البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

المفكر التابع حينما يخاطبنا: النص الديني، الإسلام السياسي...

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 266
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعض مؤشرات أن كاتبا ما هو ضحية يتحرك بتأثيرات مفاعيل المجال المفاهيمي للمركزية الغربية هو استعماله المصطلحات والتصورات الفكرية التالية:

1- الإسلام السياسي: هذا تصور يصدر من كون الاسلام في وضعه الطبيعي أنه كالمسيحية لا شأن له بالسياسة، فهو فهم وافد ومشتق من ظلال المركزية الغربية وتجربتها مع المسيحية، ومن هناك وقع نحت معاني الدين الذي يمثل مجالا مستقلا عن غيره من مجالات الحياة

بينما الإسلام في حقيقته ليس دائرة مستقلة موازية لدوائر الواقع الأخرى، الإسلام طبقة مؤثرة في كل مجالات الحياة سياسة وثقافة واقتصاد وغيرها، الاسلام مركزية عقدية فكرية مثل المركزية الغربية يضخ معانيه في كل الشرايين ويراقبها ويعطيها الصوابية وعدمها

لامعنى لتركيب "الإسلام السياسي"، لأن الاسلام من البديهي جدا أن يتدخل في السياسة وغير السياسة وإلا لن يكون إسلاما، وهذا ما لايريد استيعابه أتباع الغرب من بيننا، بالتالي تركيب الإسلام السياسي نوع من الحشو لأن الإسلام يحمل دلالة النشاط السياسي

2- المؤسسة الدينية: هذا تصور يقيّم الواقع وينطلق من فرضية أنه مجال دنيوي لا أثر للاسلام عليه، وفيه عن جنب دائرة يتحرك فيها المتحدثون بالدين من خلال مؤسسة تضمهم
وهذا كلام لا معنى له إلا داخل سياق المجال المفاهيمي المشتق من المركزية الغربية وتجربتها مع المسيحية ذات المساحة المنفصلة عن الواقع ثم مجموعة من الأفراد تتحدث وتمثل تلك الدائرة الدينية

بينما الإسلام جزء أصيل مؤثر وطبقة موجودة في أعلى كل مساحة من مساحات الواقع، يؤثر في باقي طبقات تلك المساحات الاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها
فلا معنى والحال هذا أن يكون الاسلام ممثلا بمؤسسة دينية ولا لأن يكون البعض متحدثا باسمه

لذلك فإن مايقدم في واقعنا الحالي الذي غاب تأثير الاسلام فيه كمركزية عقدية مؤطرة للواقع واختزل لممارسات ثقافية، من وجود لمؤسسات دينية تتبع السلطات في أغلبها تضم متحدثين في شؤون الاسلام كالمفتي وهؤلاء الذين يقدمون أنهم وعاظ، هذا كله انحراف عن الاسلام، لأن الإسلام في اللحظة التي يتحول فيها لتابع ومتحكم في معانيه من مؤسسة وطرف ما فضلا أن تكون ذات اختصاص سياسي، فإنه في تلك اللحظة يتحول لأداة وظيفية لتكريس الواقع وينفك عن كونه إسلاما، فلايجب إذن أن يعتدّ بأي متحدث في الإسلام مادام يخضع ويوجه من جهة ما لأن ذلك انحراف يقصد به تقزيمه وتحويله لمؤسسة تماثل ما لدى الغرب مع مسيحيتهم

3- النص الديني: هذا التركيب المراد به بدرجة أولى القرآن، يستبطن ضمنية عدم الاعتراف بالقرآن كوحي وأنه مجرد نص تاريخي، يجب أن يعالج بكل الأدوات التي تجوز في النصوص البشرية
وهو تصور يتجاهل أنه توجد فعلا أدوات كثيفة ومعمقة ومنهجية وقع إنتاجها من طرف المسلمين طيلة قرون لفهم القرآن، يجب التمكن منها بغرض استيعاب مراد ذلك القرآن

لكن مشكلتنا مع المركزية الغربية ومريديها أنها عدائية إحلالية لاتعترف بغيرها وأنها قامت على أنقاض غيرها من الشعوب وثقافاتهم وإلغائها، وأنها تروج لنفسها أنها التحضر والكمال وأن ماقبلها لاشيىء، بل إنها لاتعترف بالتجارب الجغرافية لغير الأوربيين في الدين وغير الدين، فهي لذلك تسقط تجربتها مع المسيحية على الأديان الأخرى وتسقط مفهومها للدين على مفهوم غيرها من الشعوب وتلزمهم بفهمها هي

إذن التعامل مع القرآن أنه نص بشري يعكس نزعة متعالية ترفض التوقف عند تجارب غيرها وليس قصدا معرفيا

-----------------------

الاسلام في حقيقته نظام تدين فردي ثم في نفس الوقت هو منظومة عقدية فكرية لضبط الوجود
إذن اذا استعملنا مفردات التّبّع فإن الإسلام يعادل:
1- التدين الفردي بالمعنى الغربي المسيحي
2- مركزية عقدية فكرية لتنظيم كل مجالات الحياة من ثقافة وفن واقتصاد وسياسة

ثم يبقى بُعد آخر يوجد بالإسلام ولايوجد له مقابل في المركزية الغربية، وهو أن الاسلام يوجد به بُعد الغيب الذي يجعل كل فعل ممتدا في اتجاه يربطه بمساحة أخرى عليه مراعاتها تؤثر في فعله المادي (*)

------------
(*) للتعمق في فهم بُعد الغيب، ينظر:

1- تأملات في الغيب (1): الإيمان بالغيب يفتح أفاقا للفرد ويرفع عنه الأثقال
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10585

2- تأملات في الغيب (2): المعنى والمفهوم وبُعد الغيب
https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10851


*******************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. المفكر التابع حينما يخاطبنا: النص الديني، الإسلام السياسي...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-09-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء