البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي

كاتب المقال  صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9628


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بمجرد انتخاب تسيفي ليفني لتكون الزعيمة الجديدة لحزب " كاديما " الإسرائيلي الحاكم، ورئيسة الوزراء الإسرائيلية المقبلة، سارعت وسائل الإعلام العربية الى نشر ترجمات لتقارير في الصحف العبرية والأجنبية حول سيرة ليفني الشخصية، والتركيز بشكل خاص على فترة خدمتها كضابطة في جهاز " الموساد "، ودورها في تنفيذ العديد من التصفيات التي طالت قيادات فلسطينية في أوروبا. ودائما ما نولي نحن العرب أهمية كبيرة للخلفية الشخصية والمهنية والعسكرية للقيادات الإسرائيلية ونحاول أن نبنى تصوراتنا إزاء مستقبل تعاطي هؤلاء الزعماء مع قضايا الصراع من خلال تتبع السيرة الذاتية لها. لا شك أن السلوك المستقبلي لقادة إسرائيل يتأثر بماضيهم، لكننا نتجاهل دور النظام التربوي الذي يعد أكبر مصدر من مصادر التأثير ليس فقط على هؤلاء الزعماء، بل على المجتمع الصهيوني بأسره، والذي كان له بالغ الأثر في دفع هذا المجتمع بأسره نحو التطرف والغلو الأيدلوجي وتشرب الأفكار العنصرية نحو العرب. فحسب الأبحاث التي صدرت في إسرائيل ذاتها يتبين بشكل واضح أن كتب التعليم التي تدرس في المدارس اليهودية لعبت دوراً أساسياً في تشدد النخب السياسية والمجتمع الصهيوني وحالت دون التوصل لتسوية سياسية للصراع. وعلى سبيل المثال تؤكد دراسة أعدها الباحث الصهيوني إيلي بوديا أن كتب التدريس الاسرائيلية أشعلت طيلة نصف القرن الماضي جذوة الصراع الفلسطيني العربي، وكرست حالة الحرب، وحالت دون التوصل للسلام بين العرب واليهود. ووصف بوديا مناهج التدريس اليهودية ب " المنحرفة "، منوهاً الى أن هذه المناهج تتميز بطغيان الصورة النمطية والأفكار المقولبة حيال العرب، وزرع كراهيتهم في نفوس التلاميذ الإسرائيليين. ويستنتج بوديا بأن ما جرى داخل جدران المدارس الإسرائيلية قد اثر إلى مدى بعيد في قرار الحرب والسلام لدى قادة الدولة العبرية. ولا خلاف بين الباحثين الصهاينة على أن جهاز التعليم الإسرائيلي قد اختار النهج القومي الذي يخضع الماضي لاحتياجات الراهن والمستقبل على حساب الحقيقة والموضوعية في كتابة التاريخ بهدف خلق ذاكرة جماعية تحفل بالمواقف المسبقة عن العرب وتكرس التعاطي العنصري معهم. وتعنى كتب التدريس الصهيونية بتعميق القيم الصهيونية ورعاية الأساطير والتمجيد بأبطالها من أجل ضمان صهر المستوطنين الذين قدموا من بلدان مختلفة في بوتقة وذاكرة جماعية واحدة. وتؤكد الدراسات التي عنت بتأثير مناهج التدريس على طبيعة الأفكار التي يبلورها الصهاينة نحو العرب أن هذه المناهج سعت لشيطنة العرب وتجريدهم من إنسانيتهم، وساهمت في ترسيخ صورة نمطية لدى الصهاينة عن أنفسهم بحيث ظهروا دائماً بصورة الغربيين المتحضرين صانعي السلام، في حين عرضت مناهج التدريس العرب على أنهم " الخونة العدوانيون المتخلفون والمجرمون والخاطفون القذرون والمبادرون دوماً نحو التدمير ". وتشير دراسة للباحث باروخ كريملنغ إلى أن كتب التدريس تحفل بالإشارات الى أوضاع القبائل اليهودية في الجزيرة العربية قبيل البعثة المحمدية وبعدها، حيث يتم وصف هذه القبائل بأنها " شريفة ومحترمة وشجاعة، بينما وصف العرب بأنهم ماكرون وخونة وبأنهم هزموا اليهود بالخدعة والمؤامرة ". ويؤكد الباحث بوديا أن العربي يظهر في كتب التدريس الإسرائيلية " كمتوحش ومحتال ومخادع ولص وسارق وإرهابي "، مؤكداً أن الذين صمموا المناهج الإسرائيلية حرصوا على تجريد العرب من انسانيتهم. ويقول الباحث اليهودي سيغريد ليحمان "نحن كيهود نميل إلى رؤية العربي كغير اليهودي كأحد الاغيار، نحن كأوروبيين نراه آسيوي خصماً لتطلعاتنا القومية وكاشتراكيين نحن نراه كممثل لاشد انماط الرجعية سواداً ". واللافت هنا الإشارة الى أن القائمين على النظام التربوي الصهيوني حرصوا على إعطاء تفسيرات شاذة وعنصرية حتى لمبادرات بعض الأنظمة العربية " السلمية ". فوزير التعليم الصهيوني الأسبق زبولون هامر علق في حينه على الزيارة التي قام بها الرئيس المصري السابق أنور السادات لإسرائيل حيث قال "هناك زعماء عرب يظنون انهم إن لم يكونوا قادرين على القضاء علينا في ميدان المعركة، فإنهم سينجحون في فعل ذلك عن طريق عملية " السلام ". وتؤكد دراسة حديثة صادرة عن جامعة حيفا أن كتب التدريس الاسرائيلية تحاول تكريس قناعة مفادها ان السلام مع العرب " يهدد إسرائيل المهزوزة ويستلزم تحصين الناشئة بتقوية الوعي الصهيوني".. وتشير الدراسة الى انه عندما حاول وزير التعليم الصهيوني الأسبق اسحاق نافون احداث تقارب بين التلاميذ العرب واليهود داخل اسرائيل، لم يشارك في هذه الأنشظة الا 2% من المربين اليهود. وأشارت الدراسة للموقف الصارم للمؤسسة الدينية اليهودية الرافض لعقد مثل هذه اللقاءات. وينوه الباحث الصهيوني سام سموحا أن مناهج التدريس الإسرائيلية باتت تغرس قيمة الفاشية لدى الشبيبة اليهودية حيث تم إخراج كل ما يتعارض مع الرواية الصهيونية من كتب التدريس وذلك من أجل المساهمة في تكريس هذه الرواية في عقول وقلوب النشئ الصهيوني.

قصارى القول لا يمكن بناء تصورات مستقبلية لسلوك قادة الصهاينة ونخبهم السياسية بمعزل عن التعرف على سمات النظام التعليمي ومناهج التدريس التي تربى عليها هؤلاء القادة وتلك النخب. وواضح تماماً مما سبق أن النظام التربوي الصهيوني قد غرس بذور الحقد والكراهية والفاشية عميقاً عميقاً في ذاكرة الصهيانية حكاماً ومحكومين بشكل لا يجوز معه لعاقل توقع إمكانية حل الصراع القائم بالطرق السياسية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

يهود، اسرائيل، فلسطين، تعليم، غزو فكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-10-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العربي، فتحي الزغل، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، د - مصطفى فهمي، فوزي مسعود ، ماهر عدنان قنديل، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، إيمى الأشقر، كريم فارق، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. أحمد بشير، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، سامر أبو رمان ، مصطفي زهران، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، د. أحمد محمد سليمان، علي عبد العال، سيد السباعي، مصطفى منيغ، د- هاني ابوالفتوح، د. صلاح عودة الله ، عراق المطيري، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، د- محمد رحال، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، المولدي اليوسفي، أبو سمية، خالد الجاف ، محمود فاروق سيد شعبان، د - صالح المازقي، طارق خفاجي، إسراء أبو رمان، العادل السمعلي، مراد قميزة، د. عبد الآله المالكي، تونسي، محمد يحي، فهمي شراب، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، علي الكاش، مجدى داود، محمد أحمد عزوز، أنس الشابي، محمد العيادي، طلال قسومي، محمد علي العقربي، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، إياد محمود حسين ، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، عزيز العرباوي، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، المولدي الفرجاني، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، يحيي البوليني، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد شمام ، سعود السبعاني، كريم السليتي، بيلسان قيصر، عبد الله زيدان، فتحـي قاره بيبـان، محمد الياسين، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، محمود سلطان، عمار غيلوفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خبَّاب بن مروان الحمد، ضحى عبد الرحمن، أحمد بوادي، جاسم الرصيف، الناصر الرقيق، الهيثم زعفان، ياسين أحمد، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، عبد الرزاق قيراط ، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله الفقير، د.محمد فتحي عبد العال، محمد عمر غرس الله، حميدة الطيلوش، سلام الشماع، فتحي العابد، د - شاكر الحوكي ، يزيد بن الحسين، صالح النعامي ، صلاح المختار، أ.د. مصطفى رجب، حسن عثمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، عبد العزيز كحيل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة