البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير

كاتب المقال صالح النعامي - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8285


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" أنا متأكدة أن كل لحظة تمر تقربني أنا وأولادي الثلاثة وزوجي من الموت المحقق، بيوت جيراني قد قصفت، ومن النوافذ شاهدت جثث نساء أعرفهن وأطفالهن ملقاه على قارعة الطريق، بعضهن قتلن أثناء تحركهن في الشارع، والبعض الأخر دفع القصف الذي استهدف منازلهن بجثثهن للشارع، جدران بيتي لا تتوقف عن الإهتزاز، وكلما سمعت صوت صاروخ ينطلق من طائرة أو مدفعية تطلق قذائفها، أشعر أنها ستسقط على بيتي. كونوا على ثقة أني لا أبكي جزعاً من الموت، لكن ما يثير المرارة في نفسي أن أموت دون أن أراكم ". هذا جزء مما يشبه " الوداع الأخير "، والذي جاء على لسان علا ( 26 عاماً ) والتي تقطن في التخوم الشرقية لمخيم " جباليا " عندما تمكنت أول أمس من الإتصال بأمها وأخوانها وأخواتها الذين يقطنون مدينة " دير البلح "، وسط قطاع غزة. ويقول شقيق علا الذي نقل جزءاً مما قالت أنه وأفراد عائلته لا ينفكون عن البكاء تأثراً بما قالت، مشيراً إلى أن أكثر ما يثير المرارة في نفسه هو ذلك الشعور بعدم القدرة على عمل أي شئ للتخفيف عن أخته التي باتت ترى نفسها وعائلتها مع موعد محقق مع الموت لهول ما تمر به.

المنطقة التي تقطن بها علا هي واحدة من أكثر المناطق التي تتعرض للقصف من قبل الجيش الإسرائيلي حيث أنها تقع أسفل منطقة " جبل الكاشف " التي تنتصب فوقها دبابات الاحتلال التي ترد على كل إطلاق صاروخ بقصف عشوائي على المنطقة، من هنا فأن الأهالي في هذه المنطقة يوطنون أنفسهم للقتل أو الإصابة بفعل الصواريخ والقذائف، وكما يقول بعض هؤلاء الأهالي فأن انتظار الموت أكثر وطأة من الموت ذاته.

الدكتور بشير الحوري الذي عمل طبيباً في مستشفى " كمال عدوان " في جباليا قال أن أكثر ما تأثر منه هو وزملاؤهم حتى الآن هو مكالمة تلقونها من شخص اتصل بالمستشفى طالباً النجدة، وليعبر عن مشاعر الفزع الذي تلم به وبأفراد عائلته وهم يشاهدون من نوافذ البيت جثث أبناء أخيه على قارعة الطريق بعد قصف اسرائيلي لمنزلهم، مشيراً الى أن الرجل كان يتحدث وهو ينتظر أن يحل بعائلته ما حل بأبناء شقيقه. ويضيف الطبيب أن الرجل تحدث بجزع شديد.

لكن أحياناً وحتى عندما يختار بعض المحاصرين الموت، لا يتمكنون منه. إحدى العائلات المكونة من أب عجوز واربعة من بناته، والتي تقطن في المنطقة التي تفصل منطقة جباليا عن بلدة " بيت لاهيا "، أقصى شمال القطاع. فقد حوصر منزل العائلة لعدة أيام، وفي الوقت الذي أعلنت إسرائيل كهدنة انسانية تستمر لثلاث ساعات من كل يوم، خرجت اثنتان من بنات العجوز لشراء بعض الحاجيات، فإذا بإحدى دبابات الاحتلال التي تقف على تل تشرف على المنطقة تطلق قذيفة صوبهما، فتقتلان على الفور، سمع العجوز وبنتاه الأخريان بصوت الإنفجار فخرجاً لإستشراف ما حدث، ففجعوا برؤية الجثتين، فقاموا بإدخالهما للبيت، وما هي إلا لحظات حتى كانت إحدى الدبابات تتقدم صوب البيت، ومن مكبر الصوت يأمر الجنود أفراد العائلة بإخلاء المنزل فوراً، وإلا سيتم تدميره على رؤوسهم. في البداية أصر العجوز على البقاء في البيت، والموت فيه، لكن بنتيه اللتان ظلتا ضمن الأحياء أقنعتاه بالخروج، فخرج الثلاثة، حيث قامت احد البنتين بحمل جثة احد الاختين، بينما تعاون العجوز الذي يعاني من إعاقة في رجله مع بنته الثانية في حمل الجثة الأخرى، وسارا لمسافة كلم بينما كانوا يسمعون صوت قهقهات الجنود الذين أفرحهم المنظر.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، غزة، عنصرية، كراهية، يهود، اسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-01-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  "الحسيدية" اليهودية و "اجتهاداتها الفقهية"
  رئيس الموساد السابق: نضرب حماس لتعزيز عباس
  في إسرائيل........ يستعدون للفرار
  مفكر إسرائيلي: فصل الدين عن الدولة يصفي الصهيونية
  إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
  جنود الاحتلال بصقوا في الطعام قبل إدخاله للفلسطينيين
  الردع الإسرائيلي: سم مزدوج الفاعلية
  أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
  هكذا عرى ليبرمان معسكر " الاعتدال " العربي !!
  شاس: كسب الانتخابات بالشعوذة
  نحو بلورة عقيدة أمنية فلسطينية جديدة بعد الحرب على غزة
  كاتب إسرائيلي: هكذا نعيد الإعتبار لهتلر
  فلسطينية تحت القصف تودع أهلها الوداع الأخير
  هكذا أباد الجيش الإسرائيلي عائلات فلسطينية بأكملها !!
  الحرب النفسية مركب هام في حملة إسرائيل على حركة حماس
  شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة
  معلقون صهاينة يتوقعون الفشل رغم موقف القاهرة
  هكذا تستعد الفاشية لتولي الحكم في إسرائيل
  إسرائيل تسعى لضمان " شرعية " عربية لضرب حماس
  أبو الغيط:عندما يساعد ليفني في تبرير ذبح غزة
  العلاج مقابل...... العمالة !!!
  هكذا يطارد الموت الفلسطينيين في غزة
  السمات الفاشية للنظام التربوي الإسرائيلي
  بحث اسرائيلي هام: مناهجنا تعيق التسوية مع العرب
  ما تذكره "رابعة" عن شارون ودجان
  حاخامات يبتزون بعضهم......... " جنسياً "
  إسرائيل في عيون العرب، مخاطر التهويل والتهوين
  هكذا تكافئ أوروبا إسرائيل على جرائمها
  رؤوس الإجرام: "تسيفي ليفني"، بنت "إيتان" الرهيب
  50% من ضباط الجيش الإسرائيلي متدينون

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  19-01-2009 / 14:31:40   أبو محمد
متى نشرب من دمكم يا صهاينة !

... وسارا لمسافة كلم بينما كانوا يسمعون صوت قهقهات الجنود الذين أفرحهم المنظر
ولا حول و- لا قوة إلا بالله !
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صباح الموسوي ، د - المنجي الكعبي، سلام الشماع، طلال قسومي، عمار غيلوفي، علي الكاش، الهادي المثلوثي، رحاب اسعد بيوض التميمي، العادل السمعلي، بيلسان قيصر، نادية سعد، أحمد النعيمي، المولدي اليوسفي، رمضان حينوني، خالد الجاف ، سليمان أحمد أبو ستة، فهمي شراب، د. أحمد محمد سليمان، د- هاني ابوالفتوح، عبد العزيز كحيل، أشرف إبراهيم حجاج، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، د. طارق عبد الحليم، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د. مصطفى رجب، جاسم الرصيف، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الياسين، يحيي البوليني، سيد السباعي، إيمى الأشقر، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، فتحي العابد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، تونسي، مصطفي زهران، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، ضحى عبد الرحمن، طارق خفاجي، أبو سمية، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد علي العقربي، عبد الغني مزوز، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العربي، مصطفى منيغ، حاتم الصولي، رشيد السيد أحمد، محمد يحي، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، أنس الشابي، د. خالد الطراولي ، فوزي مسعود ، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، د - مصطفى فهمي، يزيد بن الحسين، وائل بنجدو، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، أحمد ملحم، كريم السليتي، فتحي الزغل، محمد شمام ، حسن الطرابلسي، د. أحمد بشير، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، عواطف منصور، كريم فارق، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، حسن عثمان، سفيان عبد الكافي، سعود السبعاني، د- محمد رحال، محمد اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، د- جابر قميحة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صالح النعامي ، رافع القارصي، عبد الرزاق قيراط ، منجي باكير، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الناصر الرقيق، صفاء العراقي، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، مراد قميزة، سلوى المغربي، أحمد الحباسي، عبد الله زيدان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة