فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 384 محور: التدين الشكلي
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك خلل ما تصوّري، يجعلنا نصر على تبذير طاقاتنا في تناول مواضيع لا طائل من ورائها، خذ بعض الأمثلة:
1 - نقاش أيهما أفضل الأم أم الأب، وكلّ يقدم حججه ويذهب بعضهم للاستقواء بالقرآن والحديث لدعم رأيه
طيب ماذا بعد أن انتصرت في هذا الجدال العقيم مثلا، ماذا جنيت، أما كان يكفيك أن تبرّ بوالديك الإثنين كما هو مقرر وانتهى الأمر
2 - نقاش ماهية ثم كيف عصى ابليسُ اللهَ، ودلالاتها، طيب في ماذا سيفيدنا هذا النقاش ونتيجته
بماذا سيؤثر هذا البحث، في واقعك ودينك في مستوى واجباتك المقررة
3 -الكتابة في البديهيات من مثل أن الرشوة سلوك خطير وأن الاسلام نهانا عنها
وهل هناك أساسا من يعتقد أن الرشوة عمل غير سيئ أو يعتقد أن الإسلام يقر الرشوة، نحن في حاجة بدل ذلك لتناول أسباب وجود الرشوة وكيفية مقاومتها لا القول بأنها عمل غير صالح
4 - الذين يخطبون في الناس من هؤلاء الذين يسمونهم وعاظا في خطب الجمعة وغيرها ويقولون لهم أن اتقوا الله
وهل هناك من لا يعرف بوجوب تقوى الله، الناس في حاجة بدل ذلك أن نقول لهم كيف يتقون الله وأن نعينهم على معرفة من يمنع من تقوى الله من خلال منظومات الإخضاع والتشكيل الذهني من تعليم وتثقيف وإعلام، وهي المنظومات التي يتحكم فيها منتسبو منظومة فرنسا
5 - الذين يكتبون وينشؤون قنوات "اليوتيوب" والالاف الذين يتابعونهم، تتحدث في مواضيع قرب الساعة والدجال، ثم يفصّلون أي الدجالين أصح ذلك الذي روي في مصادر أهل السنة أم الدجال المذكور في مصادر الشيعة أم ذلك الذي لدى المسيحيين أم اليهود
وماذا يعنينا هذا الكلام في واقعنا أو ديننا، كل فرد آخرته هي موته، فليعتن بأجله أي مدى حياته القصيرة هذه ويستعد لموته وانتهى الامر
المشكلة أن تناول هذه المواضيع العقيمة يمثل أدوات للتعمية عن تناول الواقع ومسائله الحقيقية، لذلك تجد المتحكمين بالواقع والمستفيدين منه يشجعون من طرف خفي هذه المسائل التافهة والخوض فيها، ولعل بعضهم يلحفها أحيانا ويزينها بالزعم أنها من الدين بل من التقوى، بينما هو توظيف للدين لتكريس الواقع الفاسد وتشويش على مساعي محاولة فهمه وفهم منظوماته التي تعمل على إخضاعنا