البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

نموذج هجرة الإسلاميين المطاردين وتحولهم لأدوات إقناع بالتبعية للغرب

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 221
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رأيت بعض الاخوة تناولوا موضوع الهجرة، وقد تنازعوا في ذلك، ولي رأي كما يلي:

- يمكن أن نفرق بين الهجرة كفعل تقني أي تنقل بين مقر النشأة وأماكن أخرى من جهة، وبين ما يمكن أن تنتجه عمليات الهجرة تلك من مشاكل متنوعة من جهة ثانية

- ما يقع التنازع في خطره ونتائجه هو المستوى الثاني من الهجرة، أي أن من يرفض الهجرة إنما يرفض ما تؤدي إليه الهجرة من مشاكل في حالات معينة
لكن لما كان مهموما بتلك النماذج، افترض أن الهجرة هي تلك الحالة

ثم إن الذين يدافعون عن الهجرة لا يردون على النقاط والمشاكل المثارة من جراء الهجرة، وإنما يُرجعون النقاش لأحقية فعل الهجرة في مستواه التقني باعتباره سفرا، ويقولون أن الهجرة حرية تنقل وأن الاسلام دعانا للهجرة
فهم إذن لايردون على المشاكل التي يطرحها رافضو الهجرة وإنما يحرفون النقاش لمستوى آخر، الناس أساسا متفقون حوله، وهو أن الهجرة كفعل سفر لا مشكلة فيه

- إذن لنتفق أن الهجرة تطرح مشكلة من زاوية ما تنتجه لدى بعض المهاجرين، أو بدقة بفعل ما يقوم به بعض المهاجرين

يمكن تأطير النقاش والقول أن الهجرة مشكلة كبيرة من خلال نموذجين:
1- هجرة الاسلاميين المطاردين لأوروبا وما أحدثه ذلك من نتائج خطيرة على المشروع الاسلامي الذي حوله هؤلاء بفعل تطاول مكوثهم هناك، لأداة للإلحاق بالغرب والاقناع بالتبعية له

2- هجرة الكفاءات العلمية من تونس نحو أووربا وفرنسا تحديدا

لكني سأتناول في هذا المقال الحالة الأولى فقط، نظرا لغياب تناولها لدى التونسيين باعتبارها مشكلة

------------

كانت مطاردات الاسلاميين وتفرقهم في العالم وخاصة بالبلدان الغربية، عملية استصحب فيها أولئك حالة الاستضعاف والقهر المادي والمعنوي، أي أنهم لما استقروا في أوروبا كان ذلك بضمنية تصورية تحركهم وتحكمهم تدور حول معاني الهشاشة النفسية التي تصاحب ويستشعرها كل مطارد يبحث عن مأوى

ومثلت تلك البنية النفسية الرخوة مدخلا لكي تضعف الدفاعات العقدية والفكرية لدى هؤلاء، الذين فهموا أن عليهم الإندماج في الواقع الجديد لتأمين وضعهم الحادث ويمنع عنهم تتبعات أجهزة بن علي، وصلت للتجنس بجنسيات تلك البلدان بل الدفاع عنها والمفاخرة بتلك الجنسيات

نحن إذن في حالة مجموعة اضطرت للهجرة، تتعرض لضغوط نفسية واجتماعية، مما ولد لديها سلوكا دفاعيا كان عليه أن يتلاءم مع خلفيتها العقدية، وهو ما أنتج ما نعرفه من السلوكيات المستحدثة من طرف عموم الاسلاميين الوسطيين الذين استقروا بالغرب طيلة العقود الفارطة

كان بعض نماذج ذلك اجتهاداتهم التي دعمت مصطلح ومفهوم "الاسلام الوسطي" الذي انتهى للقبول بالتبعية للمركزية الغربية وتبرير ذلك بأن الغرب نشترك معه في "القيم الكونية"، ثم تمادوا أكثر حيث أصبحوا أهدافا سهلة للمنظمات الغربية مع ما يعني ذلك من شبهات أمنية، ثم تمادوا أكثر فأصبحوا يوظفون سياسيا من طرف الأجهزة الغربية للتصدي لشق آخر من الإسلاميين الذين كانوا يرون وجوب المقاومة المسلحة ضد الغرب

وكان يقع مجازاة أولئك الاسلاميين المهاجرين كل مرة عن عمليات تأقلمهم مع الغرب وتحولهم لأدوات اقناع بالتبعية له في الصف الإسلامي، بالإشادات والاستضافات في المؤتمرات الدولية والجوائز الرمزية وطباعة الكتب، وبالأموال التي تقدم في شكل إعانات اجتماعية أو غيرها من المنح

--------

فهذه إذن مشكلة كبيرة انتجت من أثر الهجرة، لكن علينا فهمها بفك ارتباطها بالهجرة، لأن ليس كل من هاجر للغرب أصبح تابعا له، وليس كل من هاجر للغرب تحول لمروج له، وليس كل من هاجر للغرب أضحى متعاملا مع منظماته متلقيا لتمويلاته


-------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
. نموذج هجرة الإسلاميين المطاردين وتحولهم لأدوات إقناع بالتبعية للغرب


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-02-2024  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء