتحدة تفرق بين البنت والشابة والمرأة ففي المادة 93 من تلك الوثيقة تم استخدام لفظة الشابات في مؤتمر القاهرة للسكان ظهر التصنيف بصورة أوضح حيث طالبت الأمم المتحدة فيه بتشجيع الأطفال والمراهقين والشباب وخاصة الشابات على مواصلة تعليمهم بغية تهيئتهم لحياة أفضل دون حدوث الزيجات المبكرة ولتحقيق هذا الهدف تستخدم الأمم المتحدة سلاحين الأول سن القوانين التى تكفل رفع سن الزواج كما جاء في المادة 274 من وثيقة بكين والتي نصت على سن القوانين المتعلقة بالحد القانوني الأدنى لسن الرشد والحد الأدنى لسن الزواج وإنفاذ تلك القوانين لصرامة ورفع الحد الأدنى لسن الزواج عند الاقتضاء ويلاحظ هنا أن الأمم المتحدة تفرق بين شن ارشد وسن الزواج وهى جزئية لا تمر هكذا في الفقه الإسلامي، السلاح الثاني هو استخدام سلاح التعليم للحد من الزواج المبكر حيث تنص المادة 275 من وثيقة بكين على توليد الدعم الاجتماعي من جانب الحكومات والمنظمات غير الحكومية لإنفاذ القوانين المتعلقة بالحد الأدنى لسن الزواج من خلال إتاحة الفرص التعليمية أمام البنات.
والعلاقة بين التعليم والزواج كانت محل بحث عدد غير قليل من الفقهاء والعلماء المسلمين وهناك شبه اتفاق بينهم على عدم تقديم التعليم على الزواج، فالشيخ ابن عثيمين –عليه رحمة الله- أفتى بأن الزواج مقدم على الدراسة، والشيخ مصطفى صبري –رحمه الله – في كتابه القيم "قولي في المرأة" يقول :"مما يعين على التعفف عدم تصعيب النكاح بتحديد سن الزواج وإرجاء النكاح إلى ما بعد بلوغ الجنسين ببضع سنين" ويذهب إلى أنه "لا داعي أن يمنع التعليم الشباب من الجنسين عن الزواج وذلك للعفة خاصة أثناء مرحلة التعليم العليا لذا يجب أن نألف التعليم مع الزواج للمحافظة على عفة المتعلمين " تلك العفة التي يحتاج إليها شباب المسلمين الآن ذكوراً وإناثاً في وقت شاعت فيه الانحلالية على كافة الأصعدة بل وسارت مدعمة من الأمم المتحدة ذاتها الأمر الذي يتضح من خلال المادة "96" من وثيقة بكين والتي تنص على أن للمرأة حقها في أن تتحكم وأن تبت بحرية ومسئولية في المسائل المتصلة بحياتها لجنسية".
إن تلك المواد ليست مجرد كلمات تقال في مؤتمر ما ثم ينفض الجميع كل إلى سبيله لكنها اتفاقات توقع عليها دول العالم الإسلامي وتلزم بتعديل قوانينها وفق تلك الاتفاقات لتتحقق النصوص للوثائق في أرض الواقع ولا يقتصر الأمر على المستوى الحكومي فقط ولكن يتم استخدام ما يطلق عليه منظمات المجتمع المدني من خلال التمويل الأجنبي الوارد للحسابات الشخصية لصحاب تلك المنظمات وذلك من أجل الضغط على حكومات بلدانهم لتعديل قوانينها وفق مقررات الأمم المتحدة وكذا العمل على المستوى الشعبوي لتهيئة الشعوب لتقبل تلك القوانين.
إن مشكلة العنوسة تزداد يومًا بعد يوم وهناك عوامل عدة تدخل في صناعتها ولسنا بحاجة لعامل جديد يعمل وفق أطر تنظيمية واضحة المعالم يضع أمامه هدفًا بعيد المدى يرصد الوصول إليه فهل سنتركه يصل إلى مأربه؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
28-02-2009 / 10:45:59 ســــــلام
الأخ الكريم / ابو سمية
شكرا على توضيحك .. أنا اسمي سلام (peace)..أمنيتي أن تعم به سائر البلاد..
وأنا لست تونيسية من أجل ذلك استفسرت عن ماقلته.
اذا كان ماتقوله صحيحا رعاك الله .. فانا اتفق معك انه من أسباب العنوسة .
دمتم بحفظ الله ورعايته.
27-02-2009 / 18:17:20 ابو سمية
الاخت اسلام، السلام عليكم
يعني لا ادري هل انت تونسية ام لا، ان كنت تونسية فلاشك انك تعرفين ما اقصد، لان الجواب بواقع تونس اوضح مما ساقوله
ولكن على افتراض انك لست تونسية، فاقول لك نعم، انه بتونس فرضت منظومات غربية منذ بداية الاستقلال بسبب توفر عوامل تاريخية مساعدة، وعملت هذه المنظومات على ادخال خلل في تنظيم الاسرة بحيث خلقت فيها عوامل الفوضى والتسيب، وتزايدت هذه المنظومات المشبوهة مع مرور الزمن
بتونس مثلا يمكن للزوجة ان تزنى وتعترف بذلك من دون ان يستطيع الزوج حتى تطليقها
بتونس، يمنع على الأبوين من ان يقوموا بتربية ابنائهم بحرية تحت طائل قوانين حقوق الطفل، فانت مثلا ان صفعت ابنك او ابنتك وقام هذه الأخير بالابلاغ عنك لدى السلط الامنية، فانه تقع عقوبتك، وتصور النتيجة التي تمثلها هي التصرفات من تشجيع على الفوضى لدى الابناء.
وخلاصة القول، ان العديد من الاباء فضل الاستقالة من واجبه كرب للأسرة يعتني بتربية ابنائه ويصون زوجته، واصبح مجرد هيكل يرى بأم عينه كيف تتصرف زوجته بما لا يرضيه ولا يتكلم لعجزه (فتخرج للسهر من دون اذنه وتلاقي اصدقائها وغير ذلك)، ويرى ابنته كيف تستدعي أصدقائها مثلا للبيت ولا يستطيع منعها تحت طائلة قوانين حقوق الطفل، وقس على ذلك، وبالطبع لن يسلم من ذلك الا من اوتي زوجة صالحة نجت من ان تكون ضحية لهذه المنظومات المسلطة بتونس، وهو ماقصدته بانها زوجة ذات دين
ولذلك فان تونس تشهد انهيارا قيميا على كل المستويات، تبرز بعض ملامحه في الارتفاع الكبير لنسب التسيب الاخلاقي والانحراف لدى الشباب والاقبال الكبيرعلى المخدرات و تزايد نسب الانجاب خارج مؤسسة الزواج وارتفاع نسب الطلاق والعزوف الكبير عن الزواج، ثم اتجاه تونس -نتيجة لهذا الطريق الخاطئ - نحو التناقص العددي
27-02-2009 / 17:33:28 ســــــلام
أخي الكريم أبو سمية أهلا وسهلا بك ..
عذرا على التاخير في الرد على ماكتبته لكن هل من الممكن أن توضح لي ماكتبته
في هذه الجملة(بحيث يصبح هذا المعطى عاملا مانعا للرجل من الاقدام عى مشروع الزواج، لما يرى من جراة الزوجة على زوجها واستطاعتها الحاق الاذى به وتسفيهه ان هي ارادت ذلك ولم تكن ذات دين).
هل تفصد أن المرأة ستتبلى على الرجل(زوجها)وتختلق المشاكل أم مـــــاذا؟؟
أتمنى منك التوضيح ..
دمتم بحفظ الله ورعايته،،
24-02-2009 / 07:16:59 ابو سمية
التشريعات المتغربة من اسباب انتشار العنوسة
الاخوة والاخوات المتدخلون السلام عليكم
بالاضافة للنقاط المتناولة والمقدرة على انها اسباب للعنوسة ، ارى انه يوجد سبب آخر هام ببعض البلدان المشبعة بعمليات الالحاق بالغرب كتونس، وهو وجود التشريعات التي تعمل على اذكاء النزاعات داخل الاسرة بين المراة والرجل عموما، بحيث يصبح هذا المعطى عاملا مانعا للرجل من الاقدام عى مشروع الزواج، لما يرى من جراة الزوجة على زوجها واستطاعتها الحاق الاذى به وتسفيهه ان هي ارادت ذلك ولم تكن ذات دين، علما ان تونس تحوز على قصب الريادة في هذه التشريعات المدمرة للاسرة، وتقدمها وسائل الدعائة بتونس على انها من اسباب ريادة بلادنا، مادامت المنظمات الغربية تبارك ذلك.
23-02-2009 / 22:48:29 ســــــلام
الأخت اللكريمة اينـــــاس :
احتلف معك في ما قلته أن
(الزواج + التعليم هو أمر مستحيل).. هل لديك احصائية بهذا الشأن ؟؟
أعرف الكثير ممن تزوجن وواصلن دراستهن بتفوق..وأخذن شهادة الدكتوراة.
أعتقد أن المشكلة في الأزواج ومدى تفهمهم ومساعدتهم لزوجاتهم في التحصيل العلمي ..أما مسألة الزواج بشكل عام لا أعتقد أنها تؤثر على التعليم كما ذكرتي.
أذا انا أفضل تدريس شباب المستقبل أهمية التعليم وأهمية مساندة الأزواج بعضهم بعضا في هذه المسألة ..التعليم مستمر ولس له حد عمري معين
هناك من لايستطيع التوفيق بين مسألة الزواج والتعليم ،ولكن هناك آخرون وآخريات كذلك يستطيعون التوفيق فيما بينهما ..
وأتفق معك بخصوص أن (مجتمعاتنا لا تولي أهمية لحاجيات المرأة فلا وجود للمؤسسات التي تساعد المرأة في الموازنة بين طموحها و أمومتها).
هناك الكثير مما تتجاهله أو لاتوليه مجتمعاتنا أهمية برغم أهميتها الكبيرة .. الأهم في الموضوع أن نحاول و نوجد هذه المؤسسات ولانكتفي بالإنتظـــار..
دمتم برعاية الله،،
23-02-2009 / 20:29:15 حمامي
نعم هي البطالة و قلة ذات اليد السبب الرئيسي في العنوسة وعدم إقبال الشباب على الزواج، كذلك من جانب أخر حولنا الزوج إلى مهرجان للإنفاق.
نسأل الله رفع المصاعب عنا ويرزقنا من رزقه الذي لا ينفذ.
23-02-2009 / 14:42:58 إيناس
العنوسة في العالم العربي تعود أساسا إلى نسبة البطالة الكتفشية بين الشباب و عدم قدرتهم على فتح بيت الزوجية. كما هي تعود إلى انتشار مظاهر الفساد و تخيير الخليلات على الزواج و إلى التأثر بالفضائيات و الإعلام الفاسد. فكل شباب العرب يبحثون عن هيفاء وهبي و عن نانسي...
أرى أن الزواج + التعليم هو أمر مستحيل. فإما الزواج و إما التعليم. من السهل التكلم في الفراغ و لكن أعتقد بأن المتعلمين لا يستطيعون القيام بحاجياتهم دون وجود دعم مالي. هذا من ناحية. من ناحية أخرى ، يتطلب التعليم تفرغا دائما له أثناء مزاولة الدراسة فالمرأة المتزوجة تجد نفسها مطالبة بأعباءها الزوجية و المنزلية و لا تجد الوقت الكافي للدراسة. ملاحظة أخرى هي ميل المجتمعات المسلمة لجعل قلة العلم و التعليم صفة ملتصقة بالمرأة المسلمة. بل إنه كثيرا ما يتم تكبيل الفتاة بالزواج و توريطها فيه توريطا بالرغم من أن لها طموحات أخرى.
من ناحية أخرى، تبقى مجتمعاتنا لا تولي أهمية لحاجيات المرأة فلا وجود للمؤسسات التي تساعد المرأة في الموازنة بين طموحها و أمومتها. لا يمكن للأم أن تواصل دراستها مثلا.و إن كانت بعيدة عن أهلها فإن هذا الطموح يصبح من باب المستحيلات.
28-02-2009 / 10:45:59 ســــــلام