البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

"الحل في الديموقراطية": نموذج للأخطاء التصورية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 108
 محور:  المفكر التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


المناداة بالديموقراطية واعتبار غيابها سبب مشاكلنا، يمثل مشتركا بين العديد من الفواعل المفكرة (النخب)، لكنه تصور قاصر لأنه ينزع البُعد الفكري عن الفعل السياسي

لنتناول هذا الموضوع كما يلي:

- أرأيت أحدهم لايملك بيتا، ثم تجده إن أراد الحديث عن هذا الذي سيبنيه فإنه لايذكر إلا نافذة غرفة النوم كيف تكون، هو بالمقابل لا يبحث في تصميم البيت مع المهندس المعماري ولايتناول هياكل البيت مع مهندس الانشاءات ولا عن مختلف التجهيزات
فهو يفهم البيت أنه فقط نوافذ غرفة النوم، أي أنه يتحدث عن تفصيل تقني لاحق من مشروع كبير يلزمه تصميم ثم بناء

فالذي يتحدث عن الديموقراطية كلما أراد تناول المشاريع السياسية، مثله مثل صاحبنا المولع بنوافذ غرفة النوم

- الديموقراطية كيفية لممارسة أفعال، فهي تتحرك في مساحة تقنية، وهذا يعني بالضرورة أن الديموقراطية لاحقة عن مشروع أنتج تلك الأفعال
أي أن الديموقراطية لاحقة عن اختيار منظومة تصورية تنتج الفعل السياسي وقبل ذلك تنتج التصور العقدي المؤطر للواقع
فالديموقراطية تفصيل عملي مادي يدور في أفق مركزية عقدية توجه الفعل السياسي

- لما كانت الديموقراطية نظر في كيفية الأفعال التي ترتيبيا تأتي لاحقا عن منظومة تصورية، فإن تخصيصها بالحديث يعني :

- أن مساحة الفعل متفق عليها
- أن مساحة منظومة الأفكار المنتجة للفعل متفق عليها، أي هناك اتفاق على المجال المفاهيمي الدائر حول مركزية عقدية

أي أن المرور للحديث مباشرة في الديموقراطية من دون الحديث في المركزية العقدية وفي المجال المفاهيمي، يعني أنك تقبل ضمنيا بذينك البعدين الموجودين اللازمين ضرورة لتأطير الفعل البشري

ولما كان واقعنا الحالي في تونس منذ عقود، يدور في أفق المركزية العقدية الغربية ومجالها المفاهيمي الذين دفعنا لهما قهرا، فإن عدم مراجعتهما حين الحديث في الديموقراطية يعني قبولا بذلك البناء التصوري القائم المؤطر للفعل السياسي، أي أن الديموقراطية تتحول لأداة ستعمل على مزيد تكريس الواقع في مستواه التصوري وربطنا بالمركزية الغربية الضمنية

-------

إذن المرور للحديث في الديموقراطية من دون مراجعة المستويات التصورية المؤطرة للفعل السياسي أي من دون مراجعة المركزية العقدية الغربية التي ندور حولها منذ عقود، يعني التالي:

- قبول بحكم المركزية الغربية ومجالها المفاهيمي الذي يغذي أدوات التشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام

- فهم بدائي أن مشاكلنا تقنية عملية وليست تصورية فكرية، وهذا خلل منهجي كبير، لأن مشاكلنا تصورية وليست تقنية، وهذه مسألة كتبت فيها وبرهنت عليها من قبل

- جعل الفعل السياسي أداة للتسليم وتعميق الشلل العقدي والفكري الذي نمضي فيه منذ عقود حيث تكوّنت منظومة فرنسا

- الديموقراطية نظر في طرق تسيير الفعل السياسي، وهذا نقاش لايصح تناوله إلا بعد تأسيس مركزية عقدية متحررة من مغالبتها المركزية الغربية، ثم بعدها ستنشأ لنا تصورات جديدة بفعل مشاكل ستظهر لنا ساعتها، فلامعنى إذن لأن نناقش الآن حلولا لمشاكل لانعرفها بعد

علينا قبل ذلك النظر في المشاكل المستعجلة الحاصلة حاليا، وهي: التأسيس الفكري المتمحور حول التحرر من المركزية الغربية المغالبة وتفكيك منظومة فرنسا التي تحكمنا بتونس منذ عقود، ثم تحرير منظومات التعليم والتثقيف والتعليم وخاصة جامعاتنا من تحكمات منتسبي فرنسا، ثم حينما نكمل هذه المهام الكبيرة سنصل لمسألة طرق تصريف الفعل السياسي وسننظر ساعتها في الديموقراطية

--------

فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. "الحل في الديموقراطية": نموذج للأخطاء التصورية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-02-2024  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء