صالح النعامي - فلسطين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9390
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
اعتبر المفكر والكاتب الإسرائيلي البارز بن دورون يميني أن فيلم فتنة الذي أخرجه عضو البرلمان الدنماركي فيلدرز أضر كثيراً بفرص نجاح الحملة التي يشنها الغرب ضد الإسلام المتطرف. وفي مقال نشره في صحيفة " معاريف " في عددها الصادر اليوم ، اعتبر يميني أن الإحتجاجات على الفيلم مثلت دليل آخر على قوة الحركات الإسلامية، في الوقت الذي دللت على تقلص الفجوات بين " المتطرفين " و " المعتدلين " في العالمين العربي والإسلامي. واعتبر أن حقيقة أن جميع قنوات التلفزة وصالات العرض رفضت عرض الفيلم تجسد قوة الردع الذي مثلته هذه الإحتجاجات. ونوه يميني الى أن الفيلم عمل على توحيد العالم الإسلامي خلف جبهة واحدة وهدف واحد، بحيث لم يعد من السهل التمييز بين القوى التي يعتبرها الغرب متطرفة مثل إيران، التي هددت في اعقاب عرض الفيلم ب " تداعيات خطيرة "، ودول معتدلة مثل المغرب التي وصف وزير اعلامها خليل نصيري مخرج الفيلم ب " المتخلف ". وأشار يميني الى أن الفيلم حول العالم كله الى ساحة واحدة للدفاع عن محمد، مشيراً الى مظاهرات الغضب التي عمت العالم بأسره. ولفت يميني الأنظار الى نقطة بالغة الخطورة يمكن أ تتأثر بها إسرائيل في اعقاب عرض الفيلم، منوهاً الى أن استناد الفيلم الى آيات من القرآن الكريم هو أمر إشكالي بحد ذاته بالنسبة لليهود ودولة إسرائيل. وأضاف أنه يمكن لمخرجين مسلمين أو حتى مسيحيين أن يعدوا فيلماً يتعلق بالفتاوى اليهودية التي صدرت أخيراً، مثل فتوى " حكم عملاق " التي تحث على قتل الأطفال والرضع والحيوانات، مؤكداً أنه في حال فطن أحد الى مثل هذه الفكرة، فأنها بكل تأكيد ستعمل على زيادة اللاسامية والكراهية لإسرائيل واليهود.
فيلم مضلل
واعتبر يميني أن الفيلم يحتوى على تضليل واضح عندما يتعرض لمعاملة المسلمين لليهود، وينفي يميني الذي ولد في اليمن، ما حاول الفيلم تصويره بأن المسلمين اساءوا معاملة اليهود، مؤكداً أن هذا ما تثبته تجربة مئات السنين من العيش المشترك في البلدان العربية والإسلامية. ووصف يميني الفيلم بأنه " عنصري "، لأنه ركز على النصوص الدينية الإسلامية في حين لم يتعرض لنصوص الأديان الأخرى.
استعراض قوة
وأضاف أن الإحتجاجات التي تعم العالم تدل على قوة الحركات الإسلامية التي وقفت خلف تنظيم معظم الاحتجاجات. وقال " بإمكاننا أن نخلع على الحركات الإسلامية في ارجاء العالم أي صفة، لكن لا يمكننا أن نصفها بأنها حركات ثانوية "، مشيراً الى نتائج استطلاعات الرأي العام التي تؤكد أن هذه الحركات تحظى بتأييد كبير. واضاف قائلاً " حسني مبارك يعي أنه في حال أجريت انتخابات نزيهة، فأن الإخوان المسلمين سيسطرون على الحكم، في حين أن فلسطين شهدت مثل هذا الفوز، عندما اختارت أغلبية الفلسطينيين حركة حماس ". وزعم يميني أن السلطات السعودية حاولت إخفاء نتائج استطلاع للرأي العام دلت على أن 50% من السعوديين يؤيدون أفكار اسامة بن لادن، في حين أن 37% من المسلمين في بريطانيا يريدون تطبيق أحكام الشريعة، في حين أن 74% منهم يريدون أن ترتدي نساؤهم الحجاب.
المسيحيون هم اللاساميون
من ناحيته انتقد المفكر كوبي نيف بشدة كره اليهود للعرب والمسلمين، و انقيادهم خلف العالم المسيحي، واعجابهم بالمسيحيين، رغم ما احدثه المسيحيون من عمليات قتل بشعة ضد اليهود على مر التاريخ. وفي مقال نشره في صحيفة " معاريف "، نوه نيف الى أن ما قام به العرب ضد اليهود يكاد يؤول للصفر مقارنة بما قام به الأوروبيون وخصوصاً الألمان. واضاف " فضلا عن ذلك، فان سفك الدماء المتبادل بيننا وبين العرب لا ينبع من اللاسامية او من الكراهية، بل هو في اطار نزاع قومي، صراع على قطعة أرض، في حين أن القتل الجماعي لملايين يهود اوروبا على ايدي الالمان والاوروبيين لم يجرِ انطلاقا من نزاع او حرب، بل انطلاقا من الكراهية فقط، الكراهية البحتة "، على حد تعبيره . وختم مقاله قائلاً " دين الاسلام لم يكن ابدا وليس الان ايضا لاسامياً. اما المسيحية، الاوروبية وكذا الامريكية فكانت منذ الازل ولا تزال الان ايضا لاسامية، تكره اليهود، كتبها المقدسة تتهمنها بقتل مسيحها "، على حد قوله.