البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

متى الإفراج عن شباب الصحوة الثانية ؟

كاتب المقال د.خــالد الطـراولي    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 11034


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إذا كان الفرح والانشراح قد غلب على الأفئدة وعلت الوجوه البشائر والتفاؤل، ونحن نرى بكل عزة وافتخار خروج آخر الأفاضل من السجون، فإن القلب لا تزال لم تكتمل نشوته وهو يرى ويسمع أن هناك وراء القضبان في تونسنا الحبيبة لا يزال يقبع شباب صغار، تذكر مأساتهم بمأساة الحركة الإسلامية في التسعينات وما ألم بها من جور ودخول السجون لعدد كبير من أبنائها...

نعم نثمّن ما حصل من تسريح وإن كان متأخرا جدا، فكل يوم وليلة، كل ساعة من نهار، كل لحظة من العمر قضيت ظلما وراء القضبان هي لحظة خسرتها تونس قبل أن يخسرها أصحابها...
نعم نفرح لهذا الانفراج وإن كانت فتحته ضيقة، فباب الحرية يجب أن يفتح على مصراعيه، وباب مغادرة السجون إحداها، ولا يجب أن يقتصر على مظلوم دون آخر...أبواب السجون مازال أزيزها يزعج وفتحاتها مغشوشة ولن يرتاح البال إلا حين يغادر آخر سجين سياسي عتبة معتقله ويعود إلى أحضان وطنه العزيز قبل دفئ أسرته وذويه...

نعم نهنئ من خرج، ولكن لا نريد أن يذكّرونا بعد مدة أن السجن لم ينته وإنما تغير المكان، ولعله اتسع، ولكن الزمان لم يتغير والعقلية لم تتغير والمشهد العام قابع في قاع بئر بدون ماء ولا ضياء! لا نريد أن نخط من جديد كما خططنا منذ سنين عن ويلات السجن الكبير، لا نريد أن تكثر اللافتات من نوع، "المواطن المنفي في وطنه..."

إن شباب الصحوة الأولى والثانية هم أبناء تونس ولا تفضيل بينهم في السجون والمعتقلات، وإن كانت المناهج تختلف، نندد بالتطرف والمغالاة، نند بالإرهاب، لا نقبل تغييرا قسريا يأتي على دبابة أو من وراء الحدود، ولكن هؤلاء البراعم على اختلاف توجهاتهم وإن اخطأوا الطريق إن ثبت ما فعلوه، هل هم سبب أم ضحية؟ هل نالوا حقيقة محاكمة قانونية سليمة شفافة؟، هل كان "القانون" المسلط عليهم قانونا دستوريا خالصا؟ هل ثبت أنهم لم يتعرضوا إلى التعذيب وعديد من التجاوزات، وقاعات المحاكم تثبت غير ذلك في شكاويهم وردودهم، وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان تتبنى العديد من قضاياهم؟؟؟

لنكن صرحاء مع أنفسنا ومع المفرج عنهم بالسلامة، ومع الحركة الإسلامية إجمالا، ومع السلطة في تونس، أن فرحتنا لم تكتمل وأملنا لم يتحقق وصدرنا لم ينشرح، ولن يغمض لنا جفن وبعض أبناء تونس لا يزالون يقبعون في الزنزانات وينالهم الجور، ولكن يبقى التفاؤل وحديث القلب قبل العقل...

يا أصحاب القرار في تونس الحبيبة، تمر الأيام تباعا وكلمة التونسي الجميلة "ما يدوم حال" وكلمة القرآن أجمل وأعمق وأشد وطأة "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" كلمات يتزاحم فيها الأمل والتفاؤل والإسراع نحو السمو المادي والروحي، ندعوكم كما دعوناكم سابقا إلى يقظة وتفاعل رشيد وواع مع أياد تحب تونس وتريد صلاحها...نجدد لكم خطابا لعلكم مللتموه منا، ولكننا لم نمله ولن نمله، لعلكم سئمتم سماعه، ولكنا لم نسأم إلا إلقاءه، لأنه نابع من أعماق حكومة الضمير والمسؤولية التاريخية والربانية، ولأنه خطاب حقوق للبعض وواجبات علينا...

* اجعلوا المصالحة الوطنية والوئام الوطني منهجا وسلوكا سياسيا حازما وشاملا لا يرتبط بمناسبة أو مزاج أو منة أو عطايا.
* إفراغ السجون هو بداية مسار صحيح وإغلاق ملف لا يشرف تونس، وليس نهاية مطاف وإسدال ستار مطالب الحرية.
* افتحوا النوافذ والأبواب لمشاهد الحرية والتعدد حتى يدخل النسيم العليل إلى كل بقعة من الوطن...
* أفرغوا السجون من كل مظلوم وأهل الحوض المنجمي وأبناء الصحوة الثانية جزء منهم كبير، وملف الحريات لم يغلق بعد!
* أغلقوا السجن الكبير وما يتبعه من سياسات ومنهجيات وسلوك كثيرا ما يوحي بأن عقاب التشفي والشماتة غلب على العفو والتغافر وأن التهمة لا تزال قائمة والمتهم لم يغادر زنزانته.
* اجعلوا همّ تونس والتونسيين ومصالحهم أكبر من هموم الفرد والجماعات ومصالحهم الضيقة.

هذه أمانينا أماني مغترب حالم آمل ومتفائل، يظن كل الخير في وطنه، ويقينه يحسم أن تونس ملك لأبنائها، كل أبنائها، دون تمييز بينهم إلا بحبها والسعي لمصلحتها قبل مصلحته، وسوف أدفع منازل التفاؤل إلى الأمام لأثمن من جديد ما وقع وأعتبره خطوة في مسار جميل وحالم وإن كان ضيقا وتشوبه بعض الاستفهامات... وأن ضفافنا يمكن لها أن تتقارب بعيدا عن الهواجس والكوابيس، ولعل قول المثل التونسي يبقى خير معبر لحالنا في مثل هذه الأوضاع "اللي يستنى خير ملي يتمنى"...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، صحوة اسلامية، محاربة الإسلام، تغريب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-11-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الشعب يريد الانتخابات الفورية...رسالة برقية إلى أهل الشرعية
  التقارب بين النهضة ونداء تونس...أسئلة الحيرة !!!
  بعد قراءة كتاب "حاكمة قرطاج"... موقفك من ثلاث...
  لقد رأيتها بعد 14 سنة ونيف...
  الإسلاميون والانتخابات والاستخلاف : نشارك أم نقاطع ؟ النموذج التونسي
  رمضـان وناسك المدينة
  نحو ترشيح الدكتور الصادق شورو للرئاسيات (مشروع مبادرة من اللقاء الإصلاحي الديمقراطي)
  لمــاذا لا يريد بعض الإخوة الخير لبعضهم ؟ أو حتى لا يفشل الإعلام المعارض!
  هل غابت الجماهير العربية في تاريخها وحاضرها ؟
  La Finance Islamique en France et les intermédiaires… Quelques recommandations
  العـودة ومؤتمـرها أين الخلـل ؟ -2-
  العـودة ومؤتمـرها، أين الخلـل ؟
  هل فوّت الاقتصاد الإسلامي "فرصة" الأزمة
  هل تراجع الشيخ سلمان العودة عن شهادته حول تونس؟
  من كان حقيقة وراء الأزمة العالمية ؟ من التشخيص إلى البحث عن البديل
  الإســلاميون وصهر الرئيس : أين الخلل ؟ نموذج للعلاقة مع السلطة
  هل أدافع عن محمد صلى الله عليه وسلم في بيتنا ؟
  أزمـة البورصة والمقاربة الإسلامية
  رأيت رسـول الله، صلى الله عليه وسلم
  المواطن..المواطنة..الوطن السلسلة الذهبية المفقودة
  الأزمة المالية ومعالم البديل الإسلامي
  قامـوس غـزة الجديد إلى العالم
  غـزة وأسئلة طفلي الحرجـة !
  مطلوب عنـوان لمجزرة
  مشـاهد من وراء خطوط النـار الجزء السادس*
  مشـاهد من وراء خطوط النـار الجزء الخامس*
  عذرا، لا أريد أن أكتب عن غزّة!!!
  من خُفَي حُنين إلى حذاء الزيدي : حوار المقامات
  اجعلوا أضحيتكم وحجكم المكرَّر لأهل غـزة!!!
  كلمة حـق نصدع بهــا...في انتظار الجواب !!!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، سفيان عبد الكافي، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، يحيي البوليني، د- محمود علي عريقات، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، جاسم الرصيف، محمد اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد الحباسي، الهيثم زعفان، إياد محمود حسين ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، فتحي الزغل، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، صفاء العربي، محمد شمام ، د - عادل رضا، الهادي المثلوثي، أشرف إبراهيم حجاج، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله زيدان، صالح النعامي ، محمد علي العقربي، أحمد النعيمي، عمار غيلوفي، بيلسان قيصر، فتحي العابد، د- محمد رحال، وائل بنجدو، د - المنجي الكعبي، د - الضاوي خوالدية، طارق خفاجي، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، إسراء أبو رمان، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، د - محمد بن موسى الشريف ، حميدة الطيلوش، المولدي الفرجاني، محمد يحي، صفاء العراقي، محمد الياسين، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، مراد قميزة، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - شاكر الحوكي ، د - صالح المازقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد عمر غرس الله، د. أحمد محمد سليمان، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، عبد العزيز كحيل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، سامح لطف الله، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله الفقير، العادل السمعلي، حاتم الصولي، سيد السباعي، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، عزيز العرباوي، صلاح الحريري، رمضان حينوني، د- جابر قميحة، محمد العيادي، تونسي، إيمى الأشقر، فتحـي قاره بيبـان، عمر غازي، حسن الطرابلسي، رافد العزاوي، عبد الغني مزوز، عواطف منصور، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، علي عبد العال، نادية سعد، سلوى المغربي، أحمد بوادي، مصطفي زهران، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د. مصطفى رجب، سليمان أحمد أبو ستة، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، محمود طرشوبي، صباح الموسوي ، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، المولدي اليوسفي، كريم السليتي، كريم فارق، محرر "بوابتي"، فهمي شراب، رافع القارصي، ضحى عبد الرحمن، محمود سلطان، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، طلال قسومي، سعود السبعاني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة