البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

"الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"

كاتب المقال د - صالح النعامي - فلسطين   
 المشاهدات: 3927



لقد وفدت الأغلبية الساحقة من اليهود المتدينين الذين هاجروا إلى أرض فلسطين قبل الإعلان عن "إسرائيل" من أوروبا، وذلك هرباً مما تعرض له اليهود على أيدي النازية عشية وأثناء الحرب العالمية الثانية؛ وكان قسم مهم يمثل المجموعات اليهودية الأرثوذكسية التي رفضت الحركة الصهيونية وناصبتها العداء، على اعتبار أنها "تحدت" الإرادة الإلهية وعملت على تحقيق الخلاص لليهود بالوسائل البشرية. ونظراً لأن هذه الجماعات تتميز بالتشدد في تطبيق التعاليم الدينية وتعمل على الإلتزام الحرفي بالنصوص الدينية، فقد أطلق عليها اليهودية الحريدية، وكلمة "حريد" عبرية تعني "التقي" أو "الخائف من الله"؛ ونظراً لأن جميع المنتمين لهذه المجموعات قد هاجروا من الغرب، فقد أطلق عليها "الحريدية الغربية".

وتنقسم الحريدية الغربية في إسرائيل إلى قسمين أساسيين، وهما: الحسيدية، والليتائية، وهما تياران يختلفان في بعض الاجتهادات الفقهية، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، التي تفجرت وسط التجمعات اليهودية في أوروبا الشرقية. وقد أوجدت هذه الخلافات حالة من الصراع بين الفريقين خلال فترة من الزمن امتدت حتى مطلع القرن التاسع عشر، لكنهما سرعان ما وحدا جهودهما في وجه الحركات الإصلاحية والحركة الصهيونية. ولقد طفت الخلافات بين الفريقين مجدداً بعد تأسيس إسرائيل بسبب التضارب في الاجتهادات الفقهية بين مرجعيات الفريقين الدينية، بشكل أثر سلباً على وحدة الحريدية الغربية.

الحسيدية

الحسيدية، أو "حسيدوت" بالعبرية، مصطلح مشتق من كلمة "حسيد" أي "تقي" ؛ وهناك ما يفسرها على أنها تعني "المريد"؛ و"الحسيدوت" هي مذهب صوفي تأثر بـ "الكابلاه"، الفسلفة الصوفية اليهودية التي سيطرت على الحياة اليهودية في أوروبا في القرن السادس عشر. وتحث الحسيدية أتباعها عل البحث عن كل وسيلة للالتحام والالتصاق بالخالق، بل والتوحد معه، أو ما يطلق عليه بالعبرية "دفيكوت"، حتى يصل "المؤمن إلى القوة الروحية الكامنة، وذلك عبر حب الإله والثقة به وهجر الحزن والخوف . ونشأت "الحسيدية" بالأساس رداً على التشدد الذي أبدته المرجعيات الدينية لليهود في أوروبا الشرقية، التي تطرفت في إجبار أتباعها على تخصيص أوقات كثيرة لدراسة العلوم الدينية بالإضافة إلى الحث على تهذيب النفس بالصوم والعبادات، وهو ما دفع الحاخام إسرائيل اليعازر، الذي كان يطلق عليه "إسرائيل بعل شمطوف" إلى رفض هذه الدعوات، حيث أخذ يحث على عدم الزهد والصيام، باعتبار أنها مجلبة للحزن؛ في حين أنه رأى في الخلاص خلاصاً فردياً وأن الخلاص الجماعي لا يمكن أن يتحقق إلا في آخر الزمان .

وترى الحسيدية أن التبحر في علوم الدين يجب أن يقتصر على الحاخامات دون عامة اليهود، كما إنها كانت تقلل من أهمية التعليم الديني. وتُعد "الحسيدية" إطاراً فضفاضاً يضم داخله العديد من الجماعات الحسيدية التي تربط أتباعها بشكل تنظيمي متين، ويقف على رأس كل جماعة حاخام كبير يطلق عليه "أدمور"، وهذا المصطلح يمثل اختصاراً لثلاث كلمات باللغة العبرية: أدونينو (سيدنا)، مورينو (معلمنا)، رابينو (حاخامنا) ويطلق على هذا الحاخام أيضاً "تسديك"، وهي بالعبرية تعني "الصديق".

وأشهر الجماعات الحسيدية في إسرائيل هي حسيدوت "غور"، التي هاجر أعضاؤها من بولندا، حيث جرت العادة أن يقف ممثل هذه الجماعة على رأس القوى التي تمثل الحسيدية في إسرائيل وثاني أهم هذه الجماعات هي حسيدوت "حباد"، وتعتبر أكثر الجماعات الحسيدية والحريدية تطرفاً في مواقفها من الصراع مع العرب، وهي أحرص الجماعات الحريدية على التعاون مع الحركة الصهيونية. وقد تبنى مؤسس الجماعة الحاخام ميلوفافيتش المواقف الأكثر تطرفاً من الصراع العربي الإسرائيلي، فقد أفتى أثناء حرب العام 1973 بضرورة أن يواصل الجيش الإسرائيلي التقدم حتى يصل للقاهرة، كما أنه اشتهر بفتاويه التي تحث على عدم التنازل ولو عن سنتمتر واحد من الأراضي العربية التي أحتلت عام 1967 . وتلعب حسيدوت " حباد " دوراً مهماً في عمليات تهجير اليهود إلى أرض فلسطين والاهتمام بمشاكل اليهود في الشتات، علاوة على قيامها بدور كبير في جمع التبرعات لدفع المشروع الاستيطاني اليهودي في الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اليهود، اليهودية، الحسيدية، حسيدوت، الفقه اليهودي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-04-2016   المصدر: موقع صالح النعامي

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - شاكر الحوكي ، فتحي العابد، فوزي مسعود ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، عبد الغني مزوز، أبو سمية، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، العادل السمعلي، عواطف منصور، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، د- محمود علي عريقات، تونسي، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، د. أحمد بشير، ياسين أحمد، عبد الله زيدان، رمضان حينوني، حسن عثمان، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، أنس الشابي، صلاح الحريري، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله الفقير، سلام الشماع، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، نادية سعد، طلال قسومي، خالد الجاف ، عزيز العرباوي، د - صالح المازقي، علي عبد العال، المولدي الفرجاني، محمود فاروق سيد شعبان، سامح لطف الله، كريم السليتي، عبد الرزاق قيراط ، عمر غازي، رافع القارصي، سعود السبعاني، محمد العيادي، كريم فارق، صالح النعامي ، صفاء العراقي، عراق المطيري، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، د. خالد الطراولي ، عمار غيلوفي، د.محمد فتحي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، محمود طرشوبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، منجي باكير، د - مصطفى فهمي، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي الزغل، د - عادل رضا، د- محمد رحال، صباح الموسوي ، مراد قميزة، رحاب اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، د - الضاوي خوالدية، د- هاني ابوالفتوح، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، د. عبد الآله المالكي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مجدى داود، أحمد ملحم، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، محمد الياسين، وائل بنجدو، محمد يحي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، إيمى الأشقر، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة