البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في إسرائيل........ يستعدون للفرار

كاتب المقال صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8039


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يرى كثير من الإسرائيليين أن الحياة في هذا الكيان لم تعد تطاق، المشاكل الاقتصادية، البطالة، الفساد وتدهور الأوضاع الأمنية والخوف من المستقبل. وقد ترجم هذا الخوف على شكل توجه الكثير من الإسرائيليين للحصول على جوزات سفر أجنبية لاستخدامها في الفرار من إسرائيل عندما يحين الوقت. المفكر والكاتب الإسرائيلي يونتان شيم أشار إلى هذه الظاهرة من خلال مقال نشره في صحيفة " معاريف " وكان المقال عبارة عن حوار دار بينه وبين نفسه، حيث يوضح فيه أنه سعيد لأن لديه جواز سفر بولندي يمكنه من الفرار في الوقت المناسب، وهذه ترجمة المقال:

يونتان شيم - ترجمة صالح النعامي



لم تعد تهتم برئيس الوزراء الجديد، ولا بوزير ماليته يوفال شطاينتس، ولا وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، لم تعد تأبه بوجوه هؤلاء اللاعبين الذين يخوفونك من أن بحيرة طبريا توشك على الجفاف، لكنهم في نفس الوقت لا ينطقون بكلمة واحدة عن المياه التي تستخدم لزراعة الورود التي يتم تصديرها لهولندا. لم تعد تأبه بالعاطلين عن العمل عن الذين يسدون المفترقات أثناء تنظيمهم المظاهرات، ويتركونك عالقاً في سيارتك. لم تعد تأبه بأولئك الذين يتجاوزونك أثناء تواجدك في الطابور الطويل أمام أبواب المؤسسات المختلفة، ويحاولون اخبارك بما حصل في العالم. لم تعد تأبه بالازمة الاقتصادية، ولا بالبرنامج النووي الإيراني، ولا بالمستوطنين بالضفة الغربية، أو الجيش. لم تعد تأبه بمدراء الشركات الذين يحصلون على الملايين ويقيلون اصدقائك، أنت لم تعد تأبه بكل ذلك، لسبب بسيط أن الأوضاع تسير وغير قادر على وقفها.

تصلك الصحيفة كالمعتاد للبيت حتى الباب، فتعد لنفسك فنجان من القهوة كالمعتاد في ذات الفنجان الاخضر المكسور من طرفه، الذي لا تسمح لزوجتك حتى بإلقائة الى القمامة، لأنك لا تملك مالاً لجلب مزيد من الفناجين. كل شيء كما هو ذاته، باستثناء أمر واحد، وهو أن مطالعة الصحف أصبحت كالإقامة في فندق في بلاد اخرى، فما يحدث في هذه البلاد لم يعد يهمك، لأنه يوجد لديك خيار آخر غير هذه البلاد، بإمكانك التوجه إليه. فأنت لك جواز سفر بولندي.

هذا لم يكن بسيطاً، فلم يكن بالإمكان إقناع ابيك ( في الحلم ) الذي يرقد في قبره، فهو لم يتوقف عن الاعتراض على فكرة العودة إلى بولندا. لقد طردت والدك خلال الحلم، مع أنك حصلت على هذا الجواز بفضله، فهو الذي ولد في بولندا وليس أنت، لكن هذه حياتك وحياة أبنائك، بينما هو قد مات.

لا شك أنك لازلت تذكر القصص التي كانت تسمعها في عهد الطفولة عن تلك البلاد اياها ( بولندا ) في اوروبا ، التي تربى فيها ذووك، وعائلتك، بل وكل اليهود الذين كانوا يعيشون فيها. انت حقا عشت رحلة الفرار، وواجهت المعجزة تلو المعجزة وها هو، أنت الآن فتى في بلاد اسرائيل، تشم هواءها وتلمس ترابها. كانوا يقولون لك أنك تحتاج لان تكافح في سبيل إسرائيل، وقد حدثوك عن السعادة الكامنة في الإمساك بالبندقية، عن الفرح، وكانوا يقولون لك: اذا كان ينبغي ان تموت فانه يتوجب عليك أن تموت وسلاحك في يدك، في الحرب في سبيل بلادك.

لكن حل زمان آخر، ما يهمك الآن مصيرك ومصير أولادك، بل انك لا تروي للجميع بانك مواطن بولندي، انت تحاول صياغة هذا بطريقة أخرى، فتقول بأن لديك جواز سفر اوروبي. انت تدعي أنك لا تعتزم حقا مغادرة اسرائيل، ولكن حسنا انه يمكنك الفرار وقتما ترى أن ذلك ملحاً. ويبقى مصيرك أفضل من مصير اليهود الذين هاجروا من البلدان العربية، فهؤلاء المساكين لا يوجد لديهم مكان يفرون إليه. لقد مات ابوك بالضبط في اليوم الذي أحيت فيه الكارثة، وكما يحدث في كل سنة ستذهب لزيارة قبره، وتروي له كل الاخبار، باستثناء امر واحد، هو أنك تعد العدة للفرار إلى بولندا. فهو لن يتفهم ذلك. اذن آن الأوان لأن تستعد للتوجه للقنصلية البولندية في تل أبيب، ففي القنصلية ستتعلم اللغة البولندية كي تحصل على جواز سفرهم.

رابط المقال:

http://www.nrg.co.il/online/1/ART1/879/973.html


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اسرائيل، الهجرة الاسرائيلية المعاكسة، هروب، جلاء، احتلال، يهود، صهيونية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إسراء أبو رمان، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، محمد شمام ، ماهر عدنان قنديل، تونسي، رافد العزاوي، د. خالد الطراولي ، أحمد الحباسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الياسين، حاتم الصولي، فهمي شراب، أحمد النعيمي، د - الضاوي خوالدية، حسن الطرابلسي، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، محمد عمر غرس الله، رمضان حينوني، خبَّاب بن مروان الحمد، د - صالح المازقي، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلام الشماع، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، علي الكاش، د- محمد رحال، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، د - عادل رضا، منجي باكير، رضا الدبّابي، رشيد السيد أحمد، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العراقي، مجدى داود، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، سفيان عبد الكافي، سامح لطف الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، كريم السليتي، المولدي اليوسفي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد العيادي، أحمد ملحم، أحمد بوادي، د. أحمد محمد سليمان، عبد العزيز كحيل، د- جابر قميحة، رافع القارصي، يزيد بن الحسين، مصطفي زهران، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بنيعيش، محرر "بوابتي"، فتحي العابد، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، حسن عثمان، أبو سمية، د- هاني ابوالفتوح، فتحي الزغل، صباح الموسوي ، صلاح المختار، عمار غيلوفي، عبد الله زيدان، نادية سعد، مصطفى منيغ، الهيثم زعفان، طارق خفاجي، عراق المطيري، حميدة الطيلوش، كريم فارق، أشرف إبراهيم حجاج، ياسين أحمد، إيمى الأشقر، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، محمد علي العقربي، موسى عزوق، د. أحمد بشير، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، عمر غازي، الهادي المثلوثي، د - شاكر الحوكي ، مراد قميزة، محمود سلطان، العادل السمعلي، إياد محمود حسين ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، بيلسان قيصر، عبد الرزاق قيراط ، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد يحي، أنس الشابي، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، خالد الجاف ، د - المنجي الكعبي، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز